الرئيسية / صحف ومقالات / الجمهورية : حكومة على عتبة إنتخابات ترامب.. ‏وإعتذار أديب يعزّز المبادرة الفرنسية
الجمهورية

الجمهورية : حكومة على عتبة إنتخابات ترامب.. ‏وإعتذار أديب يعزّز المبادرة الفرنسية

المبادرة الفرنسية مستمرة… قالها الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون ‏مسطراً مضبطة اتهام للقيادات السياسية بإعتذار الرئيس المكلّف ‏مصطفى اديب وارتكاب “خيانة جماعية”، مؤكّداً أنّه “يخجل” مما ‏تقوم به هذه القيادات، وضاغطاً في اتجاه تأليف حكومة في مهلة ‏ستة اسابيع على وقع تحضيره لمؤتمرين دوليين لدعم لبنان في ‏العشرين من الشهر المقبل ومطلع تشرين الثاني. ويُنتظر ان تنعكس ‏مواقف ماكرون هذه على حركة المشاورات السياسية تحضيرا ‏للاستشارات النيابية الملزمة، التي سيدعو رئيس الجمهورية اليها ‏لتكليف رئيس جديد لتأليف الحكومة. ولوحظ انّه سبق المؤتمر ‏الصحافي لماكرون تسريب خبر اوردته قناة “آر. تي” عن اتصال جرى ‏بينه وبين ولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان، ونسبت الى ‏‏”مصادر مطلعة” انّه تمّ خلال هذا الاتصال “إعادة طرح اسم رئيس ‏الحكومة الأسبق سعد الحريري كنقطة توافق”، وأنّ ماكرون “أضاف ‏تعديلات على فريقه المكلّف بالملف اللبناني”. وفيما لم يوجّه الى ‏ماكرون خلال مؤتمره الصحافي اي سؤال حول اتصاله بولي العهد ‏السعودي، افادت معلومات انّ اتصالا طويلا تمّ مساء السبت بين ‏ماكرون والحريري، جاء بعد ساعات على اعتذار اديب عن تأليف ‏الحكومة.‏

عاود ماكرون في مؤتمره الصحافي، الذي خصّصه للحديث عن ‏الاوضاع في لبنان، انعاش الامل بالانقاذ الذي كاد يندثر نتيجة اعتذار ‏اديب، وشيوع اجواء عن انهيار المبادرة الفرنسية بنتيجة هذا الاعتذار، ‏فأعلن أنّ هذه المبادرة مستمرة، ممهلاً المسؤولين من 4 الى 6 ‏اسابيع لتأليف حكومة، بعدما اتهمهم بارتكاب “خيانة جماعية” في حق ‏لبنان، ملقياً اللوم بداية على “حزب الله” وحركة “امل” وعلى الرئيس ‏سعد الحريري، ليعممه على الجميع، وقال: “الفشل هو فشلهم، ولن ‏اتحمّل الفشل شخصياً. أنا بذلت كل ما في وسعي ولا يمكنني الاجابة ‏عن اخطاء خطيرة يرتكبها الآخرون. أفضّل ان اكون واضحاً وشفافاً: ‏القوى السياسية اللبنانية لم تتخذ التدابير التي كان يجب أن يتمّ ‏اتخاذها بعد 4 آب، ولم يقرّوا بغضب الشعب اللبناني والوضع ‏الدولي”. واذ اكّد انّه “يخجل مما يقوم به القادة اللبنانيون”، قال انّه ‏‏”من الآن وحتى 6 اسابيع اذا لم يحصل اي تقدّم سنكون مضطرين ‏لسلوك خيار آخر”. وإذ اعتبر أنّ العقوبات الاميركية “وترّت الاجواء” أكّد ‏في المقابل أن “لا دليل على انّ ايران وترت الاجواء في لبنان”. لكنه ‏قال: “لا نخشى من وقوع حرب اهلية والعقوبات لا تبدو لي الخيار ‏المناسب حالياً”.‏
‏ ‏
ولدى توزيعه المسؤولية عن تعثر المبادرة الفرنسية واعتذار اديب، ‏قال ماكرون “انّ الحريري اخطأ بإضافة المعيار الطائفي في توزيع ‏الحقائب الوزارية”. وشدّد على أنّ “حزب الله” لا يمكنه أن يكون في ‏حرب ضد اسرائيل، وميليشيا الى جانب سوريا، وحزباً محترما في لبنان. ‏هو عليه برهنة أنه يحترم لبنان، وهو أظهر العكس في الفترة الاخيرة”. ‏وقال: “كل الأفرقاء راهنوا على الأسوأ لإنقاذ مصالحهم، وهم يتحملون ‏المسؤولية الكاملة وستكون ثقيلة”. وتوجّه الى “الشعب اللبناني ‏الصديق والأخ”، مؤكّداً أنّ “فرنسا لن تترككم، أولاً لأن خريطة الطريق ‏التي وضعناها في أول أيلول مستمرة، وهي المبادرة الوحيدة ‏المأخوذة على المستوى الإقليمي، وهي مستمرة لتشكيل حكومة ‏خدمة في أسرع وقت ممكن ويعود للمسؤولين تحمل هذه ‏المسؤولية”.‏
‏ ‏
غير منصفة
وإعتبرت اوساط سياسية قريبة من 8 آذار، انّ مواقف ماكرون “لم تكن ‏منصفة في المقاربة ولم تكن متوازنة في توزيع المسؤوليات”. لكنها ‏لفتت الى انّه “لم يقطع الخيط مع “حزب الله” والرئيس نبيه بري”. ‏وتوقفت عند تحديد ماكرون مهلة جديدة لتشكيل الحكومة تمتد بين 4 ‏و 6 اسابيع، مشيرة الى انه “لا يمكن فصل هذه المهلة عن موعد ‏الانتخابات الرئاسية الأميركية”.‏
‏ ‏
وقبل ساعات قليلة على المؤتمر الصحافي لماكرون نقلت مراسلة ‏قناة “‏RT‏” الروسية عن مصادر مطلعة، أن اتصالا هاتفيا جرى بينه ‏وبين ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، “خلص الى إجماع ‏الجانبين على ضرورة حل الأزمة اللبنانية”.‏
‏ ‏
وحسب هذه المصادر، “فقد تمت إعادة طرح اسم رئيس الحكومة ‏الأسبق سعد الحريري كنقطة توافق، كما أن ماكرون أضاف تعديلات ‏على فريقه المكلف بالملف اللبناني”.‏
‏ ‏
وقالت مصادر مطلعة لـ”الجمهورية”، انّ مجمل التطورات كانت مدار ‏بحث في اتصال طويل بين ماكرون والحريري مساء السبت الماضي ‏بعد ساعات قليلة على اعتذار اديب “تناول مختلف التطورات وما ‏يمكن اتخاذه من اجراءات لإنقاذ الوضع”. فيما تكتمت مصادر “بيت ‏الوسط” على ما دار في هذا الاتصال.‏
‏ ‏
وكان المكتب الاعلامي للحريري أصدر بيانا أمس قال فيه أنه “عطفا ‏على ما يتم تداوله اعلاميا، نؤكد انه غير مرشح لتولي تشكيل الحكومة ‏الجديدة، الا انه يبقى على موقفه الداعم لمبادرة الرئيس الفرنسي ‏إيمانويل ماكرون والمسهل لكل ما من شأنه انجاحها بصفتها الفرصة ‏الوحيدة والأخيرة لوقف انهيار لبنان”.‏
‏ ‏
الحل الافضل
الى ذلك، كشفت شخصية بارزة في 8 آذار انها فوجئت بتقديم الرئيس ‏المكلف مصطفى أديب اعتذاره، لافتة الى انه “رجل آدمي”.‏
وعلقت شخصية بارزة مؤثرة في 8 آذارعلى اعلان الحريري عن قراره ‏بعدم الترشح لرئاسة الحكومة وعدم ترشيح أحد، فيما فريق الأكثرية ‏ليس في وارد تشكيل حكومة مواجهة او لون واحد، فقالت “ان افضل ‏حل قد يكون باعادة تسمية أديب، إنما على أن يعود محررا من الشروط ‏التي كبله بها نادي رؤساء الحكومات السابقين، إذ يبدو أن هذا هو ‏الحل الوحيد الممكن”.‏
‏ ‏
ميقاتي
وعلق رئيس الحكومة السابق نجيب ميقاتي على كلام الرئيس الفرنسي ‏ووصفه بأنه “منطقي” معتبرا ان “التشبث الشيعي بوزارة المالية ‏غيّر المسارات”. وقال في حديث متلفز مساء أمس “ان رؤساء ‏الحكومات السابقين ما زالوا أربعة رغم التباين مع رئيس الحكومة ‏السابق سعد الحريري في موضوع اعطاء حقيبة المال للشيعة، ونحن ‏لن نقبل بتجرّع السم ولا نسمح للحريري ان يعرّض نفسه للانتحار”. ‏واضاف “كنت من دعاة تسمية الحريري للحكومة قبل تكليف السفير ‏مصطفى أديب لكن اليوم الأمور مختلفة والقصة ليست مسألة ‏شخص”. واكد انه “لن يسمّي احدا اليوم لرئاسة الحكومة قبل ‏التنسيق مع رؤساء الحكومات السابقين، وانا اطرح حكومة تكنو ‏سياسية 6 وزراء دولة من الافرقاء السياسيين وفق التوزيع الطائفي، ‏و14 وزيرا تقنيا من الاختصاصيين”.‏
‏ ‏
فعلها أديب
وكان أديب فعلها واعتذر السبت الماضي لدى زيارته عون، فيما كل ‏مسار التأليف كان ينبئ بهذه الخطوة خصوصا بعد تجاوز مهلة ‏الأسبوعين ومراوحة العقد نفسها، فوصل إلى الحائط المسدود الذي ‏دفعه إلى الاعتذار تجنبا لتكليف مفتوح على غرار ما كان يحصل دوما ‏في تشكيل الحكومات.‏
‏ ‏
وخلافا لكل السيناريوهات السلبية المتداولة بسبب الاعتذار، فإن هذه ‏الخطوة يمكن ان تشكل دفعا للمبادرة الفرنسية، التي أعلنت كل ‏القوى التمسك بها والالتزام بروحيتها في ظل غياب أي أفق آخر، ومرد ‏هذا الدفع عائد إلى ثلاثة اعتبارات أساسية:‏
ـ الاعتبار الأول لكون الاعتذار وضع جميع القوى السياسية أمام الأمر ‏الواقع الذي يقع في منزلة بين منزلتين: إما الانهيار وإما الإنقاذ، ‏فيضطر كل فريق إلى إضافة بعض الماء على نبيذه؛
ـ الاعتبار الثاني لكون فرنسا صاحبة المبادرة ليست في وارد التراجع ‏عنها، وقد زادها الاعتذار تمسكا بالمبادرة وسعيا إلى ترجمتها على ‏أرض الواقع؛
ـ الاعتبار الثالث لكون جميع المعنيين بالتأليف سينطلقون من النقطة ‏التي وصلت إليها الأمور عشية الاعتذار، حيث أصبحت العقد معلنة لا ‏مضمرة، وبالتالي إمكانية حلها وتدوير الزوايا تصبح أسهل.‏
ولا شك انه ستنطلق من اليوم المشاورات السياسية التي تسبق ‏دعوة رئيس الجمهورية إلى استشارات التكليف في ظل الحديث عن ‏دعوة رئاسية الى لقاء حواري في بعبدا حول شكل الحكومة العتيدة ‏وطبيعتها، ولم يعرف بعد ما إذا كان مسار التكليف الذي اعتمد مع ‏تكليف أديب سيعاد اعتماده هو نفسه من خلال اختيار نادي رؤساء ‏الحكومات لائحة بالمرشحين ليتم الاختيار من ضمنها، ولكن الأكيد ان ‏لبنان ما زال يحظى بالغطاء الفرنسي وقوة الدفع الفرنسية لتأليف ‏الحكومة العتيدة.‏
‏ ‏
وقالت مصادر مشاركة في الاتصالات بان باريس لو تخلت عن ‏مبادرتها لكانت بيروت في ورطة كبرى بسبب حدة الأزمة المالية ‏وغياب اي أفق للحلول الداخلية، ولكن مع وجود الوسيط الفرنسي ‏يمكن توقع تجاوز عراقيل التأليف وتعقيداته، إن كانت بطابع محلي او ‏خارجي، حيث أبقت الإدارة الفرنسية خطوطها مفتوحة مع جميع ‏المعنيين بتأليف الحكومة في لبنان، أكانوا قوى محلية أم خارجية، ‏ولذلك لا يمكن القول ان الأمور مقفلة على رغم غياب الحلول ‏للتعقيدات الثلاثة التي دفعت أديب إلى الاعتذار:‏

ـ التعقيد الأول المتمثِّل بالمداورة الشاملة والتي يؤدي كسرها في اي ‏حقيبة إلى كسرها في كل الحقائب.‏

ـ التعقيد الثاني المتعلِّق بتسمية الكتل النيابية للوزراء في ظل وجهة ‏نظر تقول ان التسمية تعني استنساخ الحكومة المستقيلة، وان مصير ‏الحكومة العتيدة سيكون الفشل، فيما وجهة النظر الأخرى ترفض ‏تسمية الوزراء من خارج المكون الممثل لها خشية من تحويل الاستثناء ‏إلى قاعدة.‏

ـ التعقيد الثالث المتصل بحجم الحكومة في ظل مراوحة الخلاف بين ‏من يريدها مصغرة من 14 وزيرا، وبين من يتمسك بحد أدنى من 20 ‏إلى 24 وزيرا.‏

وفي انتظار ان تنطلق المشاورات السياسية بصورتها العملية تتصاعد ‏المخاوف من انفلات السوق وخروج الدولار عن السيطرة وبما يؤدي ‏إلى غضب شعبي وانفجار اجتماعي، ولذلك يجب الإسراع في إعطاء ‏كل التطمينات بان الحكومة ستشكل قريبا من أحل ترييح الناس ‏والأسواق، فيما التمسك بالمبادرة الفرنسية يشكل خطوة في هذا ‏الاتجاه.‏
وفي موازاة النكسة الحكومية والنكسات السياسية والمالية تبقى ‏القوى الأمنية وحدها الضمان للاستقرار الأمني الذي من دونه ينزلق ‏لبنان إلى الفوضى، وعلى رغم من انها تتحرك وسط ظروف صعبة ‏جدا، فإنها تحقق الانتصار تلو الانتصار على الإرهاب دفاعا عن لبنان ‏واستقرار اللبنانيين.‏
‏ ‏
جمود ما بعد الاعتذار
وعلى اثر اعتذار اديب لم تسجل اي لقاءات خلال عطلة نهاية الاسبوع. ‏وقالت مصادر مطلعة لـ”الجمهورية” ان القوى السياسية كافة انكفأت ‏الى تقويم المرحلة التي طواها هذا الاعتذار وقراءة التطورات الجارية ‏وانعكاساتها الداخلية والخارجية لتحديد مكامن الخلل في تصرفاتها ‏وللفصل بين ما سجل على لائحة الربح أو الخسارة.‏
وفي بعبدا تابع رئيس الجمهورية ميشال عون رصد المواقف والنتائج ‏التي افضت اليها مجمل الافكار التي رافقت مهمة اديب والاسباب ‏التي قادت الى اعتذاره. ولفتت مصادر مطلعة الى ان عون باشر درس ‏كل الخيارات التي يمكن ان يتخذها استعدادا للاستشارات النيابية ‏الملزمة التي سيدعو اليها بعد اعتذار اديب.‏
وقالت المصادر لـ”الجمهورية” ان عون تتبع بالدقائق العملية التي ‏نفذها الجيش والقوى الامنية في الشمال و”كانت ناجحة ونظيفة بكل ‏المعايير الامنية والعسكرية واللوجستية”.‏
على صعيد آخر علمت “الجمهورية” ان الرئيس عون الغى بعض ‏اجتماعاته الموسعة اليوم ومنها اجتماع كبير كان سيجمع عشرات ‏المسؤولين وكان مخصصا للبحث في الظروف التي ادى اليها انتشار ‏جائحة الكورونا في البلاد.‏
‏ ‏
الراعي وعودة
وفي المواقف، رأى البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس ‏الراعي خلال عظة قداس الاحد في الديمان، على نية شهداء الجيش، ‏أنّه “مع إقدام الرئيس المكلف مصطفى أديب على الاعتذار، فقد ‏أصبحت البلاد أمام أخطار متعددة ليس أقلها غياب حكومة تقود ‏عملية إنقاذ البلاد وملاقاة المؤتمرات الدولية والتفاوض مع صندوق ‏النقد الدولي. وفوق ذلك خيّب الاعتذار أمال المواطنين، ولا سيما ‏الشباب الذين كانوا يراهنون على بدء تغيير في الطبقة السياسية من ‏خلال حكومة جديدة بوجوه واعدة، وفاقَم الازمة الوطنية والحكومية، إذ ‏بَدا كأنه يسلّم بفيتو غير موجود في الدستور والميثاق ووثيقة الوفاق ‏الوطني”. وقال “إنّ البطريركية المارونية تنطلق دائماً من أركان ‏الدولة الثلاثة المتكاملة: الدستور والميثاق ووثيقة الوفاق الوطني ‏التي تحفظ توازن مكونات وطننا الواحد، المشترك والنهائي، وتجمعنا ‏في وحدة وطنية على تنوّع طوائفنا ومذاهبنا وأحزابنا وحرية الرأي ‏والتعبير. وإذ نحرص على ان تبقي فرنسا مشكورة عزمها على مساندة ‏لبنان، فإننا حفاظاً على الاركان الثلاثة ندعو الى عدم تخصيص اي ‏حقيبة وزارية لأي فريق او حزب او طائفة او مذهب في شكل دائم، بل ‏الى اتّباع قاعدة المداورة الديموقراطية. فلا يمكن الاعتداد بعُرف أو ‏التفرّد بخلق أعراف من دون توافق، ومن دون اعتراف الآخرين بها”.‏
‏ ‏
عودة
من جهته متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الارثوذكس المطران الياس ‏عودة، قال في عظة له أمس في كاتدرائية القديس جاورجيوس في ‏بيروت: “إنه وقت التخلي عن الأنانيات والمصالح الضيقة. لبنان في ‏قعر الهاوية وهو في حاجة إلى من يقيمه منها لا إلى من يغرقه أكثر ‏ويشده إلى أسفل”. وأضاف: “الوقت ليس وقت التمسك بحقيبة ‏وزارية، أو التشدد في المواقف، أو التشفي من الخصوم. الوقت ‏للعمل والإنقاذ، والتاريخ لا يرحم، كما أن الضمير أيضا لا يرحم ولو بعد ‏حين. معيب جدا أن يهتم الخارج لمصلحتنا أكثر من اهتمام السياسيين ‏والزعماء. معيب أن يتلهى السياسيون بتقاسم الحقائب والتعنت ‏ووضع الشروط لتسهيل قيام حكومة والمواطنون على أبواب ‏السفارات وفي غياهب البحر، ومن بقي منهم في لبنان يبكي حظه ‏السيئ ويستعطي قوته ومستلزمات عيشه ويلعن من أوصله إلى ‏هذا الدرك. معيب أن يدفع رئيس مكلف لتشكيل الحكومة إلى التنحي ‏بعد شهر من الأخذ والرد دون نتيجة وكأن لا قيمة للوقت المهدور فيما ‏الخناق يشتد على أعناق اللبنانيين”.‏
‏ ‏
‏”اليونيفيل” في بيروت
من جهة ثانية وفي تطور لافت أعلنت قوة الامم المتحدة الموقتة في ‏لبنان- (اليونيفيل” في بيان أمس أنه “بناء على طلب من القوات ‏المسلحة اللبنانية، نشرت قوة الأمم المتحدة الموقتة في لبنان- ‏اليونيفيل اليوم مفرزة تضم قوة متعددة الجنسيات في بيروت، ‏لمساعدة السلطات اللبنانية في جهودها الآيلة للتعامل مع تداعيات ‏الانفجارات المأساوية التي وقعت في 4 آب”.‏
وأضاف البيان: “ويأتي الانتشار الذي جرى في وقت مبكر من صباح ‏اليوم في أعقاب تفويض من مجلس الأمن الدولي للبعثة باتخاذ ‏إجراءات موقتة وخاصة لتقديم الدعم للبنان وشعبه في أعقاب ‏الانفجارات. وانتشر جنود حفظ السلام التابعون لليونيفيل في العاصمة ‏اللبنانية ومعهم آليات ثقيلة ومعدات أخرى”. وأوضح “إن مساعدة ‏اليونيفيل، والتي سيتم تنفيذها على ثلاث مراحل خلال حوالي ثلاثة ‏أسابيع، ستكون عملياتية في المرفأ وكذلك في وسط المدينة بفريق ‏عمل يرتكز على المهندسين. كما ستكون مجالات الدعم الرئيسية على ‏الشكل الآتي: إزالة الأنقاض وأعمال البناء من أجل تسهيل الاستئناف ‏السريع للعمليات في مرفأ بيروت”.‏
وقال قائد فوات “اليونيفيل” اللواء ستيفانو ديل كول: “إنها لحظة ‏خاصة لنا جميعا في اليونيفيل كوننا نقدم بعض الدعم الملموس ‏للسكان المحتاجين. من المهم لبعثة مثل اليونيفيل تضم أكثر من ‏عشرة آلآف جندي أن تساعد البلد الذي يستضيفنا منذ أكثر من 42 ‏عاما. ويتماشى هذا الدعم أيضا مع النداء الأخير لمجلس الأمن الدولي ‏لتعزيز التعاون بين اليونيفيل والقوات المسلحة اللبنانية”.‏
‏ ‏
الارهاب
امنيا وبعد العملية النوعية التي نفذها الجيش والقوى الامنية في ‏وادي خالد والتي قضى فيها على مجموعة ارهابية من 13 شخصا، ‏تعرض أحد مراكز الجيش في محلة عرمان- المنية أمس، لهجوم ‏إرهابي ما أدى إلى استشهاد عسكريَين اثنين بالإضافة إلى مقتل أحد ‏الإرهابيين.‏
وكانت قيادة الجيش قد أعلنت، في بيان، أنه “نحو الساعة 1.00، أقدم ‏إرهابيون يستقلون سيارة على إطلاق النار في اتجاه عناصر الحرس ‏في أحد مراكز الجيش في محلة عرمان – المنية، وقد ردّ العناصر على ‏مصدر النيران بالمِثل. نَتج من ذلك استشهاد عسكريين اثنين إضافة ‏إلى مقتل أحد الإرهابيين، وقد فرّ الإرهابيون الآخرون إلى جهة ‏مجهولة”.‏
وإلحاقاً ببيانها السابق، “تبيّن أنّ الإرهابي القتيل عمر بريص كان ‏يستقلّ دراجة نارية ويحاول الدخول إلى مركز الجيش، حيث تصدّى له ‏عناصر الحرس ما أدّى إلى مقتله على الفور”.‏
وبعد الكشف على جثّته، تمّ العثور على رمّانات يدوية وحزام ناسف ‏كان ينوي تفجيره داخل المركز. وقد عمل الخبير العسكري على تفكيك ‏الحزام الناسف وتفجيره.‏
ولاحقا، أوقف الجيش 5 من أقرباء الإرهابي القتيل عمر بريص، هم: ‏عمّاه و.ب. و ح.ب.، وإبنا عمه خ.ب. و ع.ب.، وأحد أنسبائه غ.ح.‏

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *