الرئيسية / نشاطات / الجمهورية : البيان الوزاري السبت… وجلسة الثقة ‏مرجّحة الأسبوع المقبل
الجمهورية

الجمهورية : البيان الوزاري السبت… وجلسة الثقة ‏مرجّحة الأسبوع المقبل

كتبت صحيفة “الجمهورية ” تقول : الاهتمام بـ”صفقة القرن”، التي اعلنها الرئيس الاميركي دونالد ترامب، ‏وما سيكون لها من انعكاسات وتداعيات على لبنان، لم يوقف ‏الاستمرار في اعداد البيان الوزاري للحكومة الجديدة، وكذلك الاهتمام ‏في تحضير الخطط اللازمة لمعالجة الأزمة الاقتصادية والمالية ‏المستفحلة.‏
‏ ‏وعلى رغم ذلك، فإنّ “صفقة القرن” التي يتهيّب لبنان من مخاطرها ‏بدأت تحتل حيزاً واسعاً من الإهتمام الداخلي، خصوصا في ظل ما ‏تثيره من مخاوف حول توطين الفلسطينيين في لبنان، وإسقاط حقهم ‏في العودة الى ديارهم المنصوص عنه في القرار الدولي الرقم 194.‏
‏ ‏وقد كان اول ردود الفعل على هذه الصفقة، الموقف الذي اعلنه ‏‏”حزب الله”، الذي اعتبرها “محاولة للقضاء على حقوق الفلسطينيين ‏التاريخية والشرعية”، ووصفها بأنّها “صفقة العار”، مؤكّداً أنّها “لم ‏تكن لتحصل لولا تواطؤ وخيانة عددٍ من الأنظمة العربية الشريكة سراً ‏وعلانيةً في هذه المؤامرة”.‏
استمرت اللجنة المختصة امس في اعداد البيان الوزاري للحكومة، ‏واكّدت مصادر وزارية لـ”الجمهورية”، انّ التوجّه لدى هذه اللجنة، هو ‏إنجاز الصيغة النهائية للبيان، في مهلة لا تتجاوز السبت المقبل. ‏واشارت، الى انّ اللجنة في عملها تقارب في صياغتها، الواقع الداخلي ‏بكل المستجدات التي طرأت عليه منذ 17 تشرين الاول الماضي، على ‏ان تصل الى خلاصات تضمّنها البيان، تستجيب كلياً لمطالب الحراك ‏الشعبي، وكل ما تتطلبه الازمة الاقتصادية والمالية، وترسم خريطة ‏طريق العلاجات المطلوبة”.‏
‏ ‏
ولفتت المصادر، الى “انّ مجلس النواب، وكما تبلّغت الحكومة، على ‏جهوزية لعقد جلسة مناقشة البيان الوزاري والتصويت على الثقة ‏بالحكومة، فور إقرار البيان الوزاري في مجلس الوزراء”.‏
‏ ‏واشارت الى “انّ اللجنة اذا انجزت مهمتها، السبت المقبل، فقد يُقرّ ‏البيان في مجلس الوزراء، مطلع الاسبوع المقبل، على ان يلي ذلك ‏طبعه وارساله الى المجلس لتوزيعه على النواب قبل 48 ساعة من ‏الموعد الذي سيتمّ تحديده لعقد الجلسة، والذي يُرجح ان يكون بين ‏منتصف الاسبوع المقبل، او الثلثاء من الاسبوع الذي يليه، في اعتبار ‏انّ يوم الاثنين سيكون يوم عطلة رسمية لمناسبة عيد شفيع الطائفة ‏المارونية القديس مار مارون.‏
‏ ‏
‏”الجمهورية القوية”‏
‏ ‏
وفي سياق اجتماعاته المفتوحة، يلتئم تكتل “الجمهورية القوية” عصر ‏بعد غد الجمعة لإستكمال المشاورات، خصوصاً بعد تشكيل الحكومة ‏وعشية تحديد موعد جلسة الثقة واتخاذ الموقف في هذا الشأن.‏
‏ ‏
وقالت مصادر التكتل لـ”الجمهورية”، انّه “ينطلق في نقاشه من انّ ‏هذه الحكومة قد شابها خطيئة اصلية، وهي انّها تشكّلت خلافاً ‏لطبيعة المرحلة، لجهة أنّه كان يُفترض أن تتشكّل حكومة اختصاصيين ‏مستقلين بعيدة عن القوى السياسية، وليس على طريقة المحاصصة ‏التي تشكّلت فيها. وفي مطلق الحالات سينظر التكتل في كل هذه ‏المسائل، من اجل اتخاذ الموقف المناسب. ويعتبر أنّ على الحكومة ‏الجديدة ان تسترد الموازنة، لأنّها لا تتناسب ولا تتلاءم مع متطلبات ‏الناس، وأنّ ارقامها لا تتلاءم مع طبيعة الأزمة المالية والاقتصادية ‏وحاجاتها، خصوصاً انّ الوضع في لبنان تدهور بمقدار كبير جداً بين ‏لحظة الاتفاق على الموازنة وبين اقرارها، حيث انّ البلد تراجع ‏دراماتيكياً على المستوى المالي، فضلاً عن انّها لا تتضمن النقاط ‏الإصلاحية المطلوبة. وبالتالي كل هذه النقاط وغيرها المتصلة ‏بالمرحلة المقبلة وسبل مواكبتها والتعامل معها، ستكون محور ‏نقاشات تكتل “الجمهورية القوية”، الذي يعتبر في شكل واضح انّ ‏الاكثرية التي اصرّت على تشكيل حكومة من لون واحد عليها ان ‏تتحمّل مسؤولية قرارها على هذا المستوى، لأنّ البلد كان في حاجة ‏الى حكومة انقاذية خلاصية، تتناسب مع طبيعة المرحلة، وتكون ‏استثنائية في طريقة تشكيلها”.‏
‏ ‏وختمت المصادر: “في مطلق الحالات، انّ الاولوية بالنسبة الى ‏‏”القوات اللبنانية” هي إنقاذ البلد وإنقاذ الجمهورية اللبنانية، وبالتالي ‏لن توفّر وسيلة من اجل تحقيق الانقاذ وتمكين البلاد من الوصول الى ‏شاطئ الامان”.‏
‏ ‏
اجتماعات ماراتونية
‏ ‏
تزامناً مع اعداد البيان الوزاري، وقبل ان تتبلورعناوينه الأساسية، ثبت ‏انّ الشق الإقتصادي والنقدي سيتقدّم على بقية العناوين، ولا سيما ‏منها السياسية والديبلوماسية، وتلك التي تحوّلت مدار جدل في ‏العقدين الأخيرين.‏
‏ ‏وكشفت مصادر وزارية لـ”الجمهورية”، انّ رئيس الحكومة حسان دياب، ‏الذي يقدّم الملف الإقتصادي والنقدي، خصّص اليوم لإجتماعات ‏ماراتونية تحت عنوان “الإنقاذ الإقتصادي”، وسيبدأه صباحاً بلقاء ‏يجمعه بالوزراء الإقتصاديين الأربعة: المال غازي وزني، الاقتصاد راوول ‏نعمه، البيئة والتنمية الإدارية دميانوس قطار والصناعة عماد حب ‏الله، في حضور مجموعة الخبراء الإقتصاديين في رئاسة الحكومة، على ‏ان ينضم اليهم في الإجتماع الثاني رئيس جمعية مصارف لبنان سليم ‏صفير.‏
‏ ‏على ان ينضمّ الى المجتمعين في وقت لاحق وفدان من صندوق ‏النقد الدولي والبنك الدولي، للبحث في ورقة عمل لوضع خريطة ‏طريق تؤدي الى احتواء الأزمة ومحاولة وضع حد فوري لها وفرملة ‏نتائجها المباشرة السلبية، كما على المديين المتوسط والبعيد.‏
‏ ‏
مشاورات
‏ ‏
وكان وزير المال وزني زار القصر الجمهوري امس لاطلاع رئيس ‏الجمهورية ميشال عون على نتائج لقاءاته مع المسؤولين في البنك ‏الدولي وصندوق النقد الدولي، الذين اكّدوا دعم لبنان ومساعدته في ‏المجالات التي يحتاجها. وينطلق النقاش من مضمون الورقة ‏الاقتصادية التي اقرّتها الحكومة السابقة في لقاءات بعبدا الإقتصادية ‏ومضمون تقرير “ماكينزي” وما يمكن تنفيذه في المدى القريب.‏
‏ ‏وعلمت “الجمهورية”، انّ وزني نقل الى عون استعدادات بعثتي ‏البنك والصندوق الدوليين لمساعدة لبنان في البرامج التي تخدم ما ‏تحتاجه شريحة واسعة من اللبنانيين التي تعيش تحت خط الفقر، ‏ودعم بعض البرامج الحرفية والصناعية الصغيرة بهدف مواجهة الأزمة ‏الإجتماعية والتخفيف من آثارها على اللبنانيين. وقبل 24 ساعة على ‏هذه اللقاءات، التقى دياب امس رئيس جمعية مصارف لبنان سليم ‏صفير وعرض معه للاوضاع المالية والمصرفية والتحضيرات الجارية ‏لاجتماعات اليوم.‏
‏ ‏
سلامة والقضاء والصيارفة
‏ ‏
وعلمت “الجمهورية”، انه واستكمالاً للتدابير الخاصة بعمل الصيارفة ‏ووضع حد للفلتان، عقب كتاب حاكم مصرف لبنان الى النيابة العامة ‏المالية لملاحقة الصيارفة المخالفين لقرار وضع حد لاسعار الدولار في ‏السوق خارج المصارف، ترأس سلامة اول أمس اجتماعاً ضمّه الى ‏رئيس لجنة الرقابة على المصارف سمير حمود والنائب العام المالي ‏علي إبراهيم ونقيب الصيارفة محمد المراد. وخُصّص الاجتماع للبحث ‏في الإجراءات التي ستواكب قرارات ابراهيم، الذي اوقف امس ستة ‏صيارفة رهن التحقيق في المخالفات المرتكبة وسبل ضبط السوق ‏النقدي قدر الإمكان.‏
‏ ‏
بري مرتاح
‏ ‏
وعلى صعيد الموازنة، أبدى رئيس المجلس النيابي نبيه بري ارتياحه ‏الى تمكّن المجلس من إقرار موازنة 2020 ضمن المهلة القانونية، أي ‏قبل نهاية كانون الثاني الجاري، “وإلّا لكنا دخلنا في الصرف على ‏القاعدة الاثني عشرية”.‏
‏ ‏وكرّر بري التأكيد “انّ الجلسة دستورية وقانونية، وكل كلام خلاف ذلك ‏ليس في مكانه على الاطلاق، خصوصا ان الدستور ينصّ صراحة على ‏انّه عند استقالة الحكومة أو اعتبارها مستقيلة يصبح مجلس النواب ‏حكماً في دورة انعقاد استثنائية حتى تأليف حكومة جديدة ونيلها ‏الثقة. وبالتالي له حق الانعقاد والتشريع”.‏

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *