الرئيسية / قضايا المرفأ / الباحثة في علم الانثروبولوجيا ليلى شمس الدين تدعو للاستفادة من طاقة المسنيين الايجابية في مواجهة أزمة كورونا
صورة رئيسية للمقابلة

الباحثة في علم الانثروبولوجيا ليلى شمس الدين تدعو للاستفادة من طاقة المسنيين الايجابية في مواجهة أزمة كورونا

 

 خاص موقع وزارة الاعلام

يتبع فيروس كورونا سلوكاً غريباً فهو يهدد حياة الفئة العمرية الثالثة أي الكبار في السن بينما يهادن الأطفال والشباب في عملية صراع البقاء وقد وصلت معدلات الوفيات في الصين بالفيروس لمن تزيد أعمارهم عن 80 عاماً إلى 21،9 بالمئة ، بحسب بيانات منظمة الصحة العالمية ، أمافي إيطاليا فإن المقاطع المصورة التي تداولتها وسائل التواصل الاجتماعي حول التمييز الخطير للقطاع الطبي في تعامله مع المرضى المسنين فرضت واقعاً مريراً في الجسم الطبي والانساني على حد سواء . هذه الوقائع سرت كالنار في الهشيم في المجتمع اللبناني وأثارت المخاوف والقلق لدى الكبار في السن.

  • فهل راعت الوسائل الاعلامية في لبنان مشاعر كبارنا حين بثت هذه المعلومات ؟
  • ماهو الأثر السلوكي والنفسي لتداول هذه المعلومات على المسنين والعائلة الحاضنة ؟
  • هل ثمة إجراءات أسرية تفاعلية تحمي هذه الفئة العمرية وتحتوي مخاوفهم ؟.

الباحثة في علم الأنثروبولوجية والاعلام ليلى شمس الدين تحدثت إلى موقع وزارة الاعلام ورأت أننا نمر بفترة قاسية جداً فيها الكثير من القلق والاضطراب والخوف من المجهول وتستدعي الكثير من الحذر أيضاً. هذه الأمور تدفعنا للتفكير أن هذا الوباء لن يكون عابراً بل قد يصيب أرواحنا وأروح أحبائنا أيضاً .نرى أثاره في وسائل الاعلام التقليدية وفي العالم الافتراضي ولفتت إلى أن  الضخ الهائل للمعلومات الخاصة بهذا الفيروس تزيد من حالة الضياع والارباك ، وتفرض ما يسمى بحالة التخبط على مستوى السياسات الحكومية كما نشاهد في العالم وعلى مستوى الأداء الاعلامي .

وأشارت إلى عاملين أساسيين في أسلوب المواجهة الأول هو عامل الثقة بالمعنيين والمسؤولين وترميم جسور الثقة بين المواطنين والسياسات الحكومية الذي  يحقق مقداراً وافراً من الأمان والطمأنينة ويخفف حالة الهلع لدى المواطنين،ثانياً وهو الأساس استخدام التفكير الايجابي والممارسات الايجابية في حياتنا التي باتت  ضرورية  الأن أكثر من أي وقت مضى .

وحول  كيفية تداول المعلومات التي تشير إلى أن الفئة العمرية الثالثة أي الكبار في السن هم الأكثر عرضة للوفاة جراء الإصابة بفيروس كورونا ؟

تقول شمس الدين أنه دون أن نشعر وتحت تأثير الرهبة من الاصابة بكورونا قد نعمد إلى تناقل هذ الأفكار كي نطمئن أنفسنا أننا في عافية مما قد يصيب كبار السن فنعمد إلى بث هذه الأفكار في الوعي الجمعي غافلين أن هذه الفئة العمرية التي قد تفتقد للرعاية الصحية السليمة والاحتضان المجتمعي السليم تتكون لديها حالة اكتئاب وأسى فضلاً أنها عرضة للأمراض المزمنة،فندفعها بدورنا إلى مزيد من التوتر الدائم الذي ينعكس توتراً اضافياً على صحتها النفسية والجسدية ويزيد من نقص المناعة.

مالذي تعنيه هذه الفئة العمرية في علم الاجتماع ؟

تقول شمس الدين أن الباحثين والاطباء النفسيين كانوا يعملون على مدى السنوات السابقة  في كيفية  الاهتمام  بهذه الفئة العمرية من خلال تفعيل منظومة الاحتضان العاطفي والصحة النفسية  والوظائف الفيزيولوجية والصحة البدنية لكي تبقى في المرتبة العليا في هرم ماسلو، بالتأكيد الحياة الاجتماعية لهؤلاء يلحقها تغييرات مع تقدم العمر  وكلما كانت العلاقات الاجتماعية القريبة من هذه الشريحة جيدة مراعية للظروفها النفسية والصحية ، كلما بقيت هذه الشريحة تتمتع بصحة نفسية وجسدية وتنعم بما يسمى بالرفاه الاجتماعي .فنأتي نحن دفعة واحدة لنضرب شبكة الأمان النفسي والصحي والاجتماعي لهؤلاء الكبارتارة عبر تواتر المعلومات التي تستهدفهم مباشرة وطوراً عبر تناقلنا لهذه الرسائل الاعلامية المشوشة دون مراعاة لمشاعرهم وقيمتهم بيننا في الأسرة .

ماهي وظيفة وسائل الاعلام

تقول شمس الدين أنه يجب على الوسائل الاعلامية أن تراعي مشاعر هذه الشريحة من خلال تقديم المعلومة بشكل مهني وأخلاقي يخفف تلقائياً من حالة القلق لدى هذه الشريحة ويساهم في احتواء الأزمة داخل الأسرة ويعزز لدى العائلة أهمية احتضان الكبار في السن أثناء الأزمات الصحية والنفسية أيضاً ، أما نحن فدورنا مهم في اتباع أسلوب عقلاني فيه الكثير من الود في المحافظة على العلاقات الأسرية واتباع إجراءات وقائية متوزانة بين أفراد العائلة كافة دون اللجؤ للتمييز حتى لا نثير لديهم الشعور بالريبة ،  يعني كما نحمي أنفسنا علينا أن نحميهم من الإصابة بالفيروس دون زيادة أو نقصان  ذلك أن أي إجراء أو موقف سلبي تجاه هذه الشريحة يعرضها للمزيد من التوتر والقلق والإحساس بقرب الأجل.

وأشارت شمس الدين إلى أنه قبل ظهور أزمة كورونا كنا دائما نتحدث عن الطاقات الإيجابية التي يتمتع بها العمر الثالث وانعكاساتها الايجابية على توثيق الروابط الأسرية وبناء العائلة لذا علينا في هذه الظروف الصعبة أن نستفيد منها بدلاً من تهشيمها وكسرها ، وأضافت من حقهم علينا في هذه المرحلة العصيبة أن نعطيهم جرعة زائدة من الاهتمام العاطفي ونشعرهم بعظمة قيمتهم المعنوية لدينا.

 

وقدمت شمس الدين جملة اقتراحات للمعالجة منها :

تحويل هذه التحديات إلى فرصة لشد أواصر العائلة من خلال اشراكهم في التخطيط لتنظيم العلاقة والاستفادة من خبرتهم والأخذ بنصائحهم في مواجهة هذه الأزمة .

الحرص على إعطائهم قسطاً وافراً من النوم والراحة ، الاهتمام بغذائهم السليم الصحي  تأمين الجو الأسري الهادئ لهم ، تبادل الأحاديث التي تجلب لهم البهجة والفرح ، والابتعاد عن الاحاديث التي قد تذكرهم بفقدان حبيب أو الموت ، مساعدتهم على تقليص فترة سماعهم لنشرات الأخبار، ودعت شمس الدين الوسائل الاعلامية إلى اعتماد المعايير الاخلاقية والمهنية في بث المعلومات كي لا تصيب المسنيين وسواهم بحالة الهلع الغير مبرر .

 

زينب اسماعيل .

 

 

 

 

 

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *