الرئيسية / صحف ومقالات / الأخبار :‎ “‎الداخلية” لعون و”الخارجية” للحريري و”الصحة” لجنبلاط: الحكومة قريباً جداً؟
الاخبار

الأخبار :‎ “‎الداخلية” لعون و”الخارجية” للحريري و”الصحة” لجنبلاط: الحكومة قريباً جداً؟

كل المؤشّرات السياسيّة تشير إلى أن تأليف الحكومة بات قريباً جداً. رغم ‏أن بعض العقبات قد يحتاج إلى وقت لتجاوزه. معظم القوى التي ستشارك ‏في الحكومة قررت تسهيل التأليف، بهدف إصدار المراسيم قبل موعد ‏الانتخابات الرئاسية الأميركية يوم الثلاثاء المقبل

قبل أيام على الانتخابات الأميركيّة، تتّجه الأنظار اليوم إلى الجولة الثانية من المفاوضات غير المباشرة مع العدوّ ‏الإسرائيلي في الناقورة على الترسيم البحري. أهمية هذه الجولة تكمن في كونها البداية الجدّية للتفاوض، إذ سيؤكّد ‏الفريق اللبناني قرار الدولة بالتفاوض انطلاقاً من نقطة رأس الناقورة براً والممتدة بحراً تبعاً لتقنيّة خط الوسط، من ‏دون احتساب أيّ تأثير للجزر الساحلية التابعة لفلسطين المحتلة. ما يعني عملياً، أن المساحة التي سيطالب بها لبنان ‏تفوق الـ 863 كيلومتراً مربعاً التي تحوّلت، بفضل أخطاء حكومة الرئيس فؤاد السنيورة الأولى (2005 – 2008) إلى ‏‏”منطقة متنازع عليها”، وسط تكهّنات بأن يرفض الوفد الإسرائيلي الأمر، ويعمَد الى توتير الجلسة أو عرقلة ‏المفاوضات. وبانتظار ما سيرشَح عن هذه الجلسة، تبقى العين داخلياً على مشاورات الحكومة العتيدة التي يُحبَك ملف ‏تأليفها بتكّتم شديد، مع إطلاق أجواء إيجابية بشأنها، من غير المعلوم ما إذا كانت ترتكِز على وقائع أو مجرّد آمال‎.

في الظاهر، تؤكّد معظم القوى السياسية رغبتها السريعة في التأليف، في سبيل تنفيذ الإصلاحات التي من شأنها ‏الإفراج عمّا تسمّيه “الدعم المالي الدولي”. إلا أن المطالب غير المعلنة لا شكّ أنها بحاجة الى وقت للاتفاق عليها. ‏حتى مساء أمس، تأكّد أن حجم الحكومة لن يمثل عقدة في مسار التأليف، حيث هناك إجماع على تشكيلة عشرينية، ‏بعدما كان رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري يفضّلها من 14 وزيراً. وباستثناء وزارة المالية التي حُسمت ‏لتكون من حصة الطائفة الشيعية، تقاطعت المعلومات عند الاتفاق أيضاً على مبدأ المداورة، وعلى توزير ‏اختصاصيين تختارهم الأحزاب. أما غير ذلك، فلا أجوبة حول التوزيع الحزبي للحقائب أو الأسماء، بل لا يزال ‏البحث في مدار التوزيع الطائفي والمذهبي‎.

وبينما زار الحريري يوم أمس رئيس الجمهورية ميشال عون وتداولا في ملف التأليف، نفت مصادر مطّلعة أن ‏يكون الحريري قد حمل معه أي تشكيلة أولية، مشيرة إلى أنه “قد يفعل ذلك في المرة المقبلة حيث سيزوره يوم ‏الخميس المقبل”. وقالت المصادر إن “الرئيسين بحثا خريطة طريق لتوزيع الحقائب ولكن ليس على الأحزاب، ‏كما البرنامج الحكومي، وحجم الحكومة”. وفيما أكد المكتب الإعلامي في قصر بعبدا أن “الاجتماع عرض ‏الوضع الحكومي في جوّ من التفاهم على ما تحقق حتى الآن من تقدم”، قالت مصادر متابعة إن “عون يحرص ‏على أوسع تمثيل في الحكومة والاستماع الى كل الآراء”. وفي هذا الإطار، استقبل رئيس الجمهورية رئيس ‏الحزب الديموقراطي اللبناني النائب طلال أرسلان، يرافقه وزير الشؤون الاجتماعية رمزي مشرفية والوزير ‏السابق صالح الغريب، كما استقبل رئيس حزب التوحيد العربي الوزير السابق وئام وهاب‎.‎

في السياق، بدأت تخرج الى العلن بعض التسريبات التي تتحدث عن أن العقدة الوحيدة اليوم في ملف التأليف تتصل ‏بالحصة المسيحية، وكيفية توزيعها بين رئيسَي الجمهورية والحكومة والأفرقاء المسيحيين، وخاصة أن حزب الله ‏‏”لا مشكلة لديه في التنازل عن وزارة الصحة في حال اعتماد مبدأ المداورة”. إلا أن مصادر مطّلعة على خط ‏المداولات أكدت أن “توزيع بعض الحقائب صار محسوماً، على سبيل المثال ستكون وزارة الداخلية من حصة ‏رئيس الجمهورية، بينما وزارة الخارجية من حصّة الطائفة السنية، وينحصر النقاش بشأنها حول عدد من ‏الأسماء لتولّيها؛ من بينها: رئيسة بعثة لبنان إلى نيويورك، السفيرة أمل مدللي، والأمين العام لوزارة الخارجية، ‏هاني الشميطلي، وسفير لبنان في ألمانيا، مصطفى أديب، لكن الأخير رفض ذلك”. كما بات محسوماً أن “تذهب ‏وزارة الصحة الى النائب السابق وليد جنبلاط، وقد تكون وزارة الشؤون الاجتماعية معه أيضاً (أو تسوية بينه ‏وبين أرسلان ووهّاب) وهما الوزارتان اللتان سبق للحريري أن وعد بهما رئيس الحزب الاشتراكي قبل ‏الاستشارات‎”.

من جهته، أكّد تكتل “لبنان القوي”، بعد اجتماعه برئاسة النائب جبران باسيل، “أولويّة تأليف الحكومة سريعاً”، ‏وأنه “لا يزال ملتزماً إلى أقصى الدرجات بتسهيل ولادتها والتمسّك بوحدة المعايير وعدالتها باتجاه كلّ الكتل ‏والمكوّنات”. وأشار التكتل الى أنه “ينتظر بإيجابيّة نتائج المشاورات الجارية بين رئيس الجمهورية ورئيس ‏الحكومة المكلّف، ليحدّد كيفيّة التعاطي مع مسألة التأليف، مراهناً على نجاح هذه المشاورات في احترام معايير ‏الميثاقيّة والدستور وتولّي وزراء قادرين على تنفيذ البرنامج الإصلاحي بسرعة، من خلال كفاءتهم ونزاهتهم ‏وفعاليّتهم وخبرتهم ومعرفتهم بشؤون الدولة وقطاعاتها‎”.‎
‎ ‎

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *