الرئيسية / أخبار مميزة / دياب: سأتوسع في المشاورات لتشمل القوى والأحزاب والحراك لننطلق بحكومة فاعلة
حسان دياب

دياب: سأتوسع في المشاورات لتشمل القوى والأحزاب والحراك لننطلق بحكومة فاعلة

امل رئيس الحكومة المكلف الدكتور حسان دياب أن تحظى الحكومة بثقة النواب وانها ستكون “بمستوى تطلعات اللبنانيين: تلامس هواجسهم، وتحقق مطالبهم، وتطمئنهم إلى مستقبلهم، وتنقل البلد من حالة عدم التوازن التي يمر بها، إلى مرحلة الاستقرار، عبر خطة إصلاحية واقعية لا تبقى حبرا على ورق، وإنما تأخذ طريقها إلى التنفيذ سريعا “.

وشدد على انه سيبدأ مشاوراته النيابية يوم السبت المقبل، كما ستشمل مشاوراته ايضا القوى والأحزاب السياسية والحراك الشعبي، واوضح انه سيستمع لكل الآراء ليتم الانطلاق بحكومة فاعلة تستند إلى إرادة شعبية. وتوجه الى اللبنانيين بالقول: “ان انتفاضتكم أعادت تصويب الحياة السياسية في لبنان، وأنكم تنبضون بالحياة ولا تستسلمون لليأس، وأنكم أنتم مصدر السلطات فعلا لا قولا.”

موقف الرئيس دياب جاء بعد انتهاء الاستشارات النيابية الملزمة، حيث عقد لقاء بين الرئيس عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري الذي اطلع من رئيس الجمهورية على نتيجة الاصوات النيابية، قبل ان يتم استدعاء الدكتور دياب قرابة السادسة مساء للانضمام الى الاجتماع، قبل ان يتحول ثنائيا اثر مغادرة الرئيس بري.

كلمة الرئيس المكلف
وبعد انتهاء اللقاء بين الرئيس عون ورئيس الحكومة المكلف، ادلى الدكتور دياب بالتصريح التالي:” تبلغت من فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون نتائج الاستشارات النيابية الملزمة، وفقا للدستور، وتكليفي بمهمة تشكيل الحكومة العتيدة.
بداية، أتوجّه بالشكر العميق إلى فخامة الرئيس، وإلى السادة النواب على هذه الثقة التي منحوني إياها، والشكر موصول أيضا إلى جميع السادة النواب على أمل أن نستطيع الحصول على ثقتهم عندما ننجز تشكيل الحكومة التي سأعمل، بالاتفاق مع فخامة الرئيس، واستنادا إلى الدستور، لتكون حكومة بمستوى تطلعات اللبنانيين: تلامس هواجسهم، وتحقق مطالبهم، وتطمئنهم إلى مستقبلهم، وتنقل البلد من حالة عدم التوازن التي يمر بها، إلى مرحلة الاستقرار، عبر خطة إصلاحية واقعية لا تبقى حبرا على ورق، وإنما تأخذ طريقها إلى التنفيذ سريعا. وسوف أعمل جاهدا لتشكيل الحكومة في أسرع وقت ممكن، من خلال التشاور مع رؤساء الحكومات السابقين الذين سأستفيد من آرائهم ونصائحهم ومع الكتل النيابية وسائر النواب. سأتوسع في المشاورات التي سأجريها لتشمل القوى والأحزاب السياسية، وأيضا الحراك الشعبي. سأستمع لكل الآراء لكي ننطلق بحكومة فاعلة تستند إلى إرادة شعبية.

أيها اللبنانيات واللبنانيون، إن المرحلة دقيقة جدا وحساسة، وتتطلب جهدا استثنائيا وتضافر جميع القوى السياسية، في الحكومة وخارجها، فنحن نواجه أزمة وطنية لا تسمح بترف المعارك السياسية والشخصية، وإنما تحتاج إلى وحدة وطنية تحصن البلد وتعطي دفعا لعملية الإنقاذ التي يجب أن تكون أولوية في حسابات الجميع، بهدف الخروج من حالة الشك التي وصلنا إليها، إلى حالة اليقين واستعادة ثقة اللبنانيين بوطنهم، عبر إعطائهم الثقة بمستقبلٍ واعد.

أيها اللبنانيون، إنني ومن موقعي كمستقل، أتوجه اليكم بصدق وشفافية، أنتم الذين عبرتم عن غضبكم ووجعكم، لأؤكد أن انتفاضتكم أعادت تصويب الحياة السياسية في لبنان، وأنكم تنبضون بالحياة ولا تستسلمون لليأس، وأنكم أنتم مصدر السلطات فعلا لا قولا. على مدى 64 يوما، استمعت إلى أصواتكم التي تعبر عن وجع مزمن، وغضبٍ من الحال التي وصلنا إليها، وخصوصا من استفحال الفساد. وكنت أشعر أن انتفاضتكم تمثلني كما تمثل كل الذين يرغبون بقيام دولة حقيقية في لبنان، دولة العدالة والقانون الذي يطبق على الجميع. هذه الأصوات يجب أن تبقى جرس إنذار بأن اللبنانيين لن يسمحوا بعد اليوم بالعودة إلى ما قبل 17 تشرين الأول، وأن الدولة هي ملك الشعب، وأن بناء المستقبل لا يكون إلا بالتفاعل مع مطالب الشعب.
أيها اللبنانيون، جهودنا جميعا يجب أن تتركز على وقف الانهيار، وعلى استعادة الثقة، وعلى صون الوحدة الوطنية عبر تثبيت جسور التلاقي بين جميع فئات الشعب اللبناني، وعلى حماية أرضنا وثرواتنا الوطنية، برا وبحرا. إن التمسك بالحريات العامة هو صمام أمان لحماية ورشة الإنقاذ، وأي سلطة لا تحتكم للشعب هي سلطة منفصلة عن الواقع وتعيش في برجٍ عاجي، ولن تستطيع حماية البلد. من هنا، أدعو اللبنانيين، في كل الساحات والمناطق، إلى أن يكونوا شركاء في إطلاق ورشة الإنقاذ.

إن الاستقرار، السياسي والأمني، هو اليوم ضرورة قصوى، وهو حجر الزاوية في حماية البلد، ولذلك فإنني أتوجّه بالتحية إلى الجيش اللبناني، وإلى قوى الأمن الداخلي، وجميع الأجهزة العسكرية والأمنية، قيادة وضباطا وأفرادا، على الجهد الذي يبذلونه لحماية الاستقرار. كما أشكر الإعلام اللبناني الذي أكد أنه منارة هذا الشرق، وأدعوه إلى أن يكون شريكا معنا في عملية الإنقاذ.

أجدد شكري للجميع، وأتوكل على الله في مهمتي، فهو حسبي ونعم الوكيل.”

حوار مع الصحافيين
وبعد القائه البيان، سئل الرئيس دياب عن كيفية تطبيقه لمبدأ ان الشعب هو مصدر السلطات في حين ان الشارع يعبر الآن عن رفضه له، فأجاب: “اولا ستكون لنا فرصة كبيرة للتحدث الى الاعلام في مناسبات عدة، اليوم نحن في صدد العمل وليس الكلام. في موضوع الميثاقية السؤال هو هل هي دستورية ام لا. لو لم تكن دستورية لم نكن لنصل الى ما وصلنا اليه.انا مستقل كما ذكرت، وتاليا الجميع سيكونون موجودين في الحكومة”.

سئل: هل تعني الاحزاب السياسية؟

فأجاب: “انا لم اقل الاحزاب السياسية. انا رجل اختصاصي، وتاليا الاختصاصيون لهم الاولوية، ولكن يجب ان تعطوني فرصة كي استشير الجميع. وكي لا ننتظر الى يوم الاثنين، طلبت من دولة الرئيس بري ان نبدأ الاستشارات يوم السبت”.

سئل: هل تمتلك تصورا لكيفية الخروج من الازمة الحالية؟

اجاب:” الناس لا يلامون على الوضع الذي وصلنا اليه، وليس غريبا انهم وصلوا الى الحالة التي وصلوا اليها. الناس يعانون منذ فترة طويلة. نعم، سنرى ما هي الاجراءات والسياسة المالية المطلوبة لحل هذه الازمة. ولكن يجب ان تعطوني فرصة للعمل”.

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *