الرئيسية / نشاطات / حميد ممثلا بري: نجاح الحوار يشكل صفعةً للعنصرية الصهيونية والارهاب التكفيري
flag-big

حميد ممثلا بري: نجاح الحوار يشكل صفعةً للعنصرية الصهيونية والارهاب التكفيري

كانون الأول 29, 2015

اشار عضو كتلة التنمية والتحرير النائب ايوب حميد خلال الكلمة التي القاها في المؤتمر الدولي التاسع والعشرين للوحدة الاسلامية المنعقد في طهران باسم رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري، الى ان مؤتمرنا الدولي ينعقد اليوم بمناسبة مولد الرسول الأعظم سيدنا محمد (ص) وحفيده الامام الصادق (ع)، وهي مناسبة تدفعنا للعمل الجاد من أجل غدٍ واعد لما ما في هذه المناسبة  من دلالات  تؤكد على مواجهة التحديات مهما كانت صعبة “فيد الله مع الجماعة، والناس جميعهم عيال الله أحبهم اليه أنفعهم لعياله، ومن بات وأصبح ولم يهتم بأمور المسلمين فليس بمسلم”. أجل نجتمع في هذا المؤتمر وكل مكونات الأمة في خطر عظيم بل هناك من يحفر عميقاً في أسس وحدتها وتواصلها وإئتلافها وإذا أمعنا النظر في توصيف ما يجري من تفنن في القتل وانتهاك حرمات الله وتدمير الحضارة الإنسانية وتشويه ديانات السماء لوجدنا كل ذلك يأتي من الإرهاب التكفيري الذي يرفض كل الآخر والذي هو في الأساس صناعة ورعاية الاستكبار العالمي وأجهزة مخابراته والتي تخدم إرهاب الدولة الصهيونية ومصالحها.

اضاف حميد إن الخسائر المادية مهما بلغت يمكن احتواؤها بسرعة لاعادة الاعمار والبناء، ولكن تشويه صورة الدين والاسلام في داخل أمتنا وأمام الشرق والغرب لا يمكن علاجها بالسرعة المرجوة، لأن الارهاب التكفيري بات مرجعية مغرية لوسائل الاعلام التي تعمل على تشويه صورة الاسلام والمسلمين. والمتاح بين أيديهم  يكفي لقلب المشهد، ماذا عن استغلال الأطفال في قطع الرؤوس ؟ ماذا عن السلوك المدمر واللاأخلاقي مع الطوائف والمذاهب من المسلمين الى المسيحيين الى الايزيديين من قبل التكفيريين. كل ذلك وضع أمتنا أمام مأزق ليس من السهل التنبؤ بفداحة نتائجه الكارثية، وما يترتب على هذا السلوك التكفيري الارهابي من مفاعيل  ستترك ظلها الثقيل على حاضرنا ومستقبلنا، أين منها التنكر للماضي الذي طالما فاخرنا به لتشهد أقلام المأجورين وتنحو باللائمة على الفكر والنص حتى بات من السهل رصد المزيد من ردود الفعل أو الفعل المقصود من كتاب معروفين تطاولوا على منجزات الرسول (ص) والأمة والشهداء والعلماء وتضحيات  كبيرة لمن سبقونا في الإيمان، والتطاول من قبل المأجورين، جاء هذه المرة معززاً بسلوك إرهابي تكفيري وبمنطق فكري يسوقنا الى ما قبل العقل على حد تعبير البعض؟ 

اضاف حميد إذا كان عنوان مؤتمرنا هذا “الأزمات الراهنة في العالم الاسلامي” فإن معاينة الأزمات قد يسهل رصدها وتعدادها وتوصيفها، ولكن السؤال الكبير يبقى في مدى اقتدارنا على حل هذه الأزمات بل على الأقل الشروع بها، وبالحد الأدنى الاتفاق النظري على وسائط الحل وطرقه. ولا شك أننا أمام تحديات كبرى، والمخاطر ليست في الشكل بل في المضمون والانحراف بلغ حد التهور والانهيار. فنحن لسنا أمام احتمال كارثة، بل نحن فيها وما جرائم العدو الصهيوني المتمادية، وآخرها اغتيال أحد أبرز قادة المقاومة عميد الأسرى الشهيد المناضل سمير القنطار، إلا الدليل الساطع على استسهاله واستخفافه بهذه الأمة شيباً وشباناً وأطفالاً ومقدسات وإمعاناً في إكمال مشروعه بملاحقة المقاومين وتصفيتهم داخل فلسطين وخارجها في إطار نهج صهيوني إجرامي يرمي إلى تصفيــة القضية الفلسطينية على مرأى ومسمع العالم، متناغماً ومستفيداً من إشعال التكفيريين للمنطقة في حروب داخلية لا تبقي ولا تذر. ونحن لسنا أمام مخاطر محتملة، بل نحن في أتون الخطر الذي أحاط بكل شيء.  فيكفي أن نعترف أن الوقت من دم يكفي أن نرى كل ما يعزز قوة الأمة مستهدفاً.  يكفي أن نلحظ أن المستثنى الوحيد عند التكفيريين الارهابيين هو العدو الصهيوني، يكفي أن نلحظ الهجمة الشرسة على الجمهورية الاسلامية الايرانية،  لأنها ترفع راية تحرير المقدسات من رجس العدو. فكل شيء مباح عند المجرمين التكفيريين الارهابيين مع تسامح موصوف للاعتداءات الاسرائيلية على الشعب الفلسطيني.

وتابع حميد “السؤال ما هو الدافع لهذا العقل الاجرامي الارهابي الذي يأتي تحت حجج واهية من الاعتراض على الأنظمة  الى الادعاءات الاصلاحية؟ ما علاقة الاعتراض على النظام في سوريا بقتل علماء الدين سنة وشيعة، علويين ودروز، ومن مختلف المذاهب؟ ما علاقة الاعتراض على النظام بخطف المطارنة وتدمير المعابد ودور العبادة ونبش القبور وتدنيس المقدسات والتهجير الممنهج للمسلمين والمسيحيين”. متسائلا: ما الذي يبرر توزيع آلة الموت والدمار بالانتحاريين والسيارات المفخخة في العراق حتى بات المصلون  في المساجد هدفاً مغرياً  لهؤلاء ؟ ماذا عن ارباك الجيش المصري ؟ ماذا عن الفوضى التي عمموها على مساحة العالم العربي؟ ما الذي يبرر العمليات الانتحارية في برج البراجنة في لبنان واستهداف الأطفال والنساء والشيوخ والآمنين في شوارع مكتظة بالناس؟ وماذا عن كل هذا الإجرام الذي طال أخيراً أوروبا وشرق آسيا وشمالي إفريقيا وكثير من دول القارة السمراء؟ والارهابيون التكفيريون جنباً الى جنب مع جيش الاحتلال الصهيوني ينعمون بدعم وعناية ورعاية هذا العدو المغتصب لفلسطين، لعلها الفوضى الخلاقة، ولعلها الحرب الناعمة والصاخبة التي أولدت الموت لمئات الآلاف وشرّدت عشرات الملايين.

اضاف حميد خلال تمثيله بري بالقول: لعلّ الحلول ليست سهلة، ولكنها ليست مستعصية وهي تحتاج الى جرأة في الموقف  فالمنطقة تموج بالأحداث الجسام وتعوم على بحر من الأزمات لا يمكن النجاة منها إلا باعتماد معايير علمية مستندة أيضاً الى جوهر الرسالة  السمحاء واعتماد معايير حاسمة وحاكمة ومنها:

تنشيط وترشيق المراكز العلمية والبحثية  بتسليط الضوء على خطر الفكر التكفيري الارهابي على اساس أنه دخيل على معتقداتنا ولعل هذا المؤتمر المنعقد اليوم في طهران يشكل أحد مظاهر هذا الحراك الفكري الثقافي. 

أن تبادر الحوزات الدينية لمختلف المذاهب الى عقد لقاءات حوارية دائمة تؤكد ان الخلاف في الرأي لا يعني العداء، انما يشكل غنىً فكريَّاً وثقافياً وان الحوار دائماً يشكل إدانة لكل التكفيريين والارهابيين والإلغائيين والإقصائيين.

رفض تحوّل الارهاب الى قضية وهذا برسم الدول والهيئات والمنظمات الدولية إذ لا يجوز تبرير الارهاب التكفيري تحت أي ظرف وأن تكون المقدسات المحتلة والمغتصبة في فلسطين هي الدافع للجهاد والقتال على قاعدة أن فلسطين هي المكون الجمعي للعرب وللمسلمين جميعاً وتوفير كل الدعم للمقاومة في فلسطين، وهبّة شعب فلسطين القائمة اليوم والتي تؤكد لنا جميعاً أن الأجيال لن تنسى فلسطين فالعدو الصهيوني ارتكب جريمة متمادية في الزمن ولكن فلسطين لن تضيع بمرور الزمن. ان استهداف الارهاب التكفيري الصهيوني لكل ما هو مقاوم من دول وحركات واحزاب وهيئات ينبغي أن يشكل ذلك حافزاً لنصرة المقاومة في وجه العدو الصهيوني وامتداداته الارهابية التكفيرية. من هنا فإن اتهام المقاومة في لبنان أو فلسطينن أو في أي مكان في العالم أنها ارهاب ليس إلا أحد مخرجات السياسة الصهيونية وامتداداتها على مساحة العالم، كما أن إصرار بعض الدول والقوى على إثارة نعرات العداء للجمهورية الاسلامية الايرانية، إنما يأتي في إطار سياسة اعلامية مدفوعة  ومشبوهة هدفها تشويه صورة الجمهورية الاسلامية الايرانية التي أكدت بالسلوك الحقيقي الملموس، ومن خلال انحيازها  لكل قضايا الحق والعدل في العالم، وعلى راسها قضية فلسطين والشعب الفلسطيني فكيف يستقيم الأمر عند البعض إذا كانت مرجعيتنا القرآن حقاً ؟ كيف نعادي ايران ويتقارب البعض من اسرائيل ويتسامح معها؟ 

وختم حميد بالقول: إننا في لبنان بلد المقاومة والشهداء، جئنا لكي نؤكد لمؤتمركم الكريم أن لبنان غني بتنوعه، بطوائفه بمذاهبه. ونعتبر أن نجاح تجربة الحوار بين المسلمين أنفسهم وبقية مكونات الوطن وفي إطار لبنان الواحد إنما يشكل صفعةً للعنصرية الصهيونية والارهاب التكفيري. وحريٌ أن يكون قدوةً للحوار بين مكونات العالم الإسلامي والعربي والذي نجدّد دعوتنا إليه ليلتقي المسلمون على كلمةٍ سواء تخدم النصر على الإرهاب والتكفير وتعيد فلسطين لأهلها الحقيقيين. وهو ما كان يشكّل الموضوع الحاضر دائماً في فكر الإمام المغيب القائد السيد موسى الصدر، هذا الامام الذي يستصرخ ضمائر جميع الأحرار والشرفاء في العالم لبذل كل الجهود لتحريره وأخويه الشيخ محمد يعقوب والصحافي السيد عباس بدر الدين للعودة إلى ساح الجهاد والعمل من أجل الإنسان وقضايا الأمة المحقّة.  

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *