الرئيسية / قضايا / “لبنان الكبير” بعد 100 عام خارطة رسمها الانتداب وارساها رجالات الاستقلال وحلق بجناحيه المسلم والمسيحي فكان لبنان
استقلال-لبنان

“لبنان الكبير” بعد 100 عام خارطة رسمها الانتداب وارساها رجالات الاستقلال وحلق بجناحيه المسلم والمسيحي فكان لبنان

إنها 100 عام بالتمام والكمال، مئوية حكاية طائر الفينيق الذي حلق بجناحيه المسلم والمسيحي فكان لبنان.

100 عام فقط تفصل ما بين جلوس البطريرك الياس الحويك عن يمين المندوب السامي الفرنسي هنري غورو والمفتي الأكبر الشيخ مصطفى نجا عن يساره لإعلان دولة لبنان الكبير عام 1920 من قصر الصنوبر في بيروت، وقد أثمرت جهود البطريرك الحويك في الزيارات الخارجية إلى حماية أبناء بلده، وتمكّن من انتشال اعتراف دولي في مؤتمر فرساي ومن بعده مؤتمر الصلح في فرنسا باستقلال لبنان الكبير بعد التفاف المسلمين والمسيحيين حوله. وبالطبع تضاف إلى جهوده الجبّارة، الزيارات التي قامت بها شخصيات عديدة إلى عواصم أخرى لإقناع الإمبراطور جوزف الأول في النمسا والملك فيصل الأول في سوريا وغيرهم كثيرون.

إعلان قيام “دولة لبنان الكبير” عاصمتها بيروت، شكلت الخطوة الأولى لنيل لبنان الاستقلال النهائي عن الانتداب الفرنسي فبعد أن  أعلن الجنرال غورو دولة لبنان الكبير في 1/9/1920.

أعلن إنتداب فرنسا على لبنان من قبل عصبة الأمم بموجب الصك المؤرّخ في 29/9/1923، وبالتالي حظي لبنان بالشرعية الدولية.

ثم إنتقل سكّان لبنان من الجنسية العثمانية إلى الجنسية اللبنانية في 19/1/1925 بموجب قرار صادر عن المفوّض السامي الفرنسي وذلك عطفًا على معاهدة لوزان 1923 التي بموجبها تنازلت تركيا، وريثة الأمبراطورية العثمانية، عن سيادتها على البلاد العربية التي كانت جزءًا منها.

تبعها صدور الدستور اللبناني في 23/5/1926 وإعلان الجمهورية اللبنانية بدل تسمية لبنان الكبير.

بعدها  توافق اللبنانيين على ميثاقهم في العام 1943 من أجل نيل الاستقلال. هذا الميثاق الذي صاغه الرئيس بشارة الخوري في العبارة التالية: “وما الميثاق الوطني سوى إتفاق العنصرين اللذين يتألف منهما الوطن اللبناني على انصهار نزاعاتهما في عقيدة واحدة: إستقلال لبنان التام الناجز دون الالتجاء إلى حماية من الغرب ولا إلى وحدة أو اتحاد مع الشرق.

وأعلن تعديل الدستور في 9/11/1943 بإلغاء المواد الانتدابية واعتماد تاريخ 22/11/1943عيدًا لاستقلال الجمهورية اللبنانية.

وتم جلاء القوات الفرنسية في العام 1946.

وحكاية الاستقلال كتبها رجالات من لبنان أبرزهم رياض الصلح وكميل شمعون وحبيب أبي شهلا وعادل عسيران ومجيد ارسلان وسليم تقلا، وصولاً إلى صبري حمادة وصائب سلام وعبد الحميد كرامي.

رياض الصلح ( 1894-1951)

تولى رئاسة الحكومة عام 1943، واقترح تعديلات دستورية، بمشاركة الرئيس بشارة الخوري. وأقرّاها في ما بعد، مما أغضب الفرنسيين. واعتقل مع عدد من الوزراء والنواب في قلعة راشيا. وأعقبت سلسلة الاعتقالات تلك ثورة لدى اللبنانيين، ليعلن بعد ذلك الاستقلال. توفي في 16 تموز 1951، اثر اطلاق النار عليه في سيارته في شمال شرق العاصمة الأردنية، في طريق عودته إلى لبنان.

مجيد إرسلان (1908 – 1983)

يعتبر أحد أبرز رجال الاستقلال، وأحد أهم رجال الدولة. شغل مناصب وزارية، وانتخب نائبا مرّات عدة. خلال الأعوام اللاحقة، شغل مناصب وزارية عدّة شملت وزارات العدل والصحة والدفاع والاتصالات والإسكان. توفي في 18 أيلول 1983 عن 75 عاماً.

حبيب أبو شهلا (1902 – 1957).

ترأس مجلس النواب من 22 تشرين الأول 1946 الى 7 نيسان 1947. انتُخب نائباً عن بيروت في الأعوام 1937، 1943، 1947، و1951. شارك في الحكومة اللبنانية أكثر من مرة، وتولى أكثر من حقيبة. كان نائباً لرئيس مجلس الوزراء، ووزيراً للتربية الوطنية، ووزيراً للعدل، وذلك في الحكومة اللبنانية الأولى والثانية، برئاسه رياض الصلح في عهد الرئيس بشارة الخوري.

عادل عسيران (1905 – 1998).

كان رئيساً سابقاً لمجلس النواب وعُيّن وزيراً أكثر من مرة، وكان عضواً في مجلس النواب أكثر من مرة. شغل وزارات عدّة في الوزارة الأولى بعد استقلال 1943، برئاسة الرئيس رياض الصلح في عهد الرئيس بشارة الخوري. عيّن وزيراً للإعاشة، ووزيراً للتجارة والصناعة، ثم وزيراً للداخلية عام 1969. كذلك، عيّن وزيراً للعدل، ووزيراً للأشغال العامة والنقل، ووزيراً للاقتصاد الوطني والتجارة، ووزيراً للتربية الوطنية والفنون الجميلة، ووزيراً للتصميم العام، ووزيراً للدفاع الوطني.

سليم تقلا (1895-1945 )

كان وزيراً للخارجية، ووزيراً للأشغال العامة في الحكومة التي أقرت الاستقلال. شغل مناصب وزارية متنوعة في وزارات الأشغال العامة والخارجية والعدل. في خضم حياته السياسية، وبعدما أعفته السلطات الفرنسية من مهماته كمحافظ لبيروت، واختارته ليكون محافظاً للبنان الشمالي – وتولى المهمة من  1935 إلى 1937- استقال من منصبه، ليتهيأ لدخول الحلبة السياسية، معلناً ترشحه للنيابة عن مقعد في جبل لبنان. واستطاع حصد المقعد في دورتي 1937 و1943.

صبري حمادة (1976 – 1902)

أول رئيس مجلس نواب بعد الاستقلال. تولّى رئاسة المجلس في فترات سنوية متقطعة. انتخب نائباً لمدة 51 عاماً على التوالي، بحيث أعيد انتخابه في كل الاستحقاقات الانتخابية حتى وفاته، وبقي في سدة الرئاسة يمارس مهماته الدستورية. كانت له إنجازات سياسية وخدماتية كثيرة، أبرزها حركة الاستقلال اللبنانية. خلال توليه رئاسة مجلس النواب، عاش لبنان فترة نهضة اقتصادية وثقافية.

صائب سلام (1905 – 2000)

سياسي ورجل أعمال ولطالما اعتبر من أهم رجال الدولة في سنوات ما قبل الحرب الأهلية. شغل مرات عدّة منصب رئيس الحكومة بين 1952 و1973 في عهد 4 رؤساء مختلفين. عام 1945، أسس طيران الشرق الأوسط، وترأس من 1957 إلى 1982 جمعية المقاصد الخيرية الإسلامية‌. شغل مناصب وزارية عدّة شملت وزارات الداخلية والخارجية والدفاع والزراعة. وكان ايضا وزير دولة للشؤون العربية والبترول. انتخب نائباً في 10 دورات تشريعية.

عبد الحميد كرامي (1887 – 1950)

في أواخر عهد الانتداب الفرنسي، اختاره ابناء الشمال نائباً لهم في مجلس النواب. عام 1945، اختارته رئاسة الجمهورية رئيساً لمجلس الوزراء. كذلك، مثّل لبنان في تأسيس الجامعة العربية. وتوفي في 23 تشرين الثاني 1950

رشيد بيضون

أحد رجالات الاستقلال وتوقيعه على العلم اللبناني ما زال شاهداً على نضاله في وجه الانتداب الفرنسي.  ولد رشيد بيضون في دمشق 1889 وهو مؤسس حزب الطلائع في بيروت شغل مناصب وزارية عدة في الحكومات اللبنانية، كما انتخب نائبا لعدة دورات في البرلمان اللبناني قبل ان توافيه المنية عام 1971.

 

تقرير من اعداد: وزارة الاعلام – مديرية الدراسات والمنشورات اللبنانية، لمناسبة مئوية لبنان الكبير 1/9/1920 – 1/9/2020

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *