الرئيسية / صحف ومقالات / الشرق : باريس تدرس “خيارات مختلفة” لمساعدة لبنان وفد “صندوق النقد” يغادر: نحو إعادة الجدولة
الشرق

الشرق : باريس تدرس “خيارات مختلفة” لمساعدة لبنان وفد “صندوق النقد” يغادر: نحو إعادة الجدولة

كتبت صحيفة “الشرق ” تقول : بين مخاطر وباء “الكورونا” المتعاظمة بعد حلوله ضيفا مخيفاً على البلاد، وتهديدات فقدان آخر فرص الانقاذ ‏الاقتصادي والمالي المتبقية في غياب استراتيجية واضحة للحكومة للسير بهديها، يرقص لبنان على حبل رفيع فوق ‏هاوية “الكوارث” السحيقة‎.‎
السطة السياسية تتخبط في وحول التناقض الصارخ في الآراء، و”كل يغني على ليلاه”. بين من يريد صندوق النقد ‏ونصائحه، ومن يرفضه تحت شعار الخطر على السيادة الوطنية والمصالح غير الوطنية “ضاعت الطاسة” على امل ‏الا يضيع البلد في غياهب خلايا الازمات التي لم تنتج اي حل ملموس حتى الساعة‎.‎
عشية جلسة مجلس الوزراء التي تعقد اليوم للبحث في تحدي كورونا واجراءات مواجهته، والتي تفيد معلومات ان ‏سيتم خلالها اتخاذ القرار في شأن وصول الطائرات من الدول المنكوبة بالوباء، اذا دعت الحاجة، علما انها لا تبدو ‏كذلك حتى اللحظة، من وجهة نظر السلطات الرسمية، حطّت اليوم في مطار رفيق الحريري الدولي الطائرة الايرانية ‏وعلى متنها 215 شخصاً رافقهم طاقم طبي إيراني. واتُّخذت الإجراءات اللازمة لإخضاع طاقمها وركابها للفحوصات ‏الاحترازية المتعلقة بفيروس “كورونا”. ولم تظهر عوارض مرضية على أي من ركابها وتم إخراجهم جميعا لأخذ ‏حقائبهم من البوابة المخصصة للطائرة‎.‎
هذا وتصل طائرة ايرانية ثانية في السادسة مساءً آتية من مدينة مشهد وعلى متنها 200 راكب وسيتم اتّخاذ الاجراءات ‏نفسها‎.‎
في الاثناء، اطلع رئيس الجمهورية ميشال عون من وزير الصحة العامة حمد حسن على آخر المعطيات المتعلقة ‏بظهور إصابة “كورونا” لدى إحدى اللبنانيات الآتيات من طهران، والتدابير التي اتخذت للمعالجة والوقاية، لا سيّما ‏على المعابر البرية والجوية‎.‎
وطمأن حسن الى ان “الاجراءات التي اتخذت في مطار رفيق الحريري الدولي سابقا وحاليا ولاحقا، مسؤولة وتتم ‏بتنسيق مباشر مع منظمة الصحة العالمية وأثنت عليها المراجع المختصة. والاجراءات التي نتخذها مع الطائرة ‏الايرانية والايطالية هي اضافية تضمن عدم انتشار الوباء اذا وجد‎”.‎
وفي السياق، افادت مصادر مقرّبة من حزب الله “ان الحزب تمنّى على مناصريه ممن يرغبون القيام بزيارة دينية الى ‏ايران الاحجام عن زيارة مدينة قم بسبب الانتشار السريع فيها لوباء كورونا، اما مدينة مشهد فالزيارة اليها مُتاحة‎”.‎
على الصعيد المالي، جمع غداء عمل امس الرئيس حسان دياب مع وفد صندوق النقد الذي غادر بيروت. وافادت ‏معلومات عن توجّه رسمي الى اعادة جدولة الدين بالتفاهم مع الجهات المقرضة، مشيرة الى ان لبنان لن يتخذ أي قرار ‏في شأن اليوروبوند الا بعد صدور تقرير وفد صندوق النقد الدولي. وليس بعيدا، قال مصدر قريب من الحكومة ‏لـ”رويترز”: لبنان سيعين جوتليب ستين اند هاملتون لتقديم المشورة القانونية في شأن سندات دولية‎.‎
وامس برز من الامارات موقف فرنسي ايجابي جديد اذ أعلن وزير المال الفرنسي برونو لومير أن بلاده تدرس ‏خيارات مختلفة لمساعدة لبنان على التعافي من أزمته المالية، ومن بينها برنامج لصندوق النقد الدولي، إذا سعت ‏الحكومة اللبنانية إلى ذلك‎.‎
وأشار لومير، في أبوظبي، الى أنه بحث الوضع في لبنان مع القيادة الإماراتية‎.‎
وسط هذه الاجواء، غرد المنسق الخاص للامم المتحدة في لبنان يان كوبيش عبر تويتر في سلسلة مواقف لافتة، كاتبا ‏‏”أحث صندوق النقد الدولي على توفير المشورة والمساعدة للحكومة عندما تقوم بتحضير سلسلة من الإجراءات ‏والإصلاحات القاسية المطلوبة من أجل البدء في انتقال لبنان من الأزمة الوجودية إلى التنمية المستدامة، ولكن ‏بطريقة مسؤولة اجتماعيا‎”.‎
ورأى في تغريدة أخرى أن “نجاح الإجراءات لإنقاذ لبنان من الانهيار يبدأ بدعم القوى السياسية الممثلة في البرلمان. ‏هناك ستظهر مصالحها الحقيقية، وليس في المظاهرات الشعبوية أمام المصارف”. وقال: “لقد قام حاكم مصرف لبنان ‏رياض سلامة بالتبليغ أن مصرف لبنان يقدم الآن رسميًا للحكومة معلومات واقعية حول الوضع في لبنان، بما في ذلك ‏السيولة”، معتبراً ان “الشفافية الكاملة للجمهور ضرورية أيضا لشرح أسباب التدابير المتوقعة، بعد زيارة صندوق ‏النقد الدولي‎”.‎
وختم كوبيتش “غالبًا ما يكون تخويف الصحافيين واضطهادهم بسبب تعبيرهم عن آرائهم علامة على أنهم يتطرقون ‏الى أمر مهم. لن تنجح أبدًا الجهود المبذولة لإسكات حرية التعبير من خلال التدابير الإدارية والمضايقات، وعادة ما ‏تأتي بنتائج عكسية، لاسيما في وقت الأزمات‎”.‎
وكان كوبيش التقى رئيس لجنة المال والموازنة النائب ابراهيم كنعان في مكتبه في المجلس النيابي لأكثر من ساعة. ‏وعلم انه جرى خلال الاجتماع استعراض للوضع، لاسيما قوانين مكافحة الفساد واسترداد الأموال المنهوبة ورفع ‏الحصانات‎.‎

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *