الرئيسية / صحف ومقالات / الأنباء : التهريب يستنزف الدولار والمواد المدعومة ويُفشل كل ‏الاجراءات.. وبري ينزع الألغام
الانباء

الأنباء : التهريب يستنزف الدولار والمواد المدعومة ويُفشل كل ‏الاجراءات.. وبري ينزع الألغام

مع ترقب بدء عملية ضخ عملة الدولار في سوق الصرف، والتي طلبتها الحكومة من ‏مصرف لبنان بذريعة وضع حد للقرصنة التي كانت تحصل في السوق السوداء، على ‏ان تتولى الأجهزة الأمنية ومصرف لبنان مراقبة عملية البيع والشراء ومنع تهريبه الى ‏الصرافين غير الشرعيين حتى لا يتم تهريبه الى خارج الحدود، يُطرح سؤال أساسي ‏يتعلق بمدى فعالية هذا الإجراء الذي اذا ما أعطى مفعوله بظل التهريب المستمر للعملة ‏الصعبة، فهو لن يصمد أكثر من أيام قليلة ريثما يتم سحب الدولارات التي تم ضخها الى ‏خارج الحدود، الأمر الذي ينسحب أيضاً على تهريب المواد الغذائية المدعومة ‏والمحروقات بشكل يومي ومستمر، ما يجعل كل أنواع الإجراءات فاشلة سلفاً‎.‎

وفي وقت اوضحت مصادر عين التينة في حديث مع “الأنباء” أن رئيس المجلس ‏النيابي بري نزع فتيل لغم إقالة حاكم مصرف لبنان “انطلاقاً من موقعه المسؤول لأن ‏البلد بحاجة لكل الناس”، فإن مصادر نقابة الصرافين توقعت عبر “الأنباء” بداية أسبوع ‏عادية قد تشهد انخفاضًا محدودًا بسعر الصرف بعد أن يتم تزويد الصرافين بما ‏يحتاجونه من الدولارات، لكن إذا ما تكرر التهافت على شراء الدولار كما حصل في ‏السابق، ولم تنجح رقابة المصرف أو القوى الأمنية على عمل الصيارفة، فإن الأمر ‏برمّته لن يجدي‎.‎

في موازاة ذلك، أوضح الخبير الاقتصادي والمالي نسيب غيريل في حديث مع “الأنباء” ‏أن الاجراءات التقنية التي تحسّن سعر الصرف تعتمد على ضخ سيولة بشكل مستمر ‏ومستدام، وهذا لا يحصل إلا باستعادة الثقة، أما الاجتماعات وتشكيل اللجان لهذا ‏الغرض فقد تعطي نتيجة مؤقتة لكن ليست الحل للأزمة، فالحل لا يكون الا باستعادة ثقة ‏المواطن اللبناني والمغترب اللبناني وبنتيجة اصلاحات ملموسة في قطاعات عدة يشعر ‏بها القطاع الخاص وتكون شفافة‎.‎

ولفت غبريل إلى أن أزمة الثقة بدأت في أواخر العام 2017، ثم تحولت بين القطاع ‏الخاص والمواطن من جهة والحكومة والسلطة من جهة ثانية، والمغتربون والمجتمع ‏الدولي كانوا ينتظرون خطة الحكومة للإنقاذ، لكن ذلك تبخر بسبب التهجم على المودع ‏اللبناني وعدم إعطاء النمو الاقتصادي الأهمية القصوى، والتركيز على وضع اليد على ‏ودائع الناس‎.‎

وأضاف غبريل: “منذ بداية 2019 تم استيراد مواد أساسية من طحين وفيول بكميات ‏كبيرة وتبين أن هذه السلع تُهرَّب الى خارج الحدود ما أدى الى استنزاف الاحتياطات ‏بطريقة مباشرة، خاصة كونها من السلع المدعومة، لكنها كانت تُهرَّب، ولذلك يجب ‏مكافحة التهريب وإعطاء النمو أولوية لتكبير الاقتصاد‎”.‎

وعن العوامل التي تؤدي الى استعادة الثقة، طالب غبريل الحكومة بالقيام “بإصلاحات ‏بنيوية على الأرض في قطاع الكهرباء، وفي الادارة والقضاء، والآن لدينا فرصة بسبب ‏انخفاض اسعار النفط على مستوى عالمي بأن نباشر بتغيير أولويات إصلاح الكهرباء، ‏لأن هذا القطاع وحده كلّف الدولة 40 مليار دولار عجز، ما يوازي نصف الدين العام‎”.‎
وشدد غبريل على أن الاجراءات المتخذة حيال سعر الصرف “لا تحل مكان ‏الاصلاحات البنيوية التي وحدها تحدث صدمة إيجابية‎”.‎

وفي حين لا تزال التحركات الشعبية الرافضة لما تؤول اليه الامور تنتقل بين منطقة ‏وأخرى وتشهد تصعيداً في مدينة طرابلس التي تعاني من نسبة كبيرة من الفقر ‏والحرمان، فإن مصادر شمالية عبّرت عن استياء بالغ على خلفية كلمة رئيس الحكومة ‏حسان دياب الأخيرة لناحية تصوير عاصمة الشمال طرابلس على أنها “مدينة إرهاب” ‏بسبب الالتباس الذي حصل من قبل بعض المتظاهرين الذين اعتبروا أن الشاحنات التي ‏تتجه إلى سوريا تحمل بعض السلع المدعومة من قبل الحكومة ويجري تهريبها الى ‏الداخل السوري‎.‎

في مجال آخر ينعقد في عين التينة مساء اليوم اجتماع يضم رئيس الحزب التقدمي ‏الإشتراكي وليد جنبلاط الى رئيس الحزب الديمقراطي اللبناني النائب طلال ارسلان ‏برعاية رئيس المجلس النيابي نبيه بري، وقد وصفت مصادر عين التينة في اتصال مع ‏‏”الأنباء” اللقاء بأنه “يندرج في اطار تدوير الزوايا وحل الخلافات عن طريق الحوار ‏وإنهاء القطيعة التي لا تولد الا زيادة التشنج الذي ينعكس على القواعد الشعبية”، مؤكدة ‏أن “البلد اليوم أحوج ما يكون الى توافق كل القوى السياسية للخروج من الأزمة‎”.‎

المصادر رأت أن حصول اللقاء “دليل على شعور بالمسؤولية الوطنية، وهو ما قد ‏يساعد على إنهاء ذيول ما جرى وحل الخلافات العالقة بالحوار‎”.‎

إلى ذلك لا يزال الملف الصحي يشغل حيّزاً أساسياً تحديداً بعد القرار الصادر عن وزير ‏الداخلية محمد فهمي بوقف العمل بالمفرد والمزدوج، وبالتالي استكمال اجراءات فتح البلد ‏بالكامل، وقد أعربت مصادر طبية عبر “الأنباء” عن خشيتها من أن يؤدي فتح البلد في ‏ظل الفوضى الحاصلة الى زيادة عدد اصابات كورونا، وأهابت بالمواطنين توخي ‏الحذر والابقاء على اجراءات الوقاية المتبعة مع استخدام الكمامات والالتزام بالتباعد ‏الاجتماعي والتقليل من الاجتماعات الموسعة لأن خطر كورونا وانتقال العدوى لا يزال ‏قائمًا‎.‎

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *