الرئيسية / صحف ومقالات / الديار: هل تتجه السلطة الى اعلان حالة الطوارئ العسكرية بعد بدء الانفجار في طرابلس؟..ماذا ينتظر دياب وحكومته لاقرار اصلاحات «سيدر» والتفاوض مع «صندوق النقد» وبدء المشاريع؟..اشتعال الوضع في طرابلس ووقوع جرحى في صفوف الجيش والمتظاهرين واحراق آليات عسكرية
الديار لوغو0

الديار: هل تتجه السلطة الى اعلان حالة الطوارئ العسكرية بعد بدء الانفجار في طرابلس؟..ماذا ينتظر دياب وحكومته لاقرار اصلاحات «سيدر» والتفاوض مع «صندوق النقد» وبدء المشاريع؟..اشتعال الوضع في طرابلس ووقوع جرحى في صفوف الجيش والمتظاهرين واحراق آليات عسكرية

البلاد تسير نحو ازمة خطيرة والمواجهات في طرابلس بين القوى الامنية والمتظاهرين تنذر بالخطر. وقد سقط 40 جريحا من الجيش اللبناني وتمّ احراق آلية عسكرية له كما سقط 20 جريحا من المتظاهرين… والآتي اكبر واعظم… وقد تمتدّ هذه الاشكالات الى بيروت وصيدا.

وفي ذوق مكايل، اغلق المتظاهرون الطريق العام، وقد فتحها الجيش اللبناني بعد صدام جسدي مع المتظاهرين.

اما طريق الناعمة، فقد تمّ اغلاقها لساعات على الخطين، ويبدو، انه اذا استمرّ الوضع كذلك فالآتي اعظم… وسيتم اعلان حالة طوارئ عسكرية على كل الاراضي اللبنانية اذا استمر اشتعال الشارع واحراق المصارف والمحلات التجارية.

وتبدو حكومة الدكتور حسان دياب في مأزق، اذا لم تعلن عن خطتها الاقتصادية وتبدأ بالعمل بجدية.

وزير المالية غازي وزني تلقى اتصالا من وزير المال الفرنسي الذي اكد دعم فرنسا للبنان والاستمرار في مقررات سيدر -1 اذا تمت الاصلاحات كذلك ينتظر الصندوق الدولي الاصلاحات ليقدّم للبنان قرضا يصل الى 15 مليار دولار.

ان حالة غليان تسود لبنان، وما لم تتخذ الحكومة قرارات سريعة للانقاذ فحالة الطوارئ العسكرية ستسبق الحكومة ولن تنتظرها.

الجيش اللبناني وقوى الامن الداخلي قادرون على فرض الامن في حالة الطوارئ العسكرية او من دونها، واذا استمرّ سقوط قتلى وجرحى واستمرت الاوضاع «فلتانة» فالآتي اعظم بكثير وعندها سيتم اعلان حالة الطوارئ العسكرية يحكم بموجبها الجيش اللبناني كامل الاراضي اللبنانية، وستكون الاوامر صارمة بمنع التظاهر والتجوّل.

عديد الجيش اللبناني 87 الف ضابط وجندي ورتيب، وعديد قوى الان الداخلي 34 الف ضابط وجندي ورتيب، يضاف اليهم عديد الاجهزة الامنية الاخرى ليصل الى 150 الف يقابلهم مليونان ونصف مليون متظاهر الذين سينزلون الى الشوارع ضدّ الجوع والغلاء.

السفارة الاميركية حذرت من التعرض للمتظاهرين بشكل سري، كذلك فعل سفراء الاتحاد الاوروبي، اما اللبنانيون فقد طالبوا رئىس الجمهورية العماد ميشال عون بدعوة السياسيين الى طاولة حوار في قصر بعبدا كي يتمّ ضبط الشارع، وضبط الفلتان الحاصل.

الوضع خطير، خطير… خطير…

احداث طرابلس

وقد افادت مندوبتنا دموع الاسمر حول ما جرى في طرابلس حيث انفجرت الاوضاع الاجتماعية والمعيشية في المدينة بدءا من ليل الاثنين وامتدادا الى نهار امس الثلاثاء عقب تشييع الناشط الشاب فواز السمان الذي قضى اثر اصابته برصاصة في قدمه اثناء المواجهات مع عناصر الجيش اللبناني الذين كانوا يعملون على اعادة فتح الطرقات في ساحة عبد الحميد كرامي وتعرض آلية للجيش لقذيفة مولوتوف ادت الى احراقها..

فقد شهدت مدينة طرابلس في اليومين الماضيين تظاهرات حاشدة انطلقت من ساحة عبد الحميد كرامي استنكارا لتدهور سعر صرف الليرة اللبنانية والارتفاع الجنوني لاسعار المواد الغذائية والاستهلاكية خلال شهر رمضان وانخفاض القيمة الشرائية للرواتب فخرج المواطنون الى الشوارع بموجة غضب غير مسبوقة بعد أن طرق الجوع ابواب العائلات الفقيرة في طرابلس ..

غير ان هذه التظاهرات ما لبثت أن تحولت الى اعمال شغب واعتداءات على الممتلكات العامة والخاصة مما دفع بدوريات الجيش اللبناني الى العمل لايقاف المشاغبين المندسين ومنعهم من التمادي باعمال الشغب والتخريب فتعرضت عناصر الدوريات الى موجات من الشتائم والقذف بالحجارة فاندفع الجيش لملاحقة المشاغبين وحصلت عمليات كر وفر بين الجيش والمتظاهرين حيث عمد الجيش على تفريق المتظاهرين واطلاق القنابل المسيلة للدموع في حين اقدمت مجموعة من المتظاهرين على استهداف آلية عسكرية في ساحة عبد الحميد كرامي (النور) بقذيفة مولوتوف ادت الى احراق الآلية عدا عن تحطيم وتكسير وحرق عدة مصارف في ساحة النور والزاهرية ومحاولات الاعتداء على مبنى النائب فيصل كرامي مما اضطر عناصر الجيش لاستعمال الرصاص المطاطي وملاحقة المتظاهرين في الازقة والشوارع الداخلية واصيب حوالي اربعين عسكريا بجروح بليغة جراء قذفهم بالحجارة والزجاجات الفارغة كما اصيب ما يقارب العشرين من المتظاهرين بجروح.

الاحتجاجات في بيروت

بدأ عصر أمس عدد من الناشطين المحتجين بالتجمع في ساحة الشهداء في وسط بيروت، استعدادا للانطلاق بمسيرة نحو شارع المصارف احتجاجا على الاوضاع المعيشية والتردي الاقتصادي والمالي.

وعمد عدد من المحتجين الى قطع الطريق من ساحة الشهداء بإتجاه وسط البلد بالحجارة، وهم يرددون شعارات «ثورة ثورة» ويطالبون باسترداد الاموال المنهوبة ومحاسبة الفاسدين والمحتكرين.

كما افيد ان قوة من الجيش حضرت الى ساحة الشهداء معززة بآليات، فيما عمد بعض المحتجين الى رشق الجيش بالحجارة، الامر الذي أدى الى تراجع القوة الامنية الى داخل «الصيفي فيلج».

كما وصلت لاحقا قوة من مكافحة الشغب الى ساحة الشهداء في بيروت، حيث يتجمع المحتـــجون ويـــرددون هتافات «مش سلمية مش سلمية هيدي ثورة شعبية».

كما قطع محتجون الطريق في الجميزة امام مبنى جمعية المصارف وبدأوا بتحطيم واجهات الجمعية والمحلات واشارات المرور.

 

وسجلت حالة من الفوضى، بعدما تم التعرض للممتلكات الخاصة من قبل عدد من الشبان.

كما افيد عن أعمال عنف وتحطيم لبعض الممتلكات الخاصّة.

دق ناقوس الخطر

وامس ايضاً وعلى الخط الدبلوماسي كان لافتاً في المشهد السياسي اللقاءين، اللذان جمعا رئيس الجمهورية العماد ميشال عون والمنسق الخاص للامم المتحدة في لبنان يان كوبيش خلال استقباله في قصر بعبدا والسفيرة الاميركية دوروثي شيا الى السراي الكبير ولقائها رئيس الحكومة حسان دياب في السراي.

واثار عون مع كوبيتش مواصلة اسرائيل لخرقها للسيادة اللبنانية ولقرار مجلس الامن الدولي الرقم 1701. وعلمت «الديار» ان جهات لبنانية اثارت مع الامم المتحدة مسألة تعمد العدو الاسرائيلي قصف المناطق السورية من داخل لبنان ومن فوق المدن اللبنانية ولا سيما من فوق صيدا وبيروت والبقاع. وتشير المعلومات الى ان هناك توجها من المقاومة والجيش السوري ومحور المقاومة بتغيير هذه المعادلة ومنع اسرائيل من التمادي باعتداءاتها.

في المقابل ابدى منسق الامم المتحدة في لبنان مخاوف ان يستجلب القصف الاسرائيلي لسوريا ولاهداف لحزب الله في سوريا الجنوب الى مواجهة واسعة كما عبر لدى لقائه احد مسؤولي 8 آذار اخيراً!

«تملص» اميركي

وفي إشارة لافتة للغاية في التوقيت والمضمون وعلى هامش الزيارات البروتوكولية للسفيرة الاميركية دوروثي شيا الى السراي الكبير ولقائها رئيس الحكومة حسان دياب، تفيد أوساط فريق 8 آذار ان السفيرة الاميركية تحاول الايحاء لدياب وللحكومة انها ليست خلف التحريض على سقوط الحكومة وان من يقود بعض الحملات هي دول خليجية حليفة لها. وتسعى شيا الى تبرئة الساحة الاميركية من تحريك الشارع وتقول انها تؤيد المطالب المحقة للمتظاهرين مع الالتزام بالتظاهر السلمي.

هذا وأعلنت السفارة الاميركية في بيروت في بيان لها جاء فيه: «إن إحباط الشعب اللبناني من الأزمة الاقتصادية أمر مفهوم، ومطالب المحتجين محقة ولكن أعمال العنف والتخريب والتعدي على الممتلكات أمر مقلق للغاية ويجب أن تتوقف».

توقيف صرافين

والتزم الصرافون المرخصون في المناطق بقرار نقابة الصرافين الاقفال احتجاجا على توقيف صرافين لم يلتزموا بتعميم مصرف لبنان الذي حدد سعر بيع الدولاربـ3200 ليرة.

واستمرت امس الاجهزة الامنية في مطاردة الصرافين المخالفين. وقد اعلنت المديرية العامة لأمن الدولة انها قامت بجولة على محلات الصيرفة في مختلف المناطق اللبنانية للتحقق من التزام أصحابها بتعميم مصرف لبنان، وتم ضبط مخالفات عديدة. وبناء لإشارة النيابة العامة التمييزية، تم إتخاذ الإجراءات القانونية بحق المخالفين وختم محلاتهم بالشمع الأحمر، كالتالي: بيروت: 8 محلات. البقاع: 36 محلا. الشمال: محل واحد. عكار: محل واحد. جبل لبنان: توقيف أحد المواطنين الذي يقوم بأعمال الصيرفة دون رخصة.

الخطة الاقتصادية الخميس

واعلنت دوائر السراي عن جلسة اخرى تعقد في الاولى من بعد ظهر غد لاستكمال البحث في الصيغة النهائية للخطة الإصلاحية للحكومة قبل اقرارها في الجلسة التي ستعقد يوم الخميس المقبل.

مواقف لافتة لقاسم

وعشية اطلالة لحاكم مصرف لبنان رياض سلامة لتفنيد الواقع المالي بالوقائع والارقام اليوم، رأى نائب الأمين العام لـ «حزب الله» الشيخ نعيم قاسم أن «ما وصلنا إليه في لبنان من أزمات هو نتيجة تراكم سنوات طويلة من سياسات الحكومات السابقة» مشددا على أن «موقف حزب الله من موضوع الحاكم واضح وهو ضرورة مناقشة مسألة المصرف المركزي داخل الحكومة وليس في الإعلام حتى يتخذ القرار المناسب في هذا الإطار، على أساس تقديم مصلحة البلد على أي شيء آخر». ولفت إلى أن «الخطة الاقتصادية للحكومة كبيرة ومفصلة، وإذا ما أقرت مرفقة بخطط إضافية متكاملة سوف نتلمس حينها بداية حلول للأزمات الراهنة»، وأكد أن «هناك أطرافا تريد إسقاط الحكومة لكنَّ إمكاناتها والظروف الموضوعية لا تسمح لها بالوصول إلى هذا الأمر»، مشددا على أن «الحكومة قوية وثابتة ومتماسكة وهي بدأت خطوات عملية من أجل وضع البلد على الخط الصحيح». واعتبر أن «تحميل حزب الله مسؤولية ما يجري في لبنان أمر غير واقعي»، مشيرا إلى أن «حزب الله لن يرد على الحملات ضده لأنه مهتم بالعمل من أجل البلد وليس بالسجالات السياسية»، مشددا على «فشل محاولات إستحضار الفتنة في الداخل».

كورونا

ووسط تخوف صحي حقيقي من انفلات «كورونا» بسبب العودة الى الشارع ، نقل عن وزير الصحة حمد حسن ان القلق يسود الحكومة من التظاهرات في الشارع وخصوصاً في طرابلس.

ومع منع الفحوصات العشوائية من الوصول الى القرى النائية بسبب قطع طرقات رئيسية.

في المقابل بدأت امس الجولة الثانية من رحلات اعادة اللبنانيين المغتربين الى بيروت، كما سجلت وزارة الصحة العامة في تقريرها اليومي 7 حالات كورونا جديدة (من اصل 1499 فحصا) ، ليرتفع العدد التراكمي للإصابات منذ 21 شباط الماضي الى 717.

القوات وقانون العفو العام

قالت مصادر قيادية في «القوات اللبنانية» لـ «الديار»، بأن تكتل «الجمهورية القوية» سيشارك بقوة وفعالية في جلسة اللجان المشتركة التي تنعقد اليوم لبحث قانون العفو، وقد وضع التكتل ملاحظاته ورؤيته لهذا القانون الحسّاس الذي يجب أن يكون متوازناً وطنياً، ويعتمد معايير واضحة المعالم وصارمة لا تحتمل التأويل نسبة لدقّته وخطورته، وربطت المصادر، موافقة التكتل على القانون بالموافقة على الملاحظات البنيوية التي أدخلها على القانون.

وبالنسبة لعودة الناس إلى الشارع، رأت المصادر القيادية القواتية، أن الناس لم تخرج من الشارع لتعود إليه، إنما الأزمة الصحية فرضت نفسها فخرجت منه اضطرارياً، ومع تراجع هذه الأزمة مقابل استفحال الأزمة المعيشية، استعاد الشارع حيويته ليس حباً بالتظاهر وإقفال الطرقات، بل لأن الوضع انتقل من السيّىء إلى الأسوأ، والمعادلة على هذا المستوى واضحة تماما: بقدر ما تتراجع الأزمة المالية بقدر ما تخرج الناس من الشارع، وبقدر ما تتأزّم مالياً بقدر ما يرتفع منسوب حراك الناس في الشارع.

وقالت المصادر القواتية نفسها، ان نزول الناس إلى الشارع مجدداً، هو بمثابة الإنذار الذي على الدولة أن تتعامل معه بجدية عن طريق الإعلان عن خطوات مالية وإصلاحية فورية تعيد الثقة للناس التي فقدت الأمل بكل شيء، وحذارِ من الناس الجائعة التي تبحث عن لقمة خبز لأولادها، ومن هنا ضرورة أن تكون خطة الحكومة المالية عملية ووفق جدول زمني تنفيذي قابل للتحقيق وبشكل سريع جداً.

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *