الرئيسية / صحف ومقالات / الأنباء : ‎70 % ‎من الإصابات الجديدة سببها السلالة المتحوّرة .. ورقم قياسي مخيف للوفيات الحُكم يُبدِع في جعل حياة اللبنانيين مستحيلة.. ويبحث عن “بدعة” لتمديد ذلك
الانباء

الأنباء : ‎70 % ‎من الإصابات الجديدة سببها السلالة المتحوّرة .. ورقم قياسي مخيف للوفيات الحُكم يُبدِع في جعل حياة اللبنانيين مستحيلة.. ويبحث عن “بدعة” لتمديد ذلك

فوق خطر الوباء عادت لتطل التحركات إلى الشارع بفعل ضغط لقمة العيش التي يُبدع فريق الحُكم بجعلها أكثر ‏استحالةً على الفقراء عبر تعطيله كل فرص قيام حكومة جديدة تبدأ تنفيذ برنامج وقف الانهيار، مثلما يبدع الفريق نفسه ‏في محاولة ابتكار كل أنواع الخروقات الدستورية. وإذا كان المحتجون قد تحركوا في مختلف المناطق، من طرابلس ‏إلى بيروت، فالبقاع، وقطعوا الطرقات، وأثاروا الشغب، إحتجاجاً على التداعيات المعيشية للإقفال التام دون دعم من ‏قبل الدولة لتوفير مقومات صمود العائلات الفقيرة التي باتت تقاسي مخاطر التفشي الوبائي، ومخاط الجوع، وجليد ‏برودة الطقس، وفوق ذلك تجمد الضمير والاحساس لدى أهل الحُكم‎.‎

وهذا التجمد في ضمير وعقل المسؤولين في “حكومة التحديات”، منعها من الاقدام على اي خطوة تجاه توجيه الدعم ‏المهدور حاليا نحو الفقراء والمحتاجين، فاتّخذ قرار الإقفال دون تأمين أي بديل للصمود المعيشي، علما أن أعداد ‏الإصابات في الأيام المُقبلة مُرجّحة للإرتفاع، ما يعني استمرار الضرورة للإقفال‎.‎

وفي غضون ذلك، ورغم المعلومات التي توافرت حول عودة الزخم الفرنسي إلى الملف الحكومي من بوابة الإتصال ‏الذي دار بين الرئيسين إيمانويل ماكرون وجو بايدن، إلّا أن أي مسعى لم يظهر إلى العلن حتى الآن، والأفق يبدو ‏مسدوداً، دون أي إشارة حول إمكانية ولادة الحكومة في القريب، في ظل تمسّك الرئيس المُكلف سعد الحريري بثوابته، ‏وتصلّب رئيس الجمهورية ميشال عون على موقفه بعدم دعوة الأول إلى إجتماع‎.‎

في السياق نفسه، كشف عضو كتلة المستقبل النائب بكر الحجيري عن “تحرك في الملف الحكومي، إذ حصل في ‏اليومين الأخيرين تواصلٌ ما بين وسطاء من قبل الطرفين، لكنه لم يرقَ إلى مستوى الإتصال المباشر بالرئيس ‏الحريري”، معتبرا أن “هناك بوادر إيجابية، ومجرّد تحريك الملف وحصول التواصل هو أمر قد يُعوّل عليه‎”.‎

الحجيري أشار في حديث لجريدة “الأنباء” الإلكترونية إلى أنه “في حال لم تصل الأمور على صعيد الملف المذكور إلى ‏نتائج إيجابية، فالرئيس الحريري قد يصارح المواطنين بشفافية، لكن المطلوب اليوم من عون التحرّك وإصدار مراسيم ‏تشكيل الحكومة، إذ لا يجوز حجز التشكيلة في قصر بعبدا‎”.‎

وعلّق الحجيري على تفكير التيار الوطني الحر بالتمديد لرئيس الجمهورية ميشال عون، معتبرا أن “ما مرّ على ‏اللبنانيين في الفترة الأخيرة، من سوءٍ وإذلال، لا يمر على أي شعب ولا يتكرر، فكيّف يتم التمديد لمن إنتهج التعطيل ‏منذ العام 2005؟ يبدو أنهم يرفضون لبنان الكبير، في حال أرادوا العودة إلى لبنان الصغير، فهذا خيارهم، لكنهم لا ‏يمكنهم ربط مصير المواطنين بأهوائهم، فهم لا يمثلون جميع اللبنانيين، وما يتميّز به البلد هو التعددية‎”.‎

في المقابل، لفت عضو تكتل “لبنان القوي” النائب روجيه عازار إلى أنه “ما من تطورات على صعيد الملف ‏الحكومي، ولا وجود لأي تواصلٍ فرنسي مع فريقنا، لكن على ما يبدو، ومن خلال زيارة السفيرة الأميركية دورثي ‏شيا لرئيس الجمهورية، تبيّن أن هناك إنفتاحاً أميركياً أكثر في البلاد، ما سيخفف من التشنج الموجود، وسيقلل من ‏الشروط والشروط المُضادة، لكن رغم ذلك لا نعلم ما إذا كانت ستتدخل الإدارة الأميركية الجديدة في الشأن اللبناني، ‏ومتى‎”. ‎

وأكد عازار في إتصال مع جريدة “الأنباء” الالكترونية أن “الإتصال بين رئيس الجمهورية والمُكلّف ما زال مقطوعاً، ‏لكن إعتماد هذه السياسة لا يُشكّل حكومة ولا يبني بلد، بل المطلوب مشاركة الجميع، والإستعجال في عملية التشكيل ‏لأن نسبةً للظروف الإقتصادية والإجتماعية الضاغطة‎”.‎

وحول إحتمال توجّه الحريري إلى كشف ملابسات عملية تعطيل تشكيل الحكومة، رأى عازار أنه “لا مُشكلة في هذا ‏التوجه، بل على العكس، عندها ستتكشف الأمور للمواطنين‎”.‎

وفي الإطار نفسه، لفت عضو كتلة التنمية والتحرير النائب محمد نصر الله إلى أن “لا جديد في الملف الحكومي، ‏والأمور تراوح مكانها”، مستطردا: “يبدو أن البرادات التي إستقدموها لوضع اللقاحات فيها، إستخدموها مع الملف ‏الحكومي‎”.‎

وفي حديث مع جريدة “الأنباء” الالكترونية، قال نصرالله: “المطلوب اليوم من الجميع التعاون، والرئيس نبيه بري ‏جاهز دائما للتدخل حينما يُبدي الطرف المقابل إستعداده للتعاطي بإيجابية مع الموضوع، لكن حتى الآن الأمور لا زالت ‏مُجمّدة‎”.‎

وحول الدعوة للتمديد إلى الرئيس عون، وما إذا كانت تجربة العهد ناجحة لتكرارها، قال نصر الله: “أفضل تعليق، هو ‏ألا أُعلّق‎”.‎

وعلى الصعيد الصحي، سجّل لبنان رقما قياسيا لجهة الوفيات بفيروس كورونا، مع 73 حالة وفاة، و3505 إصابة ‏جديد. عدد الوفيات الذي يرتفع في الأيام الأخيرة ويحطّم مستويات قياسية، علق عليه رئيس قسم جراحة الدماغ ‏والعمود الفقري في مستشفى الجامعة الأميركية في بيروت البروفسور غسان سكاف بالقول أن “تراجع القدرة ‏الإستعابية في المستشفيات ووصولها إلى أقصاها سيزيد من نسب الوفاة، أما الإحتجاجات التي تحصل في الشارع، ‏وتهافت المواطنين قُبيل الإقفال إلى المحال التجارية للتخزين، فستكون من الأسباب وراء إرتفاع أعداد الإصابات في ‏الأيام المُقبلة، إضافة إلى إنتشار السلالة البريطانية المُتحوّرة من الفيروس، التي تُشكّل 70% من نسبة الإصابات ‏الجديدة، ما يعني فشل الإغلاق التام، في ظل غياب أي دعمٍ من الدولة‎”. ‎

إلّا أنه ذكر بأن “بعض المستشفيات إستطاعت رفع قدرتها الإستعابية نسبياً في الأيام الأخيرة، ولجأت إلى التخفيف من ‏القيام بالعمليات الباردة، ومنها مستشفى الجامعة الأميركية، لكن عملية زيادة الأسرّة ليست بالأمر السهل، وهي مُكلفة ‏جدا، ما يستدعي دعما من قبل الدولة‎”.‎

وحول عملية التقليح المُرتقبة، رأى سكاف أن “من المتوقع أن تشهد العملية معوقات كثيرة عند التنفيذ، ولا ثقة بالسلطة ‏الحالية التي فشلت في مواجهة إنتشار الوباء بالقدرة على توزيع اللقاحات بطريقة سليمة، علما أن دولاً كبرى تواجه ‏صعوبة في عملية التلقيح، ومن المُفضّل إيلاء المستشفيات الجامعية مسؤولية التلقيح، لأن خبرة المستشفيات الحكومية ‏ضعيفة في هذا الخصوص‎”.‎

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *