الرئيسية / صحف ومقالات / الأنباء : التعبئة العامة لمواجهة تحدّي الكورونا “الوجودي”… ‏أيها اللبنانيون التزموا منازلكم
الانباء

الأنباء : التعبئة العامة لمواجهة تحدّي الكورونا “الوجودي”… ‏أيها اللبنانيون التزموا منازلكم

كتبت صحيفة “الأنباء ” الالكترونية تقول : تحل الذكرى الثالثة والأربعين لاستشهاد المعلم كمال جنبلاط في زمنٍ صعب بكل ‏المقاييس، فالإنسانية التي وضعها نصب مفاهيمه تواجه تحدياً وجودياً يتمثل بالوباء ‏الذي يهدد دول العالم أجمع ويضع البشر أمام اختبار مصيري، فيما لبنان الذي يعيش ‏ثقل هذا الوباء تعصف به أزمات شتى على مستويات المعيشة والاقتصاد والإدارة ‏والمال والسياسة، وفي كل ذلك تشكّل العودة إلى كمال جنبلاط المعبر الطبيعي لعلاجات ‏ناجعة لكل ما تقدم‎. ‎

وإذا كان كمال جنبلاط الذي قضى شهيد القيم والمبادئ التي أرساها في خدمة مفهومه ‏للدولة ودورها في خدمة المواطن – الإنسان، ما أزعج الطغمة الظلامية التي اتخذت ‏قرار إزاحته بالجسد، فإن الحزب الذي أسسه يواصل العمل المستمر في الثورة الدائمة ‏في عالم الإنسان. وفي مواجهة الأزمة الكبرى التي خلقها فيروس الكورونا، وضع ‏رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط كامل إمكانياته في الحملة التي ينفذها ‏الحزب في تعقيم المؤسسات والمراكز والسجون، وفي التوعية في المناطق على الوقاية ‏من المرض، وأعلن في حديث مع الجالية اللبنانية في الولايات المتحدة عبر الهاتف أن ‏الهم الأساس هو تخطي هذا الخطر الكبير فوق كل السجالات حيث المطلوب هو ‏التضامن الإنساني‎.‎

وبعد 24 يوماً على تفشي فيروس كورونا في لبنان بوتيرة متسارعة، وبعد مجموعة من ‏الاجراءات التي اتخذت من قبل الحكومة ووزارة الصحة وكافة الأجهزة المعنية، وبعد ‏تخطي الاصابات المئة حالة ووفاة 3 مصابين، حسمت حكومة الرئيس حسان دياب ‏قرارها بإعلان ما أسمته التعبئة العامة في البلاد، وذلك بعد اجتماعين استثنائيين عقدا ‏في القصر الجمهوري، الأول خُصص لمجلس الدفاع الأعلى، وبعده ألقى الرئيس ميشال ‏عون كلمة في مستهل جلسة مجلس الوزراء عدد فيها ما تم اتخاذه من اجراءات وقائية ‏وما يمكن اتخاذه في الايام المقبلة‎. ‎

بعد ذلك عقد مجلس الوزراء جلسة استثنائية امتدت قرابة الخمس ساعات، قدم في ‏نهايتها الرئيس دياب جردة حساب لما اتخذ من اجراءات في الأسابيع الماضية ‏بالتفصيل، معتبراً ان تلك الاجراءات أدت الى انخفاض الاصابات بكورونا الى نحو 80 ‏في المئة، داعيًا الوزارات وكل الادارات الرسمية للخروج من الأساليب التقليدية الى تلك ‏الأكثر تطورا، واصفا الاجراءات التي تتخذها الحكومة في التصدي لكورونا بالمثلى في ‏تاريخ لبنان‎.‎

بعد ذلك تلت وزيرة الاعلام منال عبد الصمد مقررات مجلس الوزراء وأبرزها اعلان ‏حالة التعبئة العامة ومنع التجول إلا بالحالات الضرورية واقفال الإدارات والمؤسسات ‏العامة باستثناء تلك الحيوية، وإقفال المطار والمعابر الحدوية بعد 4 ايام‎. ‎
فماذا تعني التعبئة العامة، ولماذا استعيض به عن حالة الطوارئ الصحية، وما هو الفرق ‏بينهما؟‎ ‎

مصدر عسكري كشف في اتصال مع “الأنباء” أن الفارق ليس كبيرا بين التعبئة العامة ‏وحالة الطوارئ إلا بالشق المتعلق بالجهة التي تتخذ القرارات، ففي التعبئة العامة تبقى ‏الجهة السياسية المتمثلة برئاستي الجمهورية والحكومة هي مصدر القرار، لأن رئيس ‏الجمهورية هو رئيس مجلس الدفاع الأعلى وهو الذي يصدر الأوامر بالتشاور مع ‏الحكومة مجتمعة باعتبارها السلطة التنفيذية. أما عند إعلان حالة الطوارئ فتصبح ‏القرارات من صلاحية قيادة الجيش ولا يعود للسلطة السياسية أي تأثير عليها الا بعد ‏انتفاء الأسباب التي أملت على السلطة السياسية اعلان حالة الطوارئ‎.‎

من جهته، مدير عام الصليب الاحمر اللبناني جورج كتانة وصف في حديث مع ‏‏”الأنباء” انتشار كورونا في لبنان والعالم بالكارثة الوطنية والدولية والعالمية، كاشفا عن ‏خطة احترازية لدى الصليب الأحمر يعمل عليها في مثل هذه الحالات من خلال تكثيف ‏دوامات الإدارة والحضور المكثف في المستوصفات ومتابعة كل الاجراءات الميدانية ‏التي يقوم بها عناصر الصليب الاحمر في كل لبنان‎. ‎
وأكد كتانة أن الصليب الأحمر اليوم في حالة التعبئة العامة وبأعلى درجات الجهوزية، ‏وكذلك بالنسبة لبنوك الدم لتغطية كل احتياجات مستشفى رفيق الحريري الجامعي. ‏وقال: “لدينا حالة استنفار قصوى وجهوزية أكثر، ونحن على تواصل دائم للمساعدة ‏ضمن الامكانيات المتاحة‎”.‎

مصادر الدفاع المدني أوضحت عبر “الأنباء” أن مراكزها تعمل 24 ساعة في اليوم ‏وأن عملها غير مرتبط بحالة التعبئة او الطوارئ، فالدفاع المدني لديه متطوعون في كل ‏لبنان وهم دائما على كامل الاستعداد‎. ‎

مصادر وزير الصحة وصفت عبر “الأنباء” اعلان حالة التعبئة العامة بالخطوة ‏المنتظرة، وهي أتت بعد إعلان وزير الصحة حمد حسن امس الاول حالة طوارئ ‏صحية مدنية. المصادر نقلت عن وزير الصحة قوله إن “ارتفاع عدد المصابين لا يدعو ‏الى القلق والذعر، وأهم شيء في حالة التعبئة العامة والخطوات التي أعقبتها من وقف ‏العمل في الادارات الرسمية وإقفال المطار والمعابر الحدودية يتمثل بالوقاية الذاتية ‏والبقاء في المنازل وهذا أفضل إجراء وقائي في الوقت الحاضر‎”.‎

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *