الرئيسية / صحف ومقالات / الشرق: عون ودياب على باخـرة الحفر: يوم تاريخي والحلم يتحقق
الشرق

الشرق: عون ودياب على باخـرة الحفر: يوم تاريخي والحلم يتحقق

كتبت صحيفة “الشرق” تقول: في الزمن النفطي اللبناني المفترض ان يهلل له الشعب وتباركه الدولة، ليس في مقدور اللبنانيين لا التهليل ولا المباركة. كثرة الإستحقاقات الداهمة والخطيرة المدرجة كلها أولويات، لم تعد تترك من مكان لا للتفاؤل ولا للأمل ببلوغ لحظة الاحتفال بنصر الاستخراج النفطي.

حتى ذلك الحين قد لا يبقى من يحتفل، اذا لم تسارع “دولة النفط” الموعودة الى حزم امرها سياسياً واقتصادياً فتضع حدا لاستنزاف ما تبقى من رصيدها الشعبي الداخلي والرسمي الدولي. حكومة الرئيس حسان دياب على المحك، وجهودها تسابق الانهيار. وزير الخارجية ناصيف حتي سيبذل اليوم مسعى اولياً جدياً في هذا الاتجاه من البوابة الفرنسية حيث له من العلاقات سياسيا وديبلوماسياً ما يكفي لبناء الامل على محاولة اقناع الاوروبيين بالمساعدة مستندا الى وعد حكومي لبناني بتنفيذ برنامج اصلاحي فهل يفلح؟

اما نفطياً، وغداة كلمته الى اللبنانيين مساء امس، أطلق رئيس الجمهورية ميشال عون في حضور رئيس الحكومة ووزير الطاقة ريمون غجر عمل الباخرة التي ستتولى حفر البئر النفطي في البلوك رقم 4. وقال عون خلال حفل الاطلاق: “يوم سعيد لنا ولجميع اللبنانيين، ونأمل ان يتحقق هذا الحلم الذي حلمنا به وعملنا على تحقيقه اليوم.. انّ بداية اي مشروع كبير تعتبر بداية تاريخية”.

من جهته، قال دياب “يوم تاريخي نبدأ فيه الحفر في البحر لتحويل لبنان الى بلد نفطي، لنحفر في البر مستقبل لبنان الجديد الذي نريده ان يعود مزدهراً”. واضاف: “اليوم سيذكره التاريخ وسيكون نقطة التحول في كسر نمطية الاقتصاد اللبناني وبناء أعمدة ثابتة لمستقبل الأجيال والبلد”.

على الصعيد المالي – الاقتصادي، ومع اقتراب استحقاق سندات اليوروبوند في 9 آذار المقبل، عرض رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في قصر بعبدا مع حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، للوضع النقدي في البلاد وعمل مصرف لبنان.

وفي وقت ذكرت وكالة “رويترز” نقلاً عن مصدر حكومي “ان لبنان يعتزم طلب فترة سماح 7 أيام بخصوص سندات الدين الدولية التي تستحق في 9 الشهر المقبل”، نفت مصادر السراي أن تكون الحكومة طلبت الاستمهال 7 ايام للبحث بموضوع سداد اليوروبوند، وأكدت أن القرار النهائي في ما خص الاستحقاق ستتخذه قبل 7 آذار.

وليس بعيدا من الهم المالي وتعقيداته، بات محسوماً بحسب معلومات “المركزية” أن قانون موازنة العام 2020 سيصبح نافذا حكما في نهاية شباط الجاري، ويصدر من دون توقيع رئيس الجمهورية الذي أعلن في جلسة مجلس الوزراء المنعقدة في 20 الجاري أنه لن يوقّع الموازنة “بسبب عدم المصادقة على قانون “قطع الحساب” إذ لا يمكن إصدار الموازنة من دونه، إلا إذا صدر قانون يجيز ذلك كما حصل في العام الماضي من خلال القانون 143/ 2019″.

في الانتظار، يفترض ان تقدم الحكومة خطتها الاصلاحية في مطلع الاسبوع المقبل، فيطلع عليها اللبنانيون وصندوق النقد ايضا، تمهيدا لتقديم المشورة التقنية الى الحكومة في شأن السندات، في ضوء ما ستتضمنه. وليس بعيدا، لفتت تغريدة نشرها رئيس الحكومة عبر حسابه الخاص على “تويتر”، اعتبر فيها أن “المسؤولية هي رحلة مليئة بالأفكار والمثابرة”. وتوجه الى المواطنين بالقول، “أتمنى معرفة أفكاركم واقتراحاتكم، وكذلك مطالبكم، من خلال الحساب الرسمي لفريق العمل”، مضيفا “معاً ننقذ لبنان”.

في غضون ذلك، غداة الاعلان عن اصابة ثالثة مؤكدة بفيروس كورونا لايراني قدم الى لبنان، الخوف يزداد من ارتفاع عدد الاصابات وسط قلق من قدرة الاجراءات الرسمية على ضبط انتشار الفيروس وتوسعه. وفي السياق، أعلن وزير الصحة حمد حسن أن لبنان يقوم بتعزيز الاجراءات على الحدود في مواجهة فيروس كورونا. وقال من مستشفى بعلبك الحكومي: “اذا حصلت بعض الهفوات لا يجب التعامل معها على أنها سلبية مطلقة، والوضع الصحي خط أحمر”. ومن نقطة المصنع، شدد على الوافدين الى لبنان أن يلتزموا بالحجر المنزلي الذاتي الالزامي موضحا أن الحالة الثانية التي تم تأكيد إصابتها بكورونا هي حالة عدوى من زميلتها.

في المقابل، اعلن نقيب الأطباء شرف أبو شرف عدم اطمئنانه الى الاجراءات المتخذة لمواجهة فيروس “كورونا” مضيفاً “استناداً لما تشهده الدول الأخرى، فان عدد المصابين قد يتزايد في لبنان”.

عون ودياب يطلقان أعمال التنقيب
من على سطح باخرة النفط في البلوك 4

اطلق رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ظهر امس اعمال باخرة التنقيب عن النفط tungsten explorer في البلوك رقم 4، وذلك في حضور رئيس مجلس الوزراء حسان دياب، ووزير الطاقة والمياه ريمون غجر، ورئيس منطقة الشرق الاوسط وافريقيا لشركة Total ستيفان ميشال والمدير العام لشركة Novatek لبنان سلافا ميشين ، ومدير قطاع الاستكشاف في شركة Eni اندريا كوزي، ورئيس هيئة قطاع النفط وليد نصر، وعدد من مسؤولي الشركات الاجنبية الثلاث.

واكد الرئيس عون انه يوم تاريخي وسعيد للبنان، وانه بداية تحقيق الحلم الذي عملنا من اجل تحويله الى واقع.

بدوره، اعتبر الرئيس دياب ان هذه الخطوة تشكل املا في تجاوز لبنان الازمة الاقتصادية و”اننا نحفر اليوم مستقبل لبنان الجديد الذي نريده ان يعود مزدهراً ويطوي صفحات الاحباط”.

وكان الرئيس عون وصل الى سطح الباخرة على متن طوافة خاصة تابعة لشركة توتال، حيث جال مع الرئيس دياب والوزير غجر والمسؤولين من الشركات الاجنبية الثلاث في ارجاء الباخرة. ولدى الوصول الى مقصورة القيادة، تولى المدير العام لشركة توتال- لبنان ريكاردو داري تقديم شرح مفصل عن كيفية عمل الباخرة وعملية التنقيب.

واطلع الرئيسان عون ودياب من حجرة القيادة، على الشاطئ اللبناني الذي يبعد نحو 25 كلم، وعلى السفينتين المرافقتين لباخرة التنقيب لتسهيل عملها وتقديم الخدمات اللوجستية.

بعد ذلك انتقل الجميع الى قاعة الاجتماعات حيث اطلعوا على شرح عام للباخرة قدمه قبطانها اندي كينيون وعلى معايير السلامة وطريقة عمل الطاقم.

ثم تحدث نصر فقال:” نحن في موقع البئر وفوقها مباشرة وسيتم الحفر بعد يومين كي نصل الى 4100 متر من سطح المياه. وسيكون هناك ممثلون عن الهيئة والجيش اللبناني والامن العام والجمارك على السفينة كي نتابع جميعاً اعمال الحفر بشكل يومي. كما ان شركة توتال ستقدم تقريرا يوميا الى هيئة البترول عن عملية الحفر وكيفية اتمامها ونتائجها. ونحن بالطبع سنبلغ الوزير الذي سيبلغكم بدوره بكل النتائج يوميا، على امل ان تكون النتيجة جيدة”.

ثم تحدث الرئيس دياب فقال: “من وسط الظلام الدامس تنفتح اليوم كوة نور كبيرة فتوسع دائرة الامل بتجاوز لبنان الازمة الاقتصادية الحادة التي تضيق الخناق على الواقع المالي والاجتماعي للبنانيين. انه يوم تاريخي نبدأ فيه الحفر في البحر لتحويل لبنان الى بلد نفطي، لنحفر بالبر مستقبل لبنان الجديد الذي نريده ان يعود مزدهراً يضج بالحياة كما كان دائماً، ويضخ الأمل في الايام والسنوات المقبلة، وينعش مستقبل الاجيال ويطوي صفحات الاحباط، ويشكل محطة تحول في هوية لبنان الاقتصادية، وينتشر عبر البحر نحو العالم كما فعل الفينيقيون، ويتمدد في البر في عمقه العربي، فيعود لبنان منارة الشرق وصلة الوصل بين العرب والعالم. هذا يوم سيذكره التاريخ وسيكون نقطة تحول في كسر نمطية الاقتصاد اللبناني وبناء اعمدة ثابتة لمستقبل الاجيال والبلد. ان اللبنانيين يتطلعون الى هذه المحطة باعتبارها نافذة كبيرة يعبرون منها خارج الاحباط والخوف الى المستقبل .

وتحدث الرئيس عون فقال: “اني سعيد بوجودي بينكم في هذه المناسبة، ولا شك في ان المجهود الذي بذل في الاستطلاع والكشف عن وجود الموارد الغازية او البترولية كان مهما جدا، الا ان الاهم اليوم هو الشركات التي تقوم بالاستخراج والتي هي الاساس. وقد تعاونا جميعا وعملنا كي نستخرج هذه المواد. من هنا، فان اليوم هو يوم سعيد لنا ولكل اللبنانيين. ونأمل ان يتحقق هذا الحلم الذي حلمنا به وعملنا على تحقيقه. اليوم هو يوم تاريخي، فبداية اي مشروع كبير تعتبر بداية تاريخية”.

ثم انتقل الرئيس عون والرئيس دياب والوزير غجر والوفد الى غرفة القيادة الخاصة بعملية الحفر، حيث ضغط رئيس الجمهورية، والى جانبه الرئيس دياب، على زر التحكم بعملية الحفر ايذانا ببدء اعمال الباخرة بشكل رسمي.

ومن جهة اخرى صدر عن المكتب الإعلامي لوزير الطاقة والمياه ريمون غجر البيان التالي: “ردا على المعلومات المغلوطة المتداولة عن تأجيل موعد إطلاق التنقيب عن النفط من الثلاثاء الفائت إلى اليوم (امس) الخميس ما يحتم كلفة على خزينة الدولة، يؤكد المكتب الإعلامي ان سفينة الحفر التي وصلت إلى لبنان الثلاثاء تتطلب بضعة أيام قبل البدء بأعمال الحفر، وذلك لتزويدها بمعدات ولوازم الحفر من القاعدة اللوجستية في مرفأ بيروت، وليس كما روج بانتظار زيارة فخامة الرئيس، كما لا أعباء مالية على الخزينة، وبالتالي فإن عملية الحفر ستبدأ في الأيام القليلة المقبلة”.

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *