الرئيسية / صحف ومقالات / البناء : الحريري يبادر… ورؤساء الحكومات ‏يرفضون: تلبية مطلب الثنائيّ لمرة واحدة ‏ ‏/ أديب إلى بعبدا… وموفد فرنسيّ إلى ‏بيروت… وحكومة من 18 وزيراً على ‏النار ماكرون يشغّل محرّكاته ويمهّد الطريق مع واشنطن والرياض لانطلاق قطار ‏التأليف
flag-big

البناء : الحريري يبادر… ورؤساء الحكومات ‏يرفضون: تلبية مطلب الثنائيّ لمرة واحدة ‏ ‏/ أديب إلى بعبدا… وموفد فرنسيّ إلى ‏بيروت… وحكومة من 18 وزيراً على ‏النار ماكرون يشغّل محرّكاته ويمهّد الطريق مع واشنطن والرياض لانطلاق قطار ‏التأليف

خلال‎ ‎يومين‎ ‎ساد‎ ‎صمت‎ ‎كامل‎ ‎فيها‎ ‎على‎ ‎المستويات‎ ‎الداخلية‎ ‎كافة،‎ ‎كان‎ ‎الرئيس‎ ‎الفرنسي‎ ‎امانويل‎ ‎ماكرون‎ ‎يعيد‎ ‎ترتيب‎ ‎خليته‎ ‎اللبنانية‎ ‎فيستبعد‎ ‎منها‎ ‎صقور‎ ‎وزير‎ ‎الخارجية‎ ‎جان‎ ‎إيف‎ ‎لودريان‎ ‎المتطابقي‎ ‎الرؤية‎ ‎مع‎ ‎وزارة‎ ‎الخارجية‎ ‎الأميركية‎ ‎ووزيرها‎ ‎مايك‎ ‎بومبيو،‎ ‎في‎ ‎استعمال‎ ‎منصة‎ ‎المبادرة‎ ‎الفرنسية‎ ‎لفرض‎ ‎المزيد‎ ‎من‎ ‎التصعيد‎ ‎بوجه‎ ‎المقاومة،‎ ‎عبر‎ ‎بوابة‎ ‎المعركة‎ ‎التي‎ ‎قادها‎ ‎رباعي‎ ‎رؤساء‎ ‎الحكومات‎ ‎السابقين‎ ‎من‎ ‎خلف‎ ‎الرئيس‎ ‎المكلف‎ ‎مصطفى‎ ‎أديب‎ ‎بوجه‎ ‎ثنائي‎ ‎حركة‎ ‎أمل‎ ‎وحزب‎ ‎الله،‎ ‎وصارت‎ ‎فيها‎ ‎وزارة‎ ‎المال‎ ‎رمزاً‎ ‎لموازين‎ ‎القوى‎ ‎المحليّة‎ ‎والإقليميّة‎ ‎والدوليّة،‎ ‎وبعدما‎ ‎اتضحت‎ ‎للرئيس‎ ‎الفرنسي‎ ‎المخاطر‎ ‎التي‎ ‎ستنتج‎ ‎عن‎ ‎سقوط‎ ‎مبادرته،‎ ‎والتي‎ ‎سيكون‎ ‎أقلها‎ ‎دخول‎ ‎لبنان‎ ‎مراحل‎ ‎شديدة‎ ‎التأزم‎ ‎على‎ ‎الأصعدة‎ ‎السياسية‎ ‎والاقتصادية‎ ‎والمالية‎ ‎والأمنية،‎ ‎وفتح‎ ‎الباب‎ ‎أمام‎ ‎حكومة‎ ‎لون‎ ‎واحد‎ ‎تزيد‎ ‎التأزم‎ ‎وتستدرج‎ ‎خيارات‎ ‎إقليمية‎ ‎ودولية‎ ‎منافسة،‎ ‎وربما‎ ‎يتوّج‎ ‎كل‎ ‎التأزم‎ ‎بتصعيد‎ ‎لا‎ ‎تبقى‎ ‎الحدود‎ ‎اللبنانية‎ ‎الجنوبية‎ ‎بعيدة‎ ‎عنه،‎ ‎في‎ ‎ظل‎ ‎مخاطر‎ ‎حرب‎ ‎إقليمية‎ ‎سعى‎ ‎الرئيس‎ ‎امانويل‎ ‎ماكرون‎ ‎لتفاديها‎ ‎من‎ ‎ضمن‎ ‎مسعاه‎ ‎لتحييد‎ ‎ملفات‎ ‎الخلاف‎ ‎السياسية‎ ‎ومنها‎ ‎قضايا‎ ‎النظام‎ ‎السياسي‎ ‎وسلاح‎ ‎المقاومة،‎ ‎عن‎ ‎ملف‎ ‎تشكيل‎ ‎حكومة‎ ‎مهمّة‎ ‎تتولى‎ ‎معالجة‎ ‎الملف‎ ‎المالي‎ ‎برعاية‎ ‎فرنسية‎ ‎ودعم‎ ‎دولي،‎ ‎فوجد‎ ‎مَن‎ ‎أعاد‎ ‎زرعها‎ ‎في‎ ‎قلب‎ ‎مبادرته‎ ‎وحوّلها‎ ‎الى‎ ‎عنوان‎ ‎لها‎.‎

رتب‎ ‎الرئيس‎ ‎ماكرون‎ ‎فريقه‎ ‎المصغر،‎ ‎وفتح‎ ‎قنوات‎ ‎الاتصال‎ ‎بواشنطن‎ ‎والرياض،‎ ‎حيث‎ ‎هناك‎ ‎من‎ ‎يشبه‎ ‎ثنائية‎ ‎التصعيد‎ ‎والتهدئة‎ ‎في‎ ‎الخلية‎ ‎الفرنسية،‎ ‎فنجح‎ ‎بالحصول‎ ‎على‎ ‎ضوء‎ ‎أصفر‎ ‎فرنسي‎ ‎يتيح‎ ‎له‎ ‎الإقلاع‎ ‎مجدداً‎ ‎بقطار‎ ‎المبادرة،‎ ‎مستنداً‎ ‎الى‎ ‎أنه‎ ‎لم‎ ‎يبادر‎ ‎أصلاً‎ ‎من‎ ‎دون‎ ‎الحصول‎ ‎على‎ ‎مباركة‎ ‎أميركية‎ ‎وسعودية،‎ ‎ووصلت‎ ‎الأصداء‎ ‎للرئيس‎ ‎السابق‎ ‎للحكومة‎ ‎سعد‎ ‎الحريري‎ ‎مشفوعة‎ ‎بتمنيات‎ ‎فرنسية‎ ‎بالإقدام‎ ‎على‎ ‎مبادرة‎ ‎إيجابية،‎ ‎تلقفها‎ ‎الرئيس‎ ‎الحريري‎ ‎منفرداً‎ ‎بعدما‎ ‎فشلت‎ ‎محاولاته‎ ‎في‎ ‎إقناع‎ ‎شركائه‎ ‎في‎ ‎نادي‎ ‎رؤساء‎ ‎الحكومة‎ ‎السابقين‎ ‎بمجاراته‎ ‎ومشاركته‎ ‎في‎ ‎المبادرة‎. ‎وفشل‎ ‎الرئيس‎ ‎السابق‎ ‎فؤاد‎ ‎السنيورة‎ ‎في‎ ‎تحريض‎ ‎المجلس‎ ‎الشرعي‎ ‎الإسلامي‎ ‎ودار‎ ‎الفتوى‎ ‎على‎ ‎الحريري،‎ ‎فأصدر‎ ‎الحريري‎ ‎موقفاً‎ ‎أعلن‎ ‎فيه‎ ‎موافقته‎ ‎على‎ ‎تسمية‎ ‎وزير‎ ‎شيعي‎ ‎لحقيبة‎ ‎المالية،‎ ‎على‎ ‎أن‎ ‎يتولى‎ ‎الرئيس‎ ‎المكلف‎ ‎بالمهمة،‎ ‎التنسيق‎ ‎والتعاون‎ ‎مع‎ ‎رئيس‎ ‎الجمهورية،‎ ‎من‎ ‎دون‎ ‎تثبيت‎ ‎ذلك‎ ‎عرفاً‎ ‎أو‎ ‎حقاً‎ ‎مكتسباً،‎ ‎وبدت‎ ‎مبادرة‎ ‎الحريري‎ ‎المدعومة‎ ‎فرنسياً،‎ ‎بداية‎ ‎اختراق‎ ‎نوعيّ‎ ‎كسر‎ ‎جليد‎ ‎الجمود،‎ ‎حيث‎ ‎توقعت‎ ‎مصادر‎ ‎على‎ ‎صلة‎ ‎بالملف‎ ‎الحكومي،‎ ‎أن‎ ‎يتلقف‎ ‎الثنائي‎ ‎مبادرة‎ ‎الحريري‎ ‎بإيجابية‎ ‎تساعده‎ ‎على‎ ‎النزول‎ ‎عن‎ ‎الشجرة‎ ‎التي‎ ‎صعدها،‎ ‎بإلصاق‎ ‎المداورة‎ ‎بالمبادرة‎ ‎الفرنسية،‎ ‎بهدف‎ ‎حشر‎ ‎الثنائي‎ ‎والاعتقاد‎ ‎بفرصة‎ ‎انتزاع‎ ‎تنازل‎ ‎منه‎ ‎يصوّر‎ ‎كهزيمة‎ ‎أنتجتها‎ ‎العقوبات‎ ‎الأميركية‎. ‎وقالت‎ ‎المصادر‎ ‎إن‎ ‎الرئيس‎ ‎الفرنسي‎ ‎سيوفد‎ ‎مندوباً‎ ‎رفيعاً‎ ‎يرجّح‎ ‎أن‎ ‎يكون‎ ‎مدير‎ ‎المخابرات‎ ‎الفرنسية‎ ‎برنار‎ ‎ايميه‎ ‎إلى‎ ‎بيروت‎ ‎لمواكبة‎ ‎الاتصالات‎ ‎الحثيثة‎ ‎لتشكيل‎ ‎الحكومة‎ ‎عن‎ ‎قرب‎. ‎كما‎ ‎توقعت‎ ‎أن‎ ‎يزور‎ ‎الرئيس‎ ‎المكلف‎ ‎مصطفى‎ ‎اديب‎ ‎بعبدا‎ ‎للبدء‎ ‎بخطوات‎ ‎ملموسة‎ ‎بالتشاور‎ ‎مع‎ ‎رئيس‎ ‎الجمهورية‎ ‎حول‎ ‎حكومة‎ ‎جديدة‎ ‎يرجّح‎ ‎أن‎ ‎تكون‎ ‎من‎ ‎ثمانية‎ ‎عشر‎ ‎وزيراً،‎ ‎يتشارك‎ ‎أديب‎ ‎مع‎ ‎الرئيس‎ ‎ميشال‎ ‎عون‎ ‎في‎ ‎التداول‎ ‎بأسماء‎ ‎وزرائها‎ ‎وحقائبهم،‎ ‎بمعونة‎ ‎فرنسية،‎ ‎وصولاً‎ ‎لولادة‎ ‎قريبة‎ ‎لا‎ ‎تتعدى‎ ‎مهلتها‎ ‎نهاية‎ ‎الأسبوع‎ ‎للحكومة‎ ‎الجديدة‎.‎

الحريري‎: ‎قرّرت‎ ‎مساعدة‎ ‎أديب
وفيما‎ ‎كان‎ ‎الملف‎ ‎الحكومي‎ ‎في‎ ‎دائرة‎ ‎الجمود‎ ‎الكلي‎ ‎ويقترب‎ ‎من‎ ‎وضعه‎ ‎على‎ ‎رف‎ ‎انتظار‎ ‎التطورات‎ ‎الاقليمية‎ ‎والدولية،‎ ‎حركت‎ ‎مواقف‎ ‎الرئيس‎ ‎سعد‎ ‎الحريري‎ ‎المياه‎ ‎الحكومية‎ ‎الراكدة‎ ‎بالتزامن‎ ‎مع‎ ‎الجهود‎ ‎الفرنسية‎ ‎المكثفة‎ ‎على‎ ‎الخطوط‎ ‎الداخلية‎ ‎والخارجية‎ ‎لدفع‎ ‎المبادرة‎ ‎الفرنسية‎ ‎إلى‎ ‎الأمام‎.‎

وأعلن‎ ‎الحريري‎ ‎في‎ ‎بيان‎ ‎صدر‎ ‎من‎ ‎مكتبه‎ ‎الإعلامي‎ ‎مساء‎ ‎أمس،‎ ‎بعد‎ ‎اجتماع‎ ‎لكتلة‎ ‎المستقبل‎ ‎النيابية‎ ‎في‎ ‎بيت‎ ‎الوسط،‎ ‎أنه‎ ‎قرّر‎ “‎مساعدة‎ ‎الرئيس‎ ‎مصطفى‎ ‎أديب‎ ‎على‎ ‎إيجاد‎ ‎مخرج‎ ‎بتسمية‎ ‎وزير‎ ‎مالية‎ ‎مستقل‎ ‎من‎ ‎الطائفة‎ ‎الشيعية،‎ ‎يختاره‎ ‎هو،‎ ‎شأنه‎ ‎شأن‎ ‎سائر‎ ‎الوزراء‎ ‎على‎ ‎قاعدة‎ ‎الكفاءة‎ ‎والنزاهة‎ ‎وعدم‎ ‎الانتماء‎ ‎الحزبي،‎ ‎من‎ ‎دون‎ ‎أن‎ ‎يعني‎ ‎هذا‎ ‎القرار‎ ‎في‎ ‎أي‎ ‎حال‎ ‎من‎ ‎الأحوال‎ ‎اعترافاً‎ ‎بحصرية‎ ‎وزارة‎ ‎المالية‎ ‎بالطائفة‎ ‎الشيعيّة‎ ‎أو‎ ‎بأي‎ ‎طائفة‎ ‎من‎ ‎الطوائف‎”.‎
وأضاف‎ ‎الحريري‎: ‎‎”‎يجب‎ ‎أن‎ ‎يكون‎ ‎واضحاً‎ ‎أن‎ ‎هذا‎ ‎القرار‎ ‎هو‎ ‎لمرة‎ ‎واحدة‎ ‎ولا‎ ‎يشكل‎ ‎عرفاً‎ ‎يُبنى‎ ‎عليه‎ ‎لتشكيل‎ ‎حكومات‎ ‎في‎ ‎المستقبل،‎ ‎بل‎ ‎هو‎ ‎مشروط‎ ‎بتسهيل‎ ‎تشكيل‎ ‎حكومة‎ ‎الرئيس‎ ‎أديب‎ ‎بالمعايير‎ ‎المتفق‎ ‎عليها،‎ ‎وتسهيل‎ ‎عملها‎ ‎الإصلاحي،‎ ‎من‎ ‎أجل‎ ‎كبح‎ ‎انهيار‎ ‎لبنان‎ ‎ثم‎ ‎إنقاذه‎ ‎وإنقاذ‎ ‎اللبنانيين‎”‎‎.‎

ولفت‎ ‎إلى‎ ‎أنه‎ “‎بهذه‎ ‎الخطوة،‎ ‎تصبح‎ ‎المسؤولية‎ ‎على‎ ‎عاتق‎ ‎الممانعين‎ ‎لتشكيل‎ ‎الحكومة‎. ‎فإذا‎ ‎استجابوا‎ ‎وسهلوا‎ ‎ربحنا‎ ‎لبنان‎ ‎وربح‎ ‎اللبنانيون،‎ ‎واذا‎ ‎تابعوا‎ ‎عرقلتهم‎ ‎يتحملون‎ ‎مسؤولية‎ ‎ضياع‎ ‎فرصة‎ ‎لبنان‎ ‎لوقف‎ ‎الانهيار‎ ‎وإنقاذ‎ ‎اللبنانيين‎ ‎من‎ ‎مآسيهم‎ ‎الحالية‎ ‎والمرشحة‎ ‎للتزايد،‎ ‎لا‎ ‎سمح‎ ‎الله‎”.‎

وقال‎ ‎الحريري‎: ‎‎”‎مرة‎ ‎جديدة،‎ ‎أتخذ‎ ‎قراراً‎ ‎بتجرّع‎ ‎السم،‎ ‎وهو‎ ‎قرار‎ ‎اتخذه‎ ‎منفرداً‎ ‎بمعزل‎ ‎عن‎ ‎موقف‎ ‎رؤساء‎ ‎الحكومات‎ ‎السابقين،‎ ‎مع‎ ‎علمي‎ ‎المسبق‎ ‎بأن‎ ‎هذا‎ ‎القرار‎ ‎قد‎ ‎يصفه‎ ‎البعض‎ ‎بأنه‎ ‎بمثابة‎ ‎انتحار‎ ‎سياسي،‎ ‎لكنني‎ ‎اتخذه‎ ‎من‎ ‎أجل‎ ‎اللبنانيين،‎ ‎واثقاً‎ ‎من‎ ‎أنه‎ ‎يمثل‎ ‎قراراً‎ ‎لا‎ ‎بديل‎ ‎عنه‎ ‎لمحاولة‎ ‎إنقاذ‎ ‎آخر‎ ‎فرصة‎ ‎لوقف‎ ‎الانهيار‎ ‎المريع‎ ‎ومنع‎ ‎سقوط‎ ‎لبنان‎ ‎في‎ ‎المجهول‎”.‎

وعلّقت‎ ‎مصادر‎ ‎ثنائي‎ ‎أمل‎ ‎وحزب‎ ‎الله‎ ‎على‎ ‎مبادرة‎ ‎الحريري‎ ‎باعتبارها‎ ‎خطوة‎ ‎للإمام‎ ‎على‎ ‎أمل‎ ‎أن‎ ‎يتم‎ ‎التواصل‎ ‎باتجاه‎ ‎رئيس‎ ‎الجمهورية‎ ‎الذي‎ ‎هو‎ ‎شريك‎ ‎في‎ ‎عملية‎ ‎التأليف‎. ‎فيما‎ ‎لفتت‎ ‎مصادر‎ ‎التيار‎ ‎الوطني‎ ‎الحر‎ ‎للـ‎”‎او‎ ‎تي‎ ‎في‎” ‎أنه‎ “‎في‎ ‎حال‎ ‎كانت‎ ‎مبادرة‎ ‎الحريري‎ ‎ستسهم‎ ‎بالحل‎ ‎فلا‎ ‎مشكلة‎ ‎لدينا‎ ‎معها،‎ ‎وما‎ ‎يهمنا‎ ‎تشكيل‎ ‎حكومة‎ ‎مهمة‎ ‎منتجة‎ ‎تنفذ‎ ‎الإصلاحات‎”.‎

أما‎ ‎موقف‎ ‎رؤساء‎ ‎الحكومات‎ ‎السابقون‎ ‎من‎ ‎مبادرة‎ ‎الحريري‎ ‎بحسب‎ ‎مصادر‎ ‎سياسية‎ ‎للبناء‎ ‎فكشف‎ ‎نياتهم‎ ‎التعطيلية‎ ‎للمبادرة‎ ‎الفرنسية‎. ‎إذ‎ ‎اعتبروا‎ ‎في‎ ‎بيان‎ ‎لهم‎ ‎تعقيباً‎ ‎على‎ ‎بيان‎ ‎الحريري‎ ‎أن‎ “‎مبادرة‎ ‎الحريري‎ ‎شخصية‎ ‎وليس‎ ‎هناك‎ ‎من‎ ‎حقيبة‎ ‎وزارية‎ ‎يمكن‎ ‎أن‎ ‎تكون‎ ‎حقاً‎ ‎حصرياً‎ ‎لوزراء‎ ‎ممن‎ ‎ينتمون‎ ‎إلى‎ ‎طائفة‎ ‎أو‎ ‎مذهب‎ ‎معين‎”. ‎فيما‎ ‎نقلت‎ ‎مصادر‎ ‎إعلامية‎ ‎ان‎ ‎الرئيس‎ ‎المكلف‎ ‎مصطفى‎ ‎أديب‎ ‎سيزور‎ ‎بعبدا‎ ‎اليوم‎ ‎إذا‎ ‎لم‎ ‎يطرأ‎ ‎طارئ،‎ ‎وأشارت‎ ‎إلى‎ ‎أن‎ ‎الحكومة‎ ‎ستولد‎ ‎سريعاً‎.‎‎ ‎ولفتت‎ ‎إلى‎ ‎أن‎ ‎حركة‎ ‎اتصالات‎ ‎ناشطة‎ ‎ليلاً‎ ‎لاختيار‎ ‎اسماء‎ ‎الوزراء‎ ‎ومحاولة‎ ‎تقديم‎ ‎مسودة‎ ‎تشكيلة‎ ‎اليوم‎. ‎كما‎ ‎قالت‎ ‎اوساط‎ ‎الرئيس‎ ‎المكلف‎ ‎أن‎ ‎مبادرة‎ ‎الحريري‎ ‎قيد‎ ‎الدرس‎.‎

السنيورة
وكان‎ ‎لافتاً‎ ‎زيارة‎ ‎الرئيس‎ ‎فؤاد‎ ‎السنيورة‎ ‎الى‎ ‎دار‎ ‎الفتوى‎ ‎ولقائه‎ ‎مفتي‎ ‎الجمهورية‎ ‎الشيخ‎ ‎عبد‎ ‎اللطيف‎ ‎دريان‎ ‎قبيل‎ ‎اجتماع‎ ‎المجلس‎ ‎الإسلامي‎ ‎الشرعي‎ ‎الأعلى‎!‎

ولفت‎ ‎السنيورة‎ ‎بعد‎ ‎اللقاء‎ ‎الى‎ ‎أن‎ ‎هناك‎ ‎حاجة‎ ‎ماسة‎ ‎لحكومة‎ ‎قادرة‎ ‎وفاعلة‎ ‎لإيقاف‎ ‎الانهيار‎ ‎والتصدي‎ ‎للأزمات‎ ‎الكبرى‎ ‎التي‎ ‎اوصلت‎ ‎اللبنانيين‎ ‎الى‎ ‎الهلاك‎ ‎في‎ ‎البر‎ ‎والبحر،‎ ‎متمنياً‎ ‎على‎ ‎جميع‎ ‎المعنيين‎ ‎في‎ ‎لبنان‎ ‎التمسك‎ ‎بوثيقة‎ ‎الوفاق‎ ‎الوطني‎ ‎والدستور‎ ‎نصاً‎ ‎وروحاً‎ ‎والكف‎ ‎عن‎ ‎العبث‎ ‎بهذا‎ ‎النص‎ ‎المرجعي‎ ‎الجامع‎ ‎وذلك‎ ‎بفرض‎ ‎أعراف‎ ‎تخلّ‎ ‎بنصه‎ ‎او‎ ‎تدعو‎ ‎لنظام‎ ‎جديد‎ ‎يراد‎ ‎التفاوض‎ ‎عليه‎. ‎كما‎ ‎دعا‎ ‎السنيورة‎ ‎الى‎ ‎تشكيل‎ ‎حكومة‎ ‎إنقاذ‎ ‎مصغرة‎ ‎تتألف‎ ‎من‎ ‎عدد‎ ‎من‎ ‎المتخصصين‎ ‎الأكفاء‎ ‎لا‎ ‎يكونون‎ ‎أسرى‎ ‎للعصبيات‎ ‎او‎ ‎الالتزامات‎ ‎الطائفية‎. ‎وقال‎ “‎ما‎ ‎عادت‎ ‎البلاد‎ ‎تتحمل‎ ‎ممارسات‎ ‎غير‎ ‎وطنية‎ ‎وغير‎ ‎مسؤولة‎ ‎ولا‎ ‎بد‎ ‎من‎ ‎الإقلاع‎ ‎عن‎ ‎التشبث‎ ‎بالحصص‎”.‎

بعبدا
وقبيل‎ ‎بيان‎ ‎الحريري‎ ‎كثف‎ ‎رئيس‎ ‎الجمهورية‎ ‎العماد‎ ‎ميشال‎ ‎عون‎ ‎جهوده‎ ‎لتذليل‎ ‎العقد‎ ‎أمام‎ ‎ولادة‎ ‎الحكومة،‎ ‎وأشارت‎ ‎مصادر‎ ‎مواكبة‎ ‎لجهود‎ ‎بعبدا‎ ‎أنه‎ “‎يتم‎ ‎الآن‎ ‎رصد‎ ‎ردود‎ ‎الفعل‎ ‎على‎ ‎دعوة‎ ‎الرئيس‎ ‎عون‎ ‎التي‎ ‎من‎ ‎المفترض‎ ‎أن‎ ‎تتبلور‎ ‎في‎ ‎الساعات‎ ‎الـ‎ 24 ‎المقبلة‎ ‎ليُبنى‎ ‎على‎ ‎الشيء‎ ‎مقتضاه‎”. ‎وكشفت‎ ‎أن‎ ‎الرئيس‎ ‎المكلف‎ ‎أيضاً‎ ‎يقوم‎ ‎باتصالاته‎ ‎ومشاوراته‎ ‎في‎ ‎هذا‎ ‎الإطار‎ ‎مع‎ ‎العلم‎ ‎أن‎ ‎حتى‎ ‎الساعة‎ ‎لم‎ ‎يسجل‎ ‎أي‎ ‎اتصال‎ ‎بين‎ ‎الرئيس‎ ‎عون‎ ‎والرئيس‎ ‎المكلف‎ ‎بعد‎ ‎مبادرة‎ ‎رئيس‎ ‎الجمهورية‎ ‎أمس‎ ‎الأول‎.‎

اما‎ ‎بالنسبة‎ ‎للمبادرة‎ ‎عينها،‎ ‎فأكدت‎ ‎المصادر‎ “‎ان‎ ‎ما‎ ‎قام‎ ‎به‎ ‎الرئيس‎ ‎عون‎ ‎أمس،‎ ‎هو‎ ‎فتح‎ ‎الباب‎ ‎بعدما‎ ‎كنا‎ ‎أمام‎ ‎وضع‎ ‎مقفل،‎ ‎وبعدما‎ ‎قام‎ ‎بخطوات‎ ‎لتذليل‎ ‎العقبات‎ ‎وحاول‎ ‎من‎ ‎خلال‎ ‎الاتصالات‎ ‎المباشرة‎ ‎والمشاورات‎ ‎إيجاد‎ ‎مخرج،‎ ‎وبعدما‎ ‎اصطدمت‎ ‎سلسلة‎ ‎الحلول‎ ‎التي‎ ‎تقدّم‎ ‎بها‎ ‎الرئيس‎ ‎بحائط‎ ‎مسدود‎ ‎أراد‎ ‎التقدم‎ ‎بهذه‎ ‎المبادرة‎. ‎من‎ ‎هنا‎ ‎قدم‎ ‎الاقتراح‎ ‎الذي‎ ‎قدمه‎ ‎من‎ ‎باب‎ ‎حرصه‎ ‎على‎ ‎تشكيل‎ ‎الحكومة‎ ‎وهو‎ ‎يفتح‎ ‎باباً‎ ‎أمام‎ ‎الحل‎ ‎ان‎ ‎كانوا‎ ‎يريدون‎ ‎حلاً‎”. ‎واضافت‎: ‎‎”‎حتى‎ ‎الآن‎ ‎لم‎ ‎تتبين‎ ‎ردود‎ ‎الفعل‎ ‎الرسمية‎ ‎ولم‎ ‎تعلن‎ ‎الكتل‎ ‎موقفها‎ ‎الرسمي‎ ‎من‎ ‎مبادرة‎ ‎الرئيس‎ ‎باستثناء‎ ‎بعض‎ ‎التسريبات‎ ‎التي‎ ‎لا‎ ‎يمكن‎ ‎أن‎ ‎يبنى‎ ‎عليها‎”.‎
وقالت‎ ‎مصادر‎ ‎مطلعة‎ ‎على‎ ‎أجواء‎ ‎بعبدا‎ ‎إن‎ “‎هناك‎ ‎من‎ ‎تناول‎ ‎كلمة‎ ‎جهنم‎ ‎بسخرية،‎ ‎الرئيس‎ ‎عون‎ ‎عندما‎ ‎تحدّث‎ ‎أمس‎ ‎كان‎ ‎التعبير‎ ‎يهدف‎ ‎الى‎ ‎التحذير‎ ‎من‎ ‎الذهاب‎ ‎نحو‎ ‎الأسوأ‎. ‎وتناول‎ ‎هذه‎ ‎العبارة‎ ‎بغير‎ ‎إطارها‎ ‎يهدف‎ ‎الى‎ ‎حرف‎ ‎النظر‎ ‎عن‎ ‎جوهر‎ ‎المبادرة‎ ‎والهروب‎ ‎من‎ ‎تحديد‎ ‎الموقف‎ ‎من‎ ‎الأساس‎ ‎وهو‎ ‎مبادرة‎ ‎رئيس‎ ‎الجمهورية،‎ ‎مع‎ ‎الإشارة‎ ‎الى‎ ‎ان‎ ‎ما‎ ‎قصده‎ ‎الرئيس‎ ‎عون‎ ‎بكلمة‎ ‎جهنّم‎ ‎لم‎ ‎يكن‎ ‎بالمعنى‎ ‎الروحي‎ ‎للكلمة‎ ‎إنما‎ ‎بمعنى‎ ‎التدهور‎ ‎الخطير،‎ ‎ومن‎ ‎ركز‎ ‎على‎ ‎الأمور‎ ‎الشكلية‎ ‎فهدفه‎ ‎التعتيم‎ ‎وحرف‎ ‎النظر‎ ‎عن‎ ‎أهمية‎ ‎المبادرة‎ ‎والإضاءة‎ ‎على‎ ‎تشبيه‎ ‎ثانوي‎ ‎ليس‎ ‎هو‎ ‎الأساس‎”.‎
ولفتت‎ ‎المصادر‎ ‎الى‎ ‎أن‎ “‎ما‎ ‎أشير‎ ‎عن‎ ‎التقاء‎ ‎مبادرة‎ ‎الرئيس‎ ‎عون‎ ‎مع‎ ‎طرح‎ ‎التيار‎ ‎الوطني‎ ‎الحر‎ ‎بالتأكيد‎ ‎أن‎ ‎هذا‎ ‎موقف‎ ‎رئيس‎ ‎الجمهورية‎ ‎وهو‎ ‎طرح‎ ‎يراوده‎ ‎منذ‎ ‎بدء‎ ‎أزمة‎ ‎التأليف‎ ‎وتقدم‎ ‎فيه‎ ‎من‎ ‎باب‎ ‎حرصه‎ ‎على‎ ‎تشكيل‎ ‎الحكومة‎ ‎ولا‎ ‎شيء‎ ‎يمنع‎ ‎من‎ ‎أن‎ ‎يلتقي‎ ‎معه‎ ‎طرف‎ ‎بطرح‎ ‎مشابه‎. ‎أما‎ ‎بالنسبة‎ ‎للاتصال‎ ‎مع‎ ‎الرئيس‎ ‎المكلف‎ ‎مصطفى‎ ‎أديب‎ ‎فأكدت‎ ‎المصادر‎ ‎أنه‎ ‎لم‎ ‎يسجل‎ ‎أي‎ ‎اتصال‎ ‎منذ‎ ‎يومين‎”. ‎وعن‎ ‎الكلام‎ ‎حول‎ ‎زيارة‎ ‎مرتقبة‎ ‎لموفد‎ ‎فرنسي،‎ ‎قالت‎ ‎المصادر‎: ‎سمعنا‎ ‎كلاماً‎ ‎كهذا‎ ‎ولكن‎ ‎الدوائر‎ ‎الرسمية‎ ‎لم‎ ‎تتبلغ‎ ‎شيئاً‎ ‎في‎ ‎هذا‎ ‎الإطار‎”.‎

اجتماع‎ ‎ماليّ
وواصل‎ ‎رئيس‎ ‎الجمهورية‎ ‎الاجتماعات‎ ‎التي‎ ‎يعقدها‎ ‎لمتابعة‎ ‎عمل‎ ‎الإدارات‎ ‎والمؤسسات‎ ‎الرسمية،‎ ‎فرأس‎ ‎للغاية‎ ‎اجتماعين‎ ‎في‎ ‎قصر‎ ‎بعبدا،‎ ‎بحضور‎ ‎رئيس‎ ‎حكومة‎ ‎تصريف‎ ‎الاعمال‎ ‎حسان‎ ‎دياب‎ ‎وعدد‎ ‎من‎ ‎الوزراء‎ ‎في‎ ‎حكومة‎ ‎تصريف‎ ‎الأعمال‎ ‎والمختصين‎. ‎الأول‎ ‎حضره‎ ‎الى‎ ‎الرئيس‎ ‎دياب‎ ‎وزير‎ ‎المالية‎ ‎في‎ ‎حكومة‎ ‎تصريف‎ ‎الاعمال‎ ‎غازي‎ ‎وزني،‎ ‎حاكم‎ ‎مصرف‎ ‎لبنان‎ ‎رياض‎ ‎سلامة‎. ‎وبحث‎ ‎المجتمعون‎ ‎في‎ ‎السبل‎ ‎الكفيلة‎ ‎بمواصلة‎ ‎الدعم،‎ ‎لا‎ ‎سيما‎ ‎على‎ ‎الأدوية‎ ‎والقمح‎ ‎والمواد‎ ‎والسلع‎ ‎الأساسية‎. ‎كذلك‎ ‎تقرر‎ ‎الطلب‎ ‎من‎ ‎الوزارات‎ ‎المعنية‎ ‎تكثيف‎ ‎اجتماعاتها‎ ‎مع‎ ‎مصرف‎ ‎لبنان‎ ‎بهدف‎ ‎تحقيق‎ ‎ما‎ ‎تقدم‎ ‎ضمن‎ ‎خطة‎ ‎متكاملة‎ ‎توضع‎ ‎لهذه‎ ‎الغاية‎.‎

وأشارت‎ ‎مصادر‎ ‎الاجتماع‎ ‎الى‎ ‎أنه‎ “‎تم‎ ‎البحث‎ ‎باحتياطات‎ ‎المصرف‎ ‎المركزي‎ ‎وتبلغ‎ 19 ‎مليار‎ ‎دولار‎. ‎وتم‎ ‎الاتفاق‎ ‎على‎ ‎استمرار‎ ‎الدعم‎ ‎للمواد‎ ‎والسلع‎ ‎الأساسية‎ ‎وتوجيهه‎ ‎لأطول‎ ‎فترة‎ ‎ممكنة‎ ‎مع‎ ‎المحافظة‎ ‎على‎ ‎الودائع‎ ‎بالعملة‎ ‎الصعبة‎”.‎

وأشار‎ ‎كبير‎ ‎المستشارين‎ ‎في‎ ‎بنك‎ ‎بيبلوس‎ ‎الخبير‎ ‎المالي‎ ‎نسيب‎ ‎غبريل‎ ‎لـ‎”‎البناء‎” ‎الى‎ ‎أن‎ “‎نظام‎ ‎الدعم‎ ‎إن‎ ‎كان‎ ‎هدفه‎ ‎استيراد‎ ‎المشتقات‎ ‎النفطية‎ ‎او‎ ‎القمح‎ ‎او‎ ‎الدواء‎ ‎او‎ ‎المعدات‎ ‎الطبية‎ ‎او‎ ‎السلة‎ ‎الغذائية‎ ‎او‎ ‎المواد‎ ‎الأولية‎ ‎للصناعة‎ ‎والزراعة،‎ ‎فهو‎ ‎من‎ ‎اختصاص‎ ‎الاقتصاد‎ ‎الموجّه‎ ‎وطريقة‎ ‎الدعم‎ ‎هذه‎ ‎أثبتت‎ ‎كلفتها‎ ‎وعدم‎ ‎فعاليتها‎ ‎في‎ ‎معظم‎ ‎البلدان‎ ‎التي‎ ‎طبقته‎ ‎قبل‎ ‎أن‎ ‎يثبت‎ ‎ذلك‎ ‎مرة‎ ‎إضافية‎ ‎في‎ ‎لبنان‎”. ‎وأضاف‎ ‎غبريل‎: ‎أن‎ “‎احتياطي‎ ‎مصرف‎ ‎لبنان‎ ‎بالعملات‎ ‎الأجنبية‎ ‎هبط‎ 8,43 ‎مليار‎ ‎دولار‎ ‎منذ‎ ‎اول‎ ‎السنة،‎ ‎اي‎ ‎بنسبة‎ 27 ‎في‎ ‎المئة‎ ‎تقريباً،‎ ‎من‎ ‎دون‎ ‎احتساب‎ ‎سندات‎ ‎اليوروبوند‎ ‎التي‎ ‎يحملها‎ ‎في‎ ‎محفظته،‎ ‎وبعد‎ ‎قرار‎ ‎الحكومة‎ ‎الامتناع‎ ‎عن‎ ‎تسديد‎ ‎سندات‎ ‎اليوروبوند‎ ‎في‎ 7 ‎آذار‎ ‎الماضي،‎ ‎جفّت‎ ‎بشبه‎ ‎كامل‎ ‎تدفقات‎ ‎رؤوس‎ ‎الأموال‎ ‎بالعملات‎ ‎الأجنبية‎ ‎الى‎ ‎لبنان‎ ‎وهذان‎ ‎العاملان‎ ‎أدّيا‎ ‎الى‎ ‎استنزاف‎ ‎احتياطي‎ ‎مصرف‎ ‎لبنان‎ ‎بالعملات‎ ‎الأجنبية‎ ‎شهرياً،‎ ‎علماً‎ ‎أن‎ ‎الدعم‎ ‎بحسب‎ ‎غبريل‎ ‎عادة‎ ‎يكون‎ ‎من‎ ‎الخزينة‎ ‎وليس‎ ‎من‎ ‎المصرف‎ ‎المركزي‎. ‎إلا‎ ‎أن‎ ‎قرارات‎ ‎الدعم،‎ ‎وخصوصاً‎ ‎آخر‎ ‎قرار،‎ ‎جاءت‎ ‎من‎ ‎دون‎ ‎تحديد‎ ‎مهلة‎ ‎زمنية‎ ‎لها‎ ‎وتقدير‎ ‎كلفتها‎ ‎بشكل‎ ‎دقيق‎”.‎

وبحسب‎ ‎غبريل‎ ‎فإن‎ “‎ضخ‎ ‎سيولة‎ ‎بالعملات‎ ‎الاجنبية‎ ‎في‎ ‎السوق‎ ‎المحلّي‎ ‎يمر‎ ‎من‎ ‎خلال‎ ‎اتفاق‎ ‎تمويلي‎ ‎إصلاحي‎ ‎مع‎ ‎صندوق‎ ‎النقد‎ ‎الدولي،‎ ‎الذي‎ ‎بدوره‎ ‎لا‎ ‎يحبّذ‎ ‎الدعم‎ ‎عموماً‎ ‎فعاجلاً‎ ‎ام‎ ‎آجلاً‎ ‎ستضطر‎ ‎السلطات‎ ‎اللبنانية‎ ‎للرفع‎ ‎التدريجي‎ ‎للدعم‎ ‎عن‎ ‎بعض‎ ‎او‎ ‎كل‎ ‎هذه‎ ‎المواد،‎ ‎ولكن‎ ‎قبل‎ ‎ذلك،‎ ‎من‎ ‎الأجدى‎ ‎رفع‎ ‎الدعم‎ ‎عن‎ ‎قطاع‎ ‎الكهرباء‎ ‎الذي‎ ‎أرهق‎ ‎الخزينة‎ ‎وتسبّب‎ ‎بنصف‎ ‎عجز‎ ‎الموازنات‎ ‎العامة‎ ‎وبارتفاع‎ ‎الدين‎ ‎العام‎ ‎والمعروف‎ ‎أن‎ ‎هناك‎ ‎هدراً‎ ‎مقونناً‎ ‎في‎ ‎قطاع‎ ‎الكهرباء،‎ ‎حيث‎ ‎الخسائر‎ ‎غير‎ ‎التقنية،‎ ‎كما‎ ‎يسمّيها‎ ‎البنك‎ ‎الدولي،‎ ‎أي‎ ‎السرقة‎ ‎والاستخدام‎ ‎غير‎ ‎الشرعي‎ ‎للشبكة،‎ ‎تشكل‎ ‎أبرز‎ ‎تحديات‎ ‎القطاع‎”. ‎وأوضح‎ ‎أن‎ “‎رفع‎ ‎الدعم‎ ‎عن‎ ‎تعرفة‎ ‎الكهرباء‎ ‎يجنب‎ ‎رفع‎ ‎الدعم‎ ‎عن‎ ‎المواد‎ ‎والسلع‎ ‎الأخرى‎ ‎ويجبر‎ ‎كبار‎ ‎المستهلكين‎ ‎على‎ ‎دفع‎ ‎فواتيرهم‎ ‎حسب‎ ‎سعر‎ ‎السوق،‎ ‎ويحدّ‎ ‎من‎ ‎استنزاف‎ ‎احتياطي‎ ‎مصرف‎ ‎لبنان،‎ ‎كما‎ ‎يعطي‎ ‎الوقت‎ ‎للسلطات‎ ‎لإيجاد‎ ‎حلّ‎ ‎مقبول‎ ‎للمواطن‎ ‎الفقير‎ ‎من‎ ‎خلال‎ ‎الباقة‎ ‎التموينية‎”.‎

في‎ ‎المقابل‎ ‎يقول‎ ‎الخبير‎ ‎المالي‎ ‎وليد‎ ‎ابو‎ ‎سليمان‎ ‎لـ‎”‎البناء‎” ‎إن‎ “‎الوضع‎ ‎سيئ‎ ‎جداً‎ ‎والاحتياطات‎ ‎تراجعت‎ ‎على‎ ‎مدى‎ ‎السنوات‎ ‎الأخيرة‎ ‎بسبب‎ ‎تدخل‎ ‎مصرف‎ ‎لبنان‎ ‎الدائم‎ ‎لتغطية‎ ‎عجز‎ ‎الدولة‎”‎،‎ ‎مشيراً‎ ‎الى‎ ‎أن‎ “‎الخيار‎ ‎الوحيد‎ ‎أمام‎ ‎الدولة‎ ‎هو‎ ‎الاستمرار‎ ‎بالدعم‎ ‎من‎ ‎خلال‎ ‎الاستدانة‎ ‎من‎ ‎الخارج‎ ‎مقابل‎ ‎رهن‎ ‎جزء‎ ‎من‎ ‎الذهب‎ ‎وفقط‎ ‎لدعم‎ ‎السلع‎ ‎الأساسية‎”.‎

انفجار‎ ‎عين‎ ‎قانا
على‎ ‎صعيد‎ ‎آخر،‎ ‎لم‎ ‎يُعرَف‎ ‎السبب‎ ‎الحقيقي‎ ‎الذي‎ ‎أدى‎ ‎إلى‎ ‎انفجار‎ ‎في‎ ‎بلدة‎ ‎عين‎ ‎قانا‎ ‎في‎ ‎إقليم‎ ‎التفاح‎ ‎حتى‎ ‎الساعة،‎ ‎وفيما‎ ‎ضرب‎ ‎الجيش‎ ‎اللبناني‎ ‎وعناصر‎ ‎من‎ ‎حزب‎ ‎الله‎ ‎طوقاً‎ ‎أمنياً‎ ‎في‎ ‎مكان‎ ‎الانفجار،‎ ‎اقتصر‎ ‎بيان‎ ‎الجيش‎ ‎على‎ ‎أن‎ ‎الانفجار‎ ‎وقع‎ ‎في‎ ‎أحد‎ ‎المباني‎ ‎في‎ ‎بلدة‎ ‎عين‎ ‎قانا‎ ‎وأن‎ ‎قوة‎ ‎من‎ ‎الجيش‎ ‎حضرت‎ ‎إلى‎ ‎المكان‎ ‎وباشرت‎ ‎التحقيقات‎.‎

واشارت‎ ‎قناة‎ ‎المنار‎ ‎الى‎ ‎أنه‎: ‎‎”‎حوالي‎ ‎الساعة‎ ‎الثانية‎ ‎بعد‎ ‎الظهر‎ ‎سمع‎ ‎دوي‎ ‎انفجار‎ ‎في‎ ‎قرية‎ ‎عين‎ ‎قانا‎ ‎قضاء‎ ‎النبطية‎ ‎قرب‎ ‎المدرسة‎ ‎الرسمية‎ (‎الجبانة‎) ‎والمبنى‎ ‎يعود‎ ‎لمؤسسة‎ ‎تعمل‎ ‎في‎ ‎مجال‎ ‎نزع‎ ‎الألغام‎ ‎ومخلفات‎ ‎الحرب‎ ‎والانفجار‎ ‎جاء‎ ‎نتيجة‎ ‎تخزين‎ ‎المخلفات‎ ‎التي‎ ‎تم‎ ‎نزعها‎”.‎

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *