الرئيسية / صحف ومقالات / الديار : استيعاب استقالة حتي سريعا “رسالة” للداخل والخارج: ‏الحكومة باقية عون ودياب بحثا تعديلا يشمل 5 وزراء.. وباريس على ‏‏”خط” المحكمة تخبط في مواجهة “كورونا”: اقفال لمدة 15يوما.. وخطة ‏‏”تربوية”آمنة؟
الديار لوغو0

الديار : استيعاب استقالة حتي سريعا “رسالة” للداخل والخارج: ‏الحكومة باقية عون ودياب بحثا تعديلا يشمل 5 وزراء.. وباريس على ‏‏”خط” المحكمة تخبط في مواجهة “كورونا”: اقفال لمدة 15يوما.. وخطة ‏‏”تربوية”آمنة؟

كتبت صحيفة ” الديار ” تقول : وجهت القوى السياسية “الحاضنة” للحكومة “رسالة” واضحة الى معارضيها في ‏الداخل والخارج انها “باقية” “وتتمدد”، وقد جاء “الاستيعاب” السريع لاستقالة ‏الوزير ناصيف حتي عبر تعيين مستشار رئيس الجمهورية شربل وهبة مكانه في ‏غضون ساعات، ليشير بوضوح الى انه مهما كانت الاسباب الكامنة وراء مغادرة ‏وزير الخارجية السابق، فإن رعاة الحكومة غير معنيين في هذه المرحلة في استبدال ‏الحكومة والذهاب الى “المجهول” في ظل التعقيدات الدولية والاقليمية، وعدم وجود ‏البديل المناسب داخليا، دون ان يمنع ذلك احتمال حصول تبديل وزراي لبعض الوزراء ‏‏”المغضوب” عليهم، وهو امر جرى نقاشه في بعبدا بين الرئيس ميشال عون ورئيس ‏الحكومة حسان دياب، دون حسمه‎… ‎

وفيما يطل الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله في الثامنة والنصف مساء غد ‏الاربعاء، في ظل التوتر السائد على الحدود الجنوبية، وفي ظل “الكباش” حول التمديد ‏لقوات اليونيفيل، وعشية صدور قرار المحكمة الدولية التي تعمل فرنسا على خط تأمين ‏‏”هبوط آمن للحكم، لا يزال التخبط المالي والاقتصادي على حاله وسط جمود التفاوض ‏مع صندوق النقد الدولي واستمرار “تبخر” مادتي المازوت والبنزين خصوصا في ‏الجنوب اما الوضع الصحي فدخل مرحلة حرجة مع استمرار عداد “كورونا” في ‏الارتفاع وتسجيله بالامس 177 إصابة جديدة بينها 18 من الوافدين، و3 حالات وفاة، ‏وثمة اتجاه لاقفال البلاد 15يوما اذا جاءت نتيجة المرحلة الثانية من الاجراءات ‏‏”الاعتباطية” وفق خطة 5-2-5 سلبية، واستباقا لهذا القرار رفعت لجنة متابعة ملف ‏كورونا توصية لرئاسة الحكومة بالتشدد بتطبيق الإجراءات الوقائية بما في ذلك ‏المطار، على أن تتضمن فرض منع تجول خلال فترة اقفال البلد بين6 و10 آب..‏

لماذا استقال حتي؟ ‏
على خط استقالة وزير الخارجية ناصيف حتي، ذكرت مصادر مطلعة على الملف، انه ‏لم يكن قادرا على الاستمرار في منصبه بعدما امضى الاشهر الستة المنصرمة مهمشا ‏عن اداء دوره، ولم يشعر انه قادر على ادارة وزارة الخارجية في أصغر الملفات، ‏وكان “طيف” الوزير جبران باسيل موجودا في زوايا “قصر بسترس”، ولم يجد ‏الوزير الدعم المطلوب من رئيس الجمهورية ميشال عون بعدما “اشتكى” اليه مرارا ‏تحييده عن الملفات الاساسية وشعوره انه “بدل عن ضائع” في الحكومة التي لا يوجد ‏لديها اي مقاربة واضحة في السياسة الخارجية، وبدل انصافه، قامت الرئاسة الاولى ‏بتكليف المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم بالقيام بزيارات خارجية باعتباره ‏مندوبا رئاسيا، وهو ما اعتبره حتي تجاوزا لدوره واعتبر ان “الرسالة” قد وصلت ‏حينها، وبدأ يفكر بالاستقالة، وقد حسم الامر بعد زيارة وزير الخارجية الفرنسي جان ‏ايف لودريان بعدما تم تجاوزه من قبل “السراي الحكومي”، ولم تتم دعوته الى ‏اجتماع حضره عدد من الوزراء وجرى استثناؤه،وبعدها اختار رئيس الحكومة حسان ‏دياب ارتكاب “فول” ديبلوماسي غير مفهوم بحق باريس…‏

‏ “رسالة” عتب الى بعبدا ‏
وبحسب تلك الاوساط، قرر حتي عندئذ الخروج من الحكومة، واختار عدم الصعود الى ‏قصر بعبدا لتقديم استقالته في “رسالة” عتب واضحة منه على رئيس الجمهورية الذي ‏تعمد تجاهله متبنيا مقاربة باسيل في وزارة الخارجية… وقد عبر حتي باقتضاب عن ‏‏”معاناته” بالقول للصبر حدود “وقد صبرت ستة اشهر”، نافيا ربط استقالته بإملاءات ‏خارجية، مؤكدا انها لا تمت للحقيقة بصلة، نافيا حصول زيارة من رئيس لجنة ‏الارتباط والتنسيق في حزب الله وفيق صفا الى الخارجية… ولدى مغادرته الخارجية ‏بعد ان ودع موظفيها، قال حتي: استقالتي ليست مرتبطة بأي عامل خارجي بل اسبابها ‏داخلية صرف، مضيفا ردا على سؤال عما اذا كان النائب جبران باسيل يقيّد عمله: هذا ‏كلام غير مقبول. وقال “الله يوفق الجميع”…‏

‏ “مراسلات” فرنسية
ووفقا لاوساط ديبلوماسية، تلقى حتي مراسلات فرنسية رسمية “مستاءة” من موقف ‏رئيس الحكومة، بعدما اتهم وزير الخارجية الفرنسية جان إيف لودريان، بأن لديه ‏‏”معلومات منقوصة” حول الإصلاحات التي أنجزتها حكومته، مع العلم انه كان في ‏اجواء نجاح باريس في إقناع دول الاتحاد الأوروبي بضرورة إعطاء فرصة لهذه ‏الحكومة وعدم ربط الامور بسياسة “النأي بالنفس”..‏

باريس والمحكمة الدولية
ووفقا لتلك الاوساط، فإن موقف رئيس الحكومة، جاء بعد عمل الديبلوماسية الفرنسية ‏الدؤوب في الاسابيع الاخيرة، لتأمين “هبوط آمن” لقرار المحكمة الدولية في قضية ‏اغتيال الشهيد رفيق الحريري، وهو ما اثار حفيظة وزير الخارجية الذي كان يواكب ‏تجاوز باريس لخلافاتها مع الولايات المتحدة ازاء الملف اللبناني، وكيفية مقاربة التعامل ‏مع حزب الله، ووسعت مروحة اتصالاتها الداخلية والخارجية خصوصا مع واشنطن ‏لتجنيب لبنان اي خضة في هذه الظروف الصعبة… وفي هذا السياق علم ان الفرنسيين ‏تواصلوا اكثر من مرة مع الرئيس سعد الحريري، وعدد من المسؤولين اللبنانيين ‏الأمنيين والسياسيين وبحثوا معهم كيفية التعامل مع المستجد القانوني، مع التشديد على ‏ان لا تكون المطالبة بتحقيق العدالة “بوابة” للفوضى اللبنانية.‏

لبنان “دولة فاشلة”‏
وكان حتي زار السراي صباح امس وقدم استقالته للرئيس حسان دياب قبل ان يصدر ‏بيانا اكد فيه ان لبنان ينزلق للتحول إلى دولة فاشلة لاسمح الله، وقال “إنني وبعد ‏التفكير ومصارحة الذات، ولتعذّر أداء مهامي في هذه الظروف التاريخية المصيرية ‏ونظرا لغياب رؤية للبنان الذي اؤمن به وطنا حرا مستقلا فاعلا ومشعا في بيئته ‏العربية وفي العالم، وفي غياب إرادة فاعلة في تحقيق الإصلاح الهيكلي الشامل ‏المطلوب الذي يطالب به مجتمعنا الوطني ويدعونا المجتمع الدولي للقيام به، قررت ‏الإستقالة من مهامي كوزير للخارجية والمغتربين متمنياً للحكومة وللقيمين على إدارة ‏الدولة التوفيق وإعادة النظر في العديد من السياسات والممارسات من أجل إيلاء ‏المواطن والوطن الاولوية على كافة الاعتبارات والتباينات والانقسامات ‏والخصوصيات… ولفت حتي في بيانه الى انه شارك في هذه الحكومة من منطلق ‏العمل عند رب عمل واحد اسمه لبنان، فوجدت في بلدي أرباب عمل ومصالح ‏متناقضة، إن لم يجتمعوا حول مصلحة الشعب اللبناني وإنقاذه، فإن المركب، لاسمح ‏الله، سيغرق بالجميع…‏

لماذا الاسراع في تعيين وهبة؟
وعلى وقع ترحيب القوى السياسية “المعارضة” بخطوة حتّي، وتمنياتها بأن يحذو ‏وزراء آخرون حذوه، سارع عون ودياب الى قبول الاستقالة ووقعا مرسوم تعيين ‏السفير شربل وهبة في الخارجية، ووفقا لمصادر سياسية مطلعة، فإن الاستعجال في ‏تعيين خلف لحتي لا يرتبط فقط بمعارضة رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل قيام ‏الوزير دميانوس قطار بمهام وزارة الخارجية بالتكليف، بل بأبعاد اخرى تتعلق بتوافق ‏بين القوى السياسية “الحاضنة” للحكومة على الاسراع في لملمة تداعيات الاستقالة، ‏وعدم السماح باستغلالها من قبل الداخل والخارج، وكان واضحا اظهار التماسك ‏السياسي لابلاغ من يعينهم الامر بأن الحكومة باقية حتى اشعار آخر، وهي لا ‏‏”تترنح” بل اصبحت الان محصنة اكثر؟

اتجاه لتغيير 5 وزراء؟ ‏
ووفقا لاوساط سياسية معنية بهذ الملف، فإن “المرونة” في التغيير الحكومي بعد ‏استقالة حتي ستفتح “الباب” امام احتمال حصول تعديلات وزارية مقبلة، خصوصا ان ‏بعض المرجعيات السياسية وخصوصا التيار الوطني الحر، غير راضين عن اداء عدد ‏من الوزراء، وكذلك يرغب دياب باجراء تعديلات على بعض الحقائب، وقد جرى ‏التداول بين دياب والرئيس عون في هذه الخطوة بالامس، وعلم ان 5 وزراء وضعوا ‏على “مشرحة” التغيير، وتم الاتفاق على اجراء المزيد من المشاورات السياسية مع ‏باقي مكونات الحكومة لـ”جس نبضها” حيال هذه الخطوة، وستكون الساعات المقبلة ‏حاسمة في هذا الاطار، ويبقى موقف “الثنائي الشيعي” حاسما في هذا الموضوع وسط ‏الخشية من اي “دعسة ناقصة” قد تعطي نتائج عكسية على العمل الحكومي.‏

تخبط في مواجهة “كورونا”‏
وفيما تنذرالفوضى “العارمة” في إدارة الأزمة بمزيد من الانزلاق نحو التفشي ‏الوبائي، وفي غياب اي دليل علمي يفسر اداء الحكومة الصحي، وعلى وقع ‏استمرارارتفاع اعداد المصابين، وعشية اعادة فتح البلاد ليومين، بدءا من صباح اليوم، ‏ثمة توجه لتشديد المرحلة الثانية التي تبدأ الخميس المقبل من خلال توصية “لجنة ‏المتابعة” بإقفال البلاد، ومنع التجول، والى ان تحسم الحكومة خياراتها، خصوصا ان ‏فترة الإقفال شهدت منسوبا مرتفعا من التفلت في إجراءات الإقفال، ما يطرح تساؤلات ‏حول آلية الرقابة الواجب اتباعها في الفترة الثانية، كشف وزير الصحة حمد حسن ‏خلال مؤتمر صحافي أن اللجنة العلمية ستوصي بإقفال عام لمدة 15 يوماً في حال كان ‏التقييم سلبياً، بعد انتهاء المرحلة الثانية، واعترف بعدم وجود جدية في احترام ‏الاجراءات والالتزام بمعايير التعبئة العامة، وطالب الوزارات المختصة بمتابعة ‏الموضوع أكثر في أيام الاقفال المقبلة، مشيراً الى أن هذه اللجنة أوصت بالتشدد بمتابعة ‏موضوع فحوص “البي سي آر” وإعادة تقييم المختبرات وفرض شروط جديدة. واعلن ‏وزير الصحة ايضا انه سيعاد تقييم عدد الوافدين من المطار، وقد تم اقتراح تخفيض ‏عدد الوافدين الى ما دون الـ 2000 وافد.. وقد نعى وزير الصحة شهيدة الواجب ‏الممرضة زينب محمد حيدر التي توفيت جراء اصابتها “بكورونا” وأصدر الجسم ‏التمريضي والطبي والإداري في مستشفى رفيق الحريري الجامعي بياناً نعى من خلاله ‏حيدر ووصفها بالشهيدة الأولى في لبنان موضحا انها كانت تعمل في مستشفى ‏الزهراء، ونقلت إلى مستشفى رفيق الحريري الجامعي لتلقي العلاج بعد إصابتها ‏بكورونا.‏
‏ خطوات “تجريبية”؟ ‏

ووفقا لمصادر طبية، ثمة استغراب كبير حيال اعتماد الحكومة مبدأ التجربة في ‏مقارباتها لمواجهة الموجة الجديدة “لكورونا”، والاسئلة كثيرة حيال عدم اتخاذ قرار ‏في تأخير فتح المطار الى الاول من آب، والاستعجال في فتحه دون الاستعدادات ‏المناسبة لمواكبة الوافدين ما ادى الى غرق البلاد في عدوى الانتشار، والان تقر خطة ‏‏”متقطعة” غير علمية ستكون مجرد تضييع للوقت بينما كان المطلوب تسكير البلاد ‏لمدة 15 يوما وعدم الدخول في تجارب غير مجدية ستكبد البلاد خسائر اقتصادية ‏وصحية، يضاف اليها غياب التنسيق بين وزارتي الصحة والداخلية، ترجمت تفلتا ‏فاضحا على الارض…‏

العام الدراسي الى اين؟
وعلى وقع استمرار عداد “كورونا” في الارتفاع، أعلن وزير التربية والتعليم العالي ‏طارق المجذوب عن خطة للعودة الآمنة إلى المدارس سيتم إطلاقها الأسبوع الذي يلي ‏المقبل، لافتا إلى أن العام الدراسي سيبدأ بين أيلول وتشرين ألاوّل المقبلين”، مشيراً ‏‏”إلى وجود سيناريوهات عدة يمكن العمل على أساسها العام الدراسي المقبل، موضحاً ‏أن السيناريو الأساسي الذي يتم التحضير له يجمع بين الحضور والتعلّم عن بعد ‏ويُسمّى بالتعليم المُدمج، ويمكن أن يكون بتقسيم أيام الأسبوع على مجموعتين من ‏الإثنين حتى السبت، أو التقسيم أسبوعياً، أو شهرياً، أو فصلياً.‏
ووفقا للمعلومات، فإن خطة وزير التربية للعام الدراسي تتضمن تقليصا للمنهج ‏الدراسي الى النصف، وسيكون البرنامج6 أيام3 ايام حضور و3 ايام اونلاين، والدوام ‏‏4 ساعات فقط في اليوم، كما سيتم تقسيم الصف الى مجموعتين: مجموعة تحضر ‏الاثنين والاربعاء والجمعة، ومجموعة ثانية في باقي الايام، إلى جانب ارتداء الكمامات ‏ومنع تجمع الطلاب في الملعب.. وتبقى الاسئلة مفتوحة على مصراعيها حول جهوزية ‏المدارس الرسمية والخاصة لخوض هذه التجربة المعقدة في بلد يعاني من انقطاع دائم ‏في الكهرباء، وضعف في خدمات الانترنت؟

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *