الرئيسية / سياسة / “نداء الوطن”: مبادرة ماكرون “خلال أسبوعين”… حكومة وإصلاحات سريعة الشعب “سيّد نفسه‎”‎
نداء الوطن

“نداء الوطن”: مبادرة ماكرون “خلال أسبوعين”… حكومة وإصلاحات سريعة الشعب “سيّد نفسه‎”‎

كتبت صحيفة “نداء الوطن ” تقول : لم يكن تفصيلاً ما شهدته ساحة النجمة بالأمس، فالشعب الذي “قلب الطاولة” على مجلس الوزراء عاد ليقلبها على ‏مجلس النواب فأوقعه لأول مرة مكرهاً في فخ التعطيل، الذي لطالما اعتاد أن ينصبه طوعاً لنفسه تحت شعار “المجلس ‏سيّد نفسه” كلما تعارضت مصالح السياسيين… حتى جاءت “ثورة 17 تشرين” لتعيد تصويب البوصلة إلى وجهتها ‏الصحيحة: الشعب هو سيّد نفسه والمصدر الشرعي الوحيد للسلطات والوكالة التي يمنحها لممثليه ليست من النوع غير ‏القابل للعزل‎.‎
‎ ‎
فقط 4 نواب، إلى رئيس المجلس النيابي نبيه بري، استطاعوا تسجيل حضورهم في سجل حضور المجلس بعدما أحكم ‏الثوار الطوق على الطرق المؤدية إلى ساحة النجمة، ما حال دون وصول النواب الذين كانوا يعتزمون المشاركة في ‏جلسة التشريع وفي طليعتهم نواب “التيار الوطني الحر” و”حزب الله” الذين شوهد منهم النائب علي عمار وهو يشق ‏طريقه على متن دراجة نارية إلى البرلمان. طار نصاب جلستي اللجان والتشريع تحت ضغط الشارع، فعالج بري تعذّر ‏انعقاد الأولى بـ”التمديد” والثانية بـ”التأجيل”، بينما سربت أجواؤه مساءً معلومات عن شعوره بطعنة في الظهر من ‏قبل “الاشتراكي” و”المستقبل” لمقاطعة كتلتيهما الهيئة العامة، ما أفقدها النصاب القانوني للانعقاد‎.‎
‎ ‎
وفي حين من المفترض ألا تتأخر “ردة الإجر” التشريعية في التبلور حكومياً من جانب رئيس المجلس، يبدو رئيس ‏الجمهورية ميشال عون قاب قوسين من تحديد موعد الاستشارات النيابية الملزمة خلال الساعات الـ48 المقبلة، وهو قد ‏مهّد لذلك بأن حسم أمس شكل الحكومة التي ستحظى بتوقيعه مشترطاً مسبقاً على الرئيس المكلف أن تكون تشكيلته ‏‏”سياسية” مطعمة بتكنوقراط وممثلين عن الحراك، علماً أنّ مصادر مواكبة لتوجهات قصر بعبدا أفادت “نداء الوطن” ‏بأنّ عون بات يميل إلى استبعاد الحريري عن التشكيلة الحكومية المقبلة في حال إصراره على صيغة ‏‏”الاختصاصيين”، وذلك عبر خيارات عدة تتفاوت بين الاتفاق مع الحريري على اسم بديل عنه لترؤس تشكيلة “تكنو ‏‏- سياسية”، وبين الذهاب إلى خيار حكومة أكثرية من قوى 8 آذار بوصفه “آخر الدواء”، وهو ما ألمحت إليه قناة ‏‏”أو تي في” في مقدمة نشرتها المسائية أمس، بحديثها عن إمكانية اللجوء إلى “خيار أخير يقضي بالذهاب الى حكومة ‏أكثرية، خصوصاً أنّ هناك فريقاً يملك الأكثرية في مجلس النواب”، وفق ما جاء في معلومات القناة العونية‎.‎
‎ ‎
في الغضون، يبدو على المستوى الدولي أنّ عواصم القرار لا تبدي أي حماسة لمساعدة لبنان قبل أن يبلور اللبنانيون ‏أنفسهم إطاراً معيناً لحل الأزمة الراهنة، ينطلق من احترام الآليات الدستورية التي تفرض إجراء رئيس الجمهورية ‏الاستشارات النيابية الملزمة لاختيار رئيس مكلف تشكيل الحكومة العتيدة. وفي هذا الإطار، نقلت الزميلة رندة تقي ‏الدين عن مصادر متابعة للملف اللبناني في باريس لـ”نداء الوطن”، أنّ الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون يعتزم القيام ‏بمبادرة على الصعيد الدولي بشأن لبنان خلال الأسبوعين المقبلين، تهدف إلى دفع اللبنانيين نحو تشكيل حكومة جديدة ‏تحاكي تطلعات الشعب وتتولى القيام بالإصلاحات المطلوبة بأسرع وقت ممكن‎.‎
‎ ‎
وكانت باريس قد شهدت اجتماعاً فرنسياً – أميركياً – بريطانياً تناول تطورات المنطقة وفي طليعتها لبنان (ص 5)، ‏كشف في إثره مسؤول في الإدارة الأميركية لـ”نداء الوطن” أنّ دعم لبنان مرهون بتنفيذ الحكومة الجديدة الإصلاحات ‏المرتبطة بـ”سيدر”، مشدداً على أنّ واشنطن متفقة مع باريس ولندن على وجوب أن تستجيب الحكومة اللبنانية ‏مطالب الشعب الشرعية، وكاشفاً عن حزمة عقوبات أميركية جديدة قيد الإعداد تطاول أشخاصاً مرتبطين بالفساد ‏وبدعم “حزب الله‎”.

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *