الرئيسية / صحف ومقالات / الديار: «ابتزاز» اقتصادي اميركي ــ اسرائيلي للحكومة اللبنانية من «بوابة» «اليونيفيل»..«كرة» الفيول المغشوش تتدحرج :الحريري يتهم باسيل ويخشى الاغتيال السياسي..«كورونا» المغتربين تدق «ناقوس الخطر» «والبروفيه» اولى «الضحايا» تربويا
الديار لوغو0

الديار: «ابتزاز» اقتصادي اميركي ــ اسرائيلي للحكومة اللبنانية من «بوابة» «اليونيفيل»..«كرة» الفيول المغشوش تتدحرج :الحريري يتهم باسيل ويخشى الاغتيال السياسي..«كورونا» المغتربين تدق «ناقوس الخطر» «والبروفيه» اولى «الضحايا» تربويا

بانتظار ان يبدأ وفد من صندوق النقد الدولي الاسبوع المقبل مشاوراته مع الحكومة اللبنانية حول الخطة الاصلاحية، وعلى وقع «تدحرج» «كرة الفساد» في ملف الفيول الفاسد، واتهامات الرئيس الاسبق للحكومة سعد الحريري للوزير جبران باسيل بالمسؤولية، وعدت الحكومة في جلستها بالامس باجراءات صارمة لمكافحة التلاعب بالاسعار والغلاء الفاحش في الاسواق..وفيما تعد امتحانات الشهادة المتوسطة اولى ضحايا «كورونا» تربويا، ارتفع عداد «الوباء» على نحو مثير للقلق بالامس بعد تسجيل 33اصابة في صفوف الوافدين من الخارج واصابة واحدة من المقيمين ليرتفع اجمالي الاصابات الى784ما دفع وزير الصحة الى الاعلان عن البدء بمرحلة جديدة تستوجب اعادة اتخاذ التدابير من الصفر، مشددا على عدم وقف الرحلات الخارجية،لكن يبقى المثير للذعر من «الموجة الثانية» من «كوفيد19» اعلان منظمة الصحة العالمية أن «المستقبل يتطلب تلقيح جميع الناس»، لكن اللقاحات الواعدة التي يمكنها أن تكون فعالة لن تظهر قبل الربع الأول من العام 2021.

على خط مواز، انفرط عقد المعارضة رسميا،فبعد تفرد رئيس القوات اللبنانية سمير جعجع بحضور اجتماع قصر بعبدا، عقب زيارة وليد جنبلاط «المفاجئة» قبلها بيوم، بدا رئيس الحكومة السابق سعد الحريري بالامس «محاصرا» من «القريب» «والبعيد»، وخرج بعد لقائه مع «نادي» رؤساء الحكومات السابقين الذين يمثلون بالنسبة اليه الملاذ المتبقي له كاطار سياسي «مذهبي»، مصوبا سهامه على التيار الوطني الحر، رافضا لقاء الرئيس ميشال عون، متهما خصومه بمحاولة اغتياله سياسيا..

ضغوط اسرائيلية- اميركية ؟

في غضون ذلك وصلت تقارير دبلوماسية غربية الى بيروت ستستدعي تحركا «مكوكيا» من قبل وزارة الخارجية في الايام القليلة المقبلة لتطويق حملة ضغوط اميركية- اسرائيلية منسقة لابتزاز الدولة اللبنانية «اقتصاديا» مع اقتراب تمديد مهمة «اليونيفيل» في جنوب لبنان،ووفقا لتلك الاوساط لم يكن الاجتماع الذي عقد قبل ايام عبر دائرة «الفيديو» المغلقة لمناقشة مندرجات القرار 1701مطمئنة، اثر خلط مقصود بين العرض التقني المفترض لمندرجات القرار الدولي والوضع الاقتصادي الصعب الذي يعاني منه لبنان… وفي هذا السياق، تسعى واشنطن لتسويق «الشروط» الاسرائيلية من خلال تعديل مهمة القوات الدولية بما يسمح لها بتوسيع مهامها لتشمل عمليات التفتيش المفاجئة للاملاك الخاصة المشتبه بوجود اسلحة فيها ضمن المنطقة «المنزوعة السلاح»، وفي هذا التعديل استهداف مباشر لسلاح المقاومة، ويضع «اليونيفيل» وجها لوجه مع حزب الله..

معارضة فرنسية..ولكن

ووفقا لتلك المصادر، لا تزال الدول الاوروبية المشاركة في قوات «الطوارىء الدولية» وفي مقدمتها فرنسا ترفض اي تعديل لمهمة تلك القوات لمعرفتها المسبقة بان ما يطرح مشروع «مشكل» مع البئية السياسية والاجتماعية في جنوب لبنان، ما يضع تلك القوات في مرمى الاستهداف والخطر، لكن المختلف هذه المرة ان الادارة الاميركية تبدو اكثر تصميما على استغلال الاوضاع الاقتصادية اللبنانية الصعبة لفرض تنازلات على الحكومة اللبنانية بملف حزب الله، معتبرة ان الفرصة المتاحة اليوم قد لا تتكرر في المستقبل بعدما طلب لبنان المساعدة من صندوق النقد الدولي، وخلال الجلسة الاخيرة رأى المندوبان الأميركي والإسرائيلي ان إعادة النظر في التفويض الممنوح لـ «اليونيفيل« متاح اليوم اكثر من اي يوم مضى..

وفي هذا السياق، تخشى المصادر الدبلوماسية الغربية ان تذهب ادارة ترامب بعيدا هذه المرة في ضغوطها على الاوروبيين مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية الاميركية في الخريف المقبل، حيث لن يترك الرئيس الاميركي المأزوم بسبب ازمة «كورونا» اي «ورقة» يمكن استثمارها داخليا، الا وسيحاول استغلالها، وقد وصلت نصائح الى بيروت لضرورة التحرك مبكرا قبل فوات الاوان خصوصا ان ما حصل قبل ايام من حظر لنشاط حزب الله على الاراضي الالمانية، ليس بالامر المبشر.

شينكر يحرض على حزب الله

من جانبه، شن مساعد وزير الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأوسط ديفيد شينكر حملة على حزب الله متهما الحزب بانه يعمل خارج سيطرة الدولة، زاعما انه يدخل لبنان في حروب لا يريدها معظم الشعب، وفي تحريض مباشر، اكد شينكر ان الشعب اللبناني لن يسمح بتصاعد دور الحزب في الدولة ..وقال ان «لبنان يواجه تحديات كبيرة وواقع أن الحكومة استطاعت المضي قدمًا وقدمت طلب المساعدة لصندوق النقد هو خطوة إيجابية لكن العبرة بالتطبيق». وقال ان «ما نبحث عنه هو نوع الإصلاحات الهيكلية التي ستغير الطبيعة الأساسية لكيفية عمل الاقتصاد اللبناني.. .ولفت شينكر الى ان حزب الله هو شريك كبير في هذه الحكومة وهي مدعومة منه ونحن لا نقدم المال لوزارة الصحة لأنها تُدار من قبل الحزب لكننا نعمل مع مؤسسات أخرى في لبنان…وحول مسؤولية حاكم مصرف لبنان رياض سلامة عن الانهيار المالي قال شينكر ان المصرف المركزي لم يكن كما أعتقد كأي مصرف مركزي آخر مستقل تمامًا فهو كان يتبع للسياسيين اللبنانيين لسنوات طويلة.

ملف الفيول المغشوش؟

وفي غضون ذلك، تتوسع التحقيقات في ملف الفيول المغشوش، وبعد الاستماع الى الوزيريين السابقين محمد فنيش وندى البستاني، راسلت وزارة الطاقة هيئة القضايا في وزارة العدل مطالبة بالإدعاء أمام قاضي التحقيق الأول في جبل لبنان على جميع الذين ادعت عليهم القاضية غادة عون وطالبت بتعويضات مالية كعطل وضرر عن الخسائر التي الحقها الفيول المغشوش بمعامل الكهرباء، ووفقا للمعلومات يشمل هذا الطلب الإدعاء بالجرائم المتعلقة بهدر المال العام..

مذكرات وجاهية

وقد اصدر القاضي نقولا منصور مذكرتي توقيف وجاهيتين بحق مدير عام النفط أورور الفغالي ورئيسة المختبرات المركزية في المنشآت النفطية خديجة نور الدين في الملف، ووفقا لمصادر مطلعة فان «الرشاوى» كانت تقدم بشكل شهري أو عند وصول كل شحنة وهي تشمل مجموعة كبيرة من الموظفين الصغار في المنشآت، وصولاً إلى المديرين، اما المبالغ فتتراوح بين 5 و100 ألف دولار للشخص، مقابل أرباح طائلة تحققها شركتا سوناطراك وزد آر إنيرجي وهي وصل الى30% من ثمن الشحنة الواحدة التي تقدر قيمتها بحوالي 17 مليون دولار أميركي..؟

الحريري يتهم «التيار»؟

في هذا الوقت، جمع رئيس الحكومة السابق سعد الحريري رؤساء الحكومات السابقين في «بيت الوسط»، تمام سلام، فؤاد السنيورة» ونجيب ميقاتي، محذرا من محاولة لاغتياله سياسيا، قائلاً: «هم لا يحاربون الفساد… بل ينتقمون، هربوا 15 سنة ورجعوا 15 سنة وخربوا البلد و«بدن يقتلوني بالسياسة»… اتكلم عن جبران باسيل «حطوا سعد الحريري بالحبس اذا فيكن».واكد الحريري انه «مع عدم تبرئة أي مرتكب»، لكن وعلى سبيل المثال وعلى مدى 11 سنة التيار الوطني الحر استلم الطاقة فهل هو الآن بريء من البواخر أو من الفيول المغشوش؟»واعتبر أنه «يجب ألا نغطي 47 ملياراً بهكذا تفاهات والوزير باسيل وقّع على ذلك».

 

واضاف «يتهمون السنيورة بأنه وراء عقود الفيول أويل اذاً لماذا لم يوقف وزراء الطاقة هذه العقود؟ هناك قضاء لكنني لا أثق بغادة عون لأنها تأتمر بأوامر القصر الجمهوري ويملى عليها ما يجب أن تفعل… وقال انه من أشد المتمسكين بالحوار ولكن ليس الضحك على الناس»،وأعلن عن إستعداده للمحاسبة، واضاف: «لكن غيري ليس مستعداً ليتحاسب عن شيء». وكشف أنه «لن يذهب الى بعبدا ولن يلتقي الرئيس عون»، قائلا: «ليس لدي مشكلة مع أحد وليس هناك وساطة كما يشاع ولسنا بحاجة لها»،ورأى «أنهم لم يوقعوا التشكيلات القضائية بسبب الكيدية».

لا تقارب «قواتي» مع العهد «والتيار»..

واذا كان رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع قد نزع عن المبادرة الرئاسية صفة طاولة الحوار من لون واحد، «وسلف» العهد موقفا سياسيا، بحضوره لقاء بعبدا، تحت عنوان صون واحترام مؤسسة الرئاسة، الا ان هذه الخطوة لن تعيد «المياه الى مجاريها» بين «معراب» والرئيس ميشال عون او «ميرنا الشالوحي»، فمبادرة «الحكيم» «تحسب له»، لكنها لم تحمل «رسالة» ود الى شركائه السابقين في اتفاق «معراب»، وانما كانت في الدرجة الاولى «رسالة» بالغة الدلالة الى شركائه في المعارضة، بانه «لن يلدغ من الجحر مرتين»، ولن يكون جزءا من جبهة معارضة «مصلحية» سبق وتركته في «منتصف الطريق» في اكثر من محطة مفصلية، وجاءت مشاركته لتقطع مع مرحلة سابقة انتهت الى غير رجعة في غياب اي مرجعة اقليمية او دولية كانت في السابق ترعى هذه القوة وتجبرهم في الاكثير من الاحيان على البقاء جبهة واحدة، لكن في ظل غياب الاهتمام الخارجي بالملف اللبناني الداخلي، اختار جعجع «طريقه» الذي يتمايز به عن جنبلاط والحريري، لكنه لن يوصله الى اعادة ما انقطع مع التيار الوطني الحر الذي تثمن مصادره موقفه باعتباره قد اظهر مسؤولية وطنية، لكنها ترى انه يتحرك ضمن اهداف سياسية مرتبطة بخلافه مع المعارضة، ولو كانت هناك نوايا ايجابية لكان طلب موعدا من الرئيس الذي يتعامل وفقا لاستراتيجية «الابواب المفتوحة» مع الجميع ولم يغلقها امام رئيس الحزب الاشتراكي وليد جنبلاط الذي يطالب باسقاط العهد، لكن جعجع اراد توجيه «رسائل» سياسية لا محاولة وصل ما انقطع..

وهذه الخلاصة تتلاقى مع اجواء القوات اللبنانية التي تؤكد ان «معراب» تعرف ان من «جرب المجرب كان عقلوا مخرب»، ولا مجال للعودة الى الوراء في العلاقة مع العهد او «التيار»، لان من تنصل من توقيعه على تفاهم «معراب» غير جدير بالثقة وقد اصبحت الامور «وراءنا»، المهم الان هو انقاذ البلاد من الازمة الاقتصادية وكان لا بد من وضع «الملاحظات» وكشف الثغرات في الخطة الاقتصادية على «الطاولة»، وهذا ما فعله «الحكيم» في بعبدا..

«القوات» تنتقد الحريري

وفي هذا السياق، وفي «غمز من قناة» الحريري، تنتقد اوساط القوات اللبنانية غياب البرنامج الموحد لدى قوى المعارضة، وتحمل المسؤولية لمن سبق وتفرد بقراراته ويريد اليوم ان يدفع الجميع ثمن اخطاء الدخول في «التسوية» الرئاسية التي دفع ثمنها الحلفاء المفترضون «لبيت الوسط»، ولذلك وفي غياب اي موقف منسق للمعارضة لم تجد «القوات»خيارا الا المشاركة، لايصال الصوت والتحذير من المرحلة البالغة الخطورة التي تمر بها البلاد، وتساءلت ما هو البديل من العهد والحكومة اليوم فيما لو تقرر تغييرهما؟ اذا كان هناك من يملك جوبا «فالقوات» حاضرة ان تستمع اليه..

وكان جعجع قد طالب بالامس بإجراء انتخابات نيابية مبكرة، لكن مع القانون الحالي الموجود، لان تغيير قانون الانتخابات اخذ أكثر من عشر سنوات وأي طرح بهذا الخصوص هو إفشال للثورة ولمحاولة تغيير الطبقة السياسية..

«مكافحة» الفساد حكوميا؟

في غضون ذلك، خصص مجلس الوزراء جلسته امس لمتابعة الوضع المعيشي وارتفاع الأسعار، وقال رئيس الحكومة حسان دياب أن التحدي كبير وخطير، فارتفاع الأسعار بات غير معقول خصوصاً أسعار المواد الغذائية، مستغرباً ارتفاع أسعار المنتجات اللبنانية والخضار، وأضاف: «نحن أمام مواجهة حقيقية مع موجة الغلاء، ولا يجوز أن نبقى مكتوفي الأيدي وكأننا غير معنيين، لأن الأمور ستخرج عن السيطرة أكثر، وأصبح التسعير مزاجيًا وغير مدروس ولا علاقة للأسعار بارتفاع سعر صرف الدولار، واكد أن «الحكومة معنية بحماية الناس من كل تاجر انتهازي…في هذا السياق، أبلغ وزير الاقتصاد مجلس الوزراء قراراً بوضع حدّ أقصى لهامش الربح للسلع الأساسية، من خلال تعديل الهوامش المحددة في قرار متّخذ منذ السبعينيات، وكذلك التحقق من تطبيق المعايير نفسها لدى المتاجر، ومراقبة السعر والمطابقة مع الفاتورة، كما اتخذ 17 إجراء في سياق ضبط فلتان الأسعار،كما تقرر أن تواكب قوى الأمن الداخلي المراقبين الاقتصاديين لضبط فلتان الأسعار، إضافة إلى تعزيز المراقبين بمندوبين من البلديات..

لا تجديد لمحافظ بيروت

وفي حين غابت التعيينات عن جلسة الحكومة الامس، أكدت مصادر وزارية انه يتم إعداد دفعة من التعيينات في مواقع لا تحتاج الى آلية، لافتة الى أن محافظ بيروت زياد شبيب انتهت فترة انتدابه للإدارة والتجديد له غير وارد لمخالفة هذا الأمر القانون. وأشارت المصادر الى أن التعيين في رئاسة مجلس الخدمة المدنية كما في كل مجالس الإدارات لا يحتاج الى آلية التعيينات..

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *