الرئيسية / صحف ومقالات / اللواء : إعلان تصوُّر لسداد الديون الخميس بعد المحادثات مع صندوق النقد
اللواء

اللواء : إعلان تصوُّر لسداد الديون الخميس بعد المحادثات مع صندوق النقد

كتبت صحيفة “اللواء ” تقول : رجحت مصادر دبلوماسية غربية ان لا تخدم زيارة رئيس مجلس الشورى الإيراني علي لاريجاني إلى لبنان، ما ‏جهدت حكومة “مواجهة التحديات” على تصويره انها “حكومة مستقلة”، معربة عن خشيتها من تعزيز توجه ‏دول الخليج والمانحين الأجانب في عدم تقديم أية مساعدة مالية أو غير مالية‎.‎ ‎
ومع ان لبنان، حتى ضمن سياسة “النأي بالنفس” لا يمكنه الا ان يُرحّب بأي زائر، أو مسؤول في دولة صديقة، ‏أو تربطه معها علاقات دبلوماسية، فإن المراقبين يعتقدون ان التوقيت الذي تمت فيها زيارة المسؤول الإيراني لا ‏يخدم التوجه اللبناني باتجاه دول الخليج‎.‎
‎ ‎ونسبت وكالة “رويترز” لدبلوماسي عربي في الخليج ان قطر فقط إلى الآن هي التي دعت دياب لزيارتها. وقال ‏الدبلوماسي “لن تدعوه أي حكومة أخرى في الخليج؛ للزيارة ولم ترد قطر فورا على طلب للتعليق حول ما إذا ‏كانت قد وجهت دعوة‎.‎
‎ ‎وقال مكتب الرئيس ميشال عون ان عون تلقى دعوة لزيارة إيران خلال اجتماعه مع لاريجاني يوم أمس‎.‎
‎ ‎واكتفت مصادر مقربة من قصر بعبدا بالاكتفاء بالبيان الرسمي وما تضمنه من معلومات والذي كان قد صدر في ‏أعقاب لقاء الرئيس عون مع لاريجاني‎.‎
‎ ‎ولوحظ ان الضيف الإيراني اعرب عن استعداد بلاده للمساعدة على تحسين الأوضاع الاقتصادية في البلاد وان ‏رئيس الجمهورية ردّ مرحباً بالضيف وحمله تحياته الىالرئيس الإيراني وتمنياته للشعب الإيراني بالتوفيق ودوام ‏الاستقرار‎.‎
‎ ‎
الخميس يوم حاسم‎!‎
‎ ‎
وعلى وقع صيحات المحتجين امام الباحة الخارجية لمصرف لبنان، كان الحاكم رياض سلامة يعقد اجتماعاً مع ‏رئيس جمعية المصارف موضوعه: كيفية التعامل مع استحقاقات اليوروبوندز، وما المساهمة الممكنة للمصارف ‏على هذا الصعيد‎.‎‎ ‎
المعلومات القليلة التي توافرت لـ”اللواء” تركزت حول الآتي‎:‎
‎1- ‎اتفاق على ان تساهم المصارف في تحمل جزء من أعباء الحل‎.‎‎
‎2- ‎الاتجاه إلى مفاوضة الدائنين باتجاه تأخير سداد الديون‎.‎
‎3- ‎الاستماع إلى رؤية صندوق النقد الدولي‎..‎
‎4- ‎عقد مؤتمر صحفي بعد غد الخميس لإعلان صيغة الحل المتعلقة بتسديد “اليوربوندز” من قبل جمعية ‏المصارف‎.‎
‎ ‎
ورأت مصادر وزارية انه لم يحسم بعد ما اذا كانت هناك جلسة لمجلس الوزراء هذا الخميس او لا باعتبار ان ‏هناك اجتماعات ستعقد يوم الخميس مع بعثة صندوق النقد الدولي بشأن استحقاقات اليوربوند مشيرة الى انه لا بد ‏من انتظار اليوم. لمعرفة ما اذا كانت هناك من دعوة تصدر بشأن ذلك ِوأوضحت المصادر ذاتها ان هناك 3 ‏خيارات أمام لبنان في ما خص هذه السندات اما الدفع او الأمتناع او الجدولة وهو الأكثر ترجيحا الا اذا ثبت ‏العكس، مشيرة الى انه في ظل هذا الخيار فان صندوق النقد يشكل مصدر اطمئنان لدى المقرضين لجهة التزام ‏لبنان بالدفع كما ان الصندوق هو هيئة دولية توحي بالثقة ومعلوم انه يملك الخبرة الكافية في التعاطي مع حالات ‏كحالة لبنان الذي يعيش وضعا اقتصاديا وماليا صعبا‎.‎
‎ ‎وقال مصدر مطلع ان فريقا من خبراء صندوق النقد الدولي سيبدأ مشاورات مع الحكومة اللبنانية في بيروت يوم ‏الخميس، وطلب لبنان المثقل بالديون المساعدة الفنية من الصندوق الأسبوع الماضي‎.‎
‎ ‎وفي السوق الموازية، وهي المصدر الرئيسي للعملة الصعبة الآن، اقتربت قيمة الدولار الأميركي من 2400 ليرة ‏بزيادة 60 في المئة على السعر الرسمي وهو 1507.5 والساري منذ عام 1997‏‎.‎
‎ ‎وكان هذا الموضوع موضوع بحث في بعبدا بين الرئيس عون ورئيس اللجنة التنفيذية لاتحاد المصارف العربية ‏جوزيف طربيه، الذي كشف ما دار في الاجتماع بالقول ان المصارف العربية متضامنة مع مصارف لبنان، ‏وتتعامل مها رغم الأزمة، مركزاً على الدعوة إلى تجنّب المسارات القضائية في هذه الحالات وولوج مسار ‏التفاوض مع الدائنين بدلا من المسار القضائي، لأن لا خلاف على مقدار السندات ولا على مواعيد استحقاقها، بل ‏يُمكن الطلب بأن يرجئ دفعها بسبب الظروف المالية من خلال التفاوض على تأجيل الاستحقاق وليس على أي ‏شيء آخر، وهذا الأمر عادي في القضايا المالية‎.‎
‎ ‎تزامناً، تحدثت مصادر عن نية واشنطن فرض عقوبات على المسؤولين عن محاكمة المواطن الاميركي- اللبناني ‏عامر الفاخوري المتهم بالعمالة لاسرائيل، وذلك بسبب وضعه الصحي الدقيق بحسب ما جاء في البرقية‎.‎
‎ ‎وستتم معاقبة لبنان بموجب المادة 703 من قانون وزارة الخارجية الاميركية للعمليات الخارجية في حال وفاة ‏العميل فاخوري داخل السجون اللبنانية بتهمة الانتهاك الصارخ لحقوق الانسان‎.‎
‎ ‎
مجلس الوزراء
‎ ‎
إلى ذلك، علمت “اللواء” ان مجلس الوزراء سيعقد جلسة له الخميس المقبل، لكن لم يتحدد بعد مكانها في القصر ‏الجمهوري او السرايا الحكومية، كما لم يُعرف ما اذا كانت تتضمن جدول اعمال، ام سيكون انعقادها استكمالا ‏للجلسة الماضية التي تم خلالها البحث في الوضع الاقتصادي والنقدي وموضوع سداد استحقاق اليوروبوند في 9 ‏آذار المقبل‎.‎
‎ ‎وتتزامن الجلسة مع وصول وفد من خبراء صندوق النقد الدولي يوم الخميس ايضاً بناء لطلب لبنان، لإجراء ‏مشاورات مع الحكومة عبر لجنة الوزراء والخبراء اللبنانيين، حول كيفية تعامل لبنان مع استحقاق اليوروبوند ‏والازمة المالية والنقدية التي تعصف به، ونتائج وانعكاسات الخيار الممكن ان يتخذ مالياً وسياسياً وتصنيفاً، وإن ‏كانت التقديرات اشارت الى احتمال تأجيل الدفع او تقسيطه على دفعات اذاوافق الدائنون‎.‎
‎ ‎وأشار مصدر مطلع لوكالة “رويترز”، إلى ان فريقاً من خبراء صندوق النقد الدولي سيبدأ مشاورات مع الحكومة ‏اللبنانية في بيروت يوم الخميس، وذلك في الوقت الذي يسعى فيه البلد المثقل بالديون إلى مساعدة من الصندوق في ‏التعامل مع أزمة مالية كبيرة‎.‎
‎ ولم يشكف المصدر عن مزيد من التفاصيل بشأن زيارة فريق خبراء الصندوق‎.‎
‎ ‎وذكرت المعلومات ان الرئيس حسان دياب يجري بعيداً عن الاضواء مشاورات واتصالات مع المعنيين، بهدف ‏التفاوض مع الدائنين لتحديد الخيار الانسب، وجرت اتصالات ايضاً مع خبراء البنك الدولي الموجودين في لبنان ‏وشركتين ماليتين دوليتين للاستئناس برأيهم‎.‎
‎ ‎وفي سياق متصل، حذر البنك الدولي من “أن لبنان معرض لخطر الانهيار ما لم يطور نموذج إدارة أقل فسادًا ‏وأكثر شفافية من النظام المطبق في البلاد اليوم”.وقال فريد بلحاج، كبير مسؤولي?البنك الدولي?لشؤون الشرق ‏الأوسط وشمال أفريقيا، في مقابلة مع?تلفزيون?”بلومبيرغ”: “يحتاج السياسيون إلى التوقف والإنصات. لا يمكنك ‏الاستمرار في فعل ما كنت تقوم به لسنوات عندما ترى ما هو رد الفعل في الشارع، وعندما ترى ما هي حالة ‏الاقتصاد‎”.‎
‎ ‎
عجز الكهرباء
‎ ‎
وكان الرئيس دياب، خصص جانباً كبيراً من وقته في السراي أمس، لمعالجة أوضاع الكهرباء، باعتبارها أحد ‏مزارب الهدر الكبيرة في البلاد، والعجز في الخزينة، حيث تتكلف مؤسسة الكهرباء سنوياً قرابة ملياري دولار، ‏ولهذا الغرض، ترأس اجتماعاً وزارياً، بمشاركة وفد من البنك الدولي برئاسة المدير الإقليمي ساروج كومارجا، ‏جاء في ظل تصاعد الشكوك في إمكان تأمين التمويل لخطة الكهرباء، ولاسيما لجهة إنشاء معامل جديدة لانتاج ‏الطاقة. وفي ظل الظروف التي يمر بها لبنان، ما سيحصل مشاركة الشركات في المناقصات موضع تساؤل‎.‎
‎ ‎ولم يتوفر على الفور معرفة ماهية الأسس التي انتهى إليها الاجتماع، لكن مصادر السراي جدّدت التأكيد على ان ‏وقف العجز في مؤسسة الكهرباء هو أولوية في هذه المرحلة، مع الحاجة إلى تعيين مجلس إدارة جديد وهيئة ‏ناظمة للقطاع، في حين قالت مصادر البنك الدولي ان التعاون مع لبنان مستمر في ما يتصل بقطاع الكهرباء، لكن ‏الأمر لم يصل بعد إلى طرح إمكان تمويل البنك لإنشاء معامل الإنتاج‎.‎
‎ ‎وعزت مصادر المؤسسة سبب التباطؤ في طرح مسألة إنشاء المعامل على المناقصة، إلى استمرار الخلاف حول ‏ما إذا كانت الحاجة معملين في دير عامر والزهراني أو إلى معمل ثالث في سلعاتا، يعترض الرئيس نبيه برّي عليه ‏بسبب عدم وجود بنى تحتية في المنطقة ولا خطوط نقل، فضلاً عن انه لا يرى حاجة إلى المرحلة المؤقتة التي ‏اقترحتها الخطة السابقة للكهرباء، بمعنى الاستغناء عن البواخر، والتي لم تتحدث عنها الخطة اصلاً‎.‎
‎ ‎
حركة ديبلوماسية
‎ ‎
الى ذلك، لوحظت امس حركة دبلوماسية مكثفة من عدد كبير من السفراء لا سيما الاجانب باتجاه السرايا الحكومي ‏وقصر بسترس ووزارات المالية والداخلية والعدل والاعلام والعمل، منها بروتوكولية للتهنئة والتعارف ومنها ‏لتأكيد دعم لبنان، وتلقى الرئيس دياب دعوة من السفير الاسباني خوسيه ماريا فري لزيارة مدريد، وقال انه ‏مرحب به في أي وقت يريده لزيارة اسبانيا، في حين أجرى وزير الخارجية ناصيف حتي لقاءات مع 9 سفراء، ‏بينهم سفيرة الدانمارك ميريت يوهي التي لفتت الانتباه الى ان الدانمارك من أكبر الدول المانحة للبنان في مجالات ‏عدّة كونه دولة مضيفة للنازحين‎.‎
‎ ‎اما وزير المالية الدكتور غازي وزني، فاجتمع بخمسة سفراء، حيث دار البحث “حول الدعم الذي تقدمه هذه ‏الدول للبنان وشعبه ومؤسساته لتعزيز استقراره الاقتصادي والاجتماعي والسياسي. واكد سفير فرنسا برونو ‏فوشيه، خلال لقائه مع الوزير وزني “وقوف فرنسا إلى جانب لبنان، داعياً الحكومة إلى تنفيذ الإصلاحات ‏المطلوبة‎”.‎
‎ ‎ولم تستبعد مصادر مطلعة ان تكون زيارة السفير فوشيه لها علاقة بالزيارة التي يعتزم موفد فرنسي هو ‏كريستوف فارنو القيام بها إلى بيروت نهاية الشهر الحالي، لوضع المسؤولين اللبنانيين في حقيقة الموقف الفرنسي ‏من الأزمة الحالية‎.‎
‎ ‎وفي هذا السياق، قال مصدر فرنسي رفيع ان فرنسا تريد ان تساعد لبنان ولكن على اللبنانيين ان يساعدوا أنفسهم ‏من خلال محاربة الفساد والايفاء بالتزاماتهم المالية وابعاد خلافاتهم السياسية عن الاستحقاقات المالية، وان تفي ‏الحكومة اللبنانية بالتزاماتها المالية الخارجية حيث ان الدولة اللبنانية قد تأخرت كثيراً عن اجراء مفاوضات مع ‏الدائنين‎.‎
‎ ‎والتقى وزني المنسق الخاص للأمم المتحدة في لبنان، يان كوبيش، الذي أكد “أنّ الأمم المتحدة ستبذل الجهود ‏اللازمة لدعم لبنان في ظل هذه الظروف، متمنياً أن تضع الحكومة اللبنانية إجراءات واضحة لمعالجة الأزمات ‏التي تشهدها البلاد، خاصة على الصعيدين المالي والاقتصادي”. وزار كوبيش أيضا وزير الخارجية السابق ‏النائب جبران باسيل‎.‎
‎ ‎والتقى وزير الداخلية محمد فهمي السفير الروسي الكسندر زاسبيكين، حيث تم التطرق الى المساعدات التي يمكن ان ‏تقدمها روسيا للبنان‎.‎
‎ ‎
زيارة لاريجاني
‎ ‎
وإذا كانت جولات السفراء الأجانب على المسؤولين جزءاً من مهماتهم الديبلوماسية، فإن زيارة رئيس مجلس ‏الشورى في الجمهورية الإسلامية الإيرانية علي لاريجاني إلى بيروت، جاءت مستفزة لقسم من اللبنانيين، ‏خصوصاً وانه كان أوّل مسؤول اقليمي يزور لبنان للتهنئة بالحكومة الجديدة، في ظل انكفاء عربي ودولي عن ‏القيام بهذا الأمر، لاعتبارات تتصل باستمرار النفوذ الإيراني في لبنان عبر “حزب الله” الذي كشفت مصادره ان ‏زيارة لاريجاني كانت مطلوبة ايرانياً منذ فترة في إطار الرد على العقوبات الأميركية، الا ان المسؤولين لم يحددوا ‏موعدها الا بعد ان نالت الحكومة الثقة، فتم التنسيق على ان تكون ضمن جولة تشمل دمشق وبيروت وبغداد التي ‏وصلها مساء‎.‎
‎ ‎وأمل لاريجاني، خلال جولته على المسؤولين والتي شملت الرؤساء الثلاثة والأمين العام لحزب الله السيّد حسن ‏نصر الله، إلى جانب وفد من الفصائل الفلسطينية ان تتمكن حكومة الرئيس دياب من ان تتخطى كافة الصعوبات، ‏مؤكداً كامل الاستعداد للتعاون مع الحكومة اللبنانية في المجالات كافة، مشددا علىان حزب الله ليس ارهابياً ولن ‏نسمح لأي دولة بتصنيفه على قائمة الإرهاب، كما ان الحزب هو رأس مال كبير للبنان الشقيق‎.‎
‎ ‎وسلم لاريجاني الرئيس ميشال عون رسالة من نظيره الإيراني الشيخ حسن روحاني تضمنت تجديد الدعوة ‏الإيرانية لزيارة طهران، واكتفت مصادر مقربة من قصر بعبدا بالبيان الرسمي وما تضمنه من عناوين‎.‎
‎ ‎وفي خلال اللقاء الذي استغرق أكثر من ساعة ونصف الساعة وتخلله مأدبة غداء، قال الرئيس برّي لضيفه ان في ‏الوحدة قوة ولا خيار امام اللبنانيين وامام شعوب المنطقة سوى الاحتكام إلى منطق الوحدة والتلاقي والحوار‎.‎
‎ ‎وأشار لاريجاني، في سياق ندوة صحفية عقدها في مؤتمر السفارة الإيرانية في بيروت، إلى ان بلاده لا تخفي ‏دعمها للمقاومة، وان المفاوضات التي أجراها مع المسؤولين اللبنانيين شملت كل سبل التعاون في مختلف ‏المجالات الصناعية والزراعية والاقتصادية‎.‎
‎ ‎ورداً عل سؤال حول ما إذا كان أي دعم إيراني للبنان قد يقفل الباب على دعم من الغرب قال: “نحن كبلد صديق ‏للبنان نعرب عن كامل استعدادنا لدعمه في كافة المجالات، لكن لا نلزم أحداً بهذا الأمر، والشعب اللبناني ناضج ‏ومقاوم‎”.‎
‎ ‎وشدّد على انّ “لبنان يعاني حالياً من مشكلة في القطاع الكهربائي وبإمكان لبنان الإستفادة من تقديمات إيران لحل ‏المشكلة وكذلك في مجال الأدوية، وإيران لا تسعى لأي نفوذ ولم ندخل خلسة إلى العراق أو سوريا بل حكومتي ‏الدولتين طلبتا رسمياً من إيران التدخل‎”.‎
‎ ‎
جعجع
‎ ‎
في غضون ذلك، قدم رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع قراءة جديدة للتحديات الداخلية واضعاً امام ‏حكومة دياب بعض الأفكار العملية التي بإمكانها ان تتحذ في شأنها قرارات سريعة في مجلس الوزراء تضع حداً ‏للانهيار المالي – الاقتصادي وترسل إشارات إلى جديتها، لكن البارز في الندوة الصحفية التي عقدها أمس هو ‏مخاطبته بالمباشر “حزب الله” على وقع كلام السيّد نصر الله أمس الأوّل والذي دعا فيه إلى تحييد الملف ‏الاقتصادي عمّا هو سياسي، وتشكيل لجنة من الموالاة والمعارضة يتفاهمون من خلالها على دعم الحكومة، مبدياً ‏حذره وخشيته من ان تشكّل الدعوة بداية تهرب من المسؤولية‎.‎
‎ ‎ولاحظ جعجع الذي أيد مطلب الانتخابات المبكرة انه رغم الصورة السوداوية فما تزال هناك إمكانية للانقاذ، ‏مشيراً إلى ان أصول الدولة موجودة وكذلك بناها التحتية وطاقاتها البشرية هائلة، وانه بإمكان هذه المؤسسات ‏استيعاب عشرات الألوف من النّاس خلال شهرين إذا مشت الحكومة بإدارة سليمة‎.‎
‎ ‎ومن بين الاقتراحات الاستغناء عن موظفي الدولة الذين لا يعملون، الجمارك، تعين الهيئة الناظمة للاتصالات ‏وللكهرباء وإدارة شركات دولية، وشركات محلية للقطاعات المنتجة وكل الاتصالات، المرفأ، كازينو لبنان، ‏الميدل ايست لتتحول إلى شركات مساهمة‎.‎
‎ ‎وفي مسألة قيام جبهة سياسية معارضة تضم “القوات” و”المستقبل” والاشتراكي، أوحى جعجع ان الحريري ‏وجنبلاط لا يريدان الذهاب إلى مثل هذه الجبهة، معتبراً ان هناك تفاهماً مع الحريري على المسائل الاستراتيجية ‏والعامة لكننا لسنا متفقين بعد على كيفية إدارة الدولة. )‎
‎ ‎
تحرك الحراك
‎ ‎
وسط هذه الأجواء، استعاد الحراك الشعبي تحركه في الشارع رفضاً للسياسات المالية الحالية لمصرف لبنان، ‏وتعبيراً عن عدم الثقة الحكومة. ونظمت مجموعات من الحراك مساء أمس اعتصاماً امام مبنى المصرف ‏المركزي في شارع الحمراء، بالتزامن مع اجتماع كان يعقده الحاكم رياض سلامة مع جمعية المصارف. وردَّد ‏المتظاهرون هتافات ضد السياسات المالية، وارتفاع سعر صرف الدولار الذي تجاوز أمس سقف الـ2500 ليرة ‏للدولار، ودعوا المواطنين إلى النزول للشارع رفضاً لعمليات التجويع القائمة‎.‎‎ ‎
وانتقل المتظاهرون من امام المدخل الرئيسي للمصرف إلى الباحة الخلفية لجهة الوردية، فلحقت بهم قوة من فرقة ‏مكافحة الشغب إلى الباحة خشية القيام بمحاولات تسلل إلى الداخل، لكن الشباب تابعوا سيرهم في اتجاه شارع ‏الحمراء الرئيسي، منددين بحاكم المركزي وجمعية المصارف، من دون تسجيل إشكالات، لكن غرفة التحكم ‏المروري أفادت ليلاً عن قطع السير على تقاطع برج الغزال باتجاه جسر الرينغ، قبل إعادة فتحه لاحقاً تضامناً مع ‏حراك طرابلس، وقد يكون له علاقة باحالة الناشط ربيع الزين على جنايات جبل لبنان بجرم الحريق العمد ‏للمصارف، واعتباره متوارياً عن الأنظار، مع رفض قاضي التحقيق في جبل لبنان بسّام الحاج استرداد مذكرة ‏التوقيف الغيابية في حقه‎.‎
‎ ‎
وفي طرابلس، قطع متظاهرون طريق البحصاص عند مدخل المدينة الجنوبي بالحجارة والعوائق لبعض الوقت، ‏على اثر وفاة الناشط أحمد توفيق الملقب بـ”علوش” متأثراً بجروح اصيب بها في تشرين الثاني الماضي، خلال ‏الحوادث التي وقعت امام مكتب التيار الوطني الحر في شارع الجميزات‎.‎‎ ‎
ونفذ المحتجون تظاهرة جابت شوارع المدينة ورددوا هتافات أكدت الاستمرار في الانتفاضة حتى تحرير البلد من ‏الفساد‎.‎‎ ‎
واعتبر الوزير السابق اللواء أشرف ريفي وفاة علوش بأنه الشهيد الثالث لثورة 17 تشرين، مؤكداً أن الثورة ‏مستمرة‎.‎

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *