الرئيسية / بحوث ودراسات / لن نفرط بالامانة
امانة

لن نفرط بالامانة

الصحافة اللبنانية – كما الحياة – في تطور دائم. تواكب الجديد. تقتبس ما ينبغي اقتباسه وتخضعه لخصوصيتها، فيتحول الى أداة تخدم أغراضها في التقدم والنمو على جميع الصعد.
ولا اكون مغالياً اذا قلت ان الصحافة عندنا كانت الأسبق الى الأخذ باسباب الحداثة والمعاصرة، وافادت الى حدّ بعيد من “ثورة المعلومات” التي شكلت قاعدة للإنطلاق نحو الألفية الثالثة بقوة وثبات. ولا أخال ان أيّ مراقب موضوعي لا يلاحظ مقدار التقدم الذي أحرزته صحافتنا اللبنانية، ولا يتوقف عند المهارات التي اكتسبها صحافيونا ، ولاسيما جيل الشباب الذي اثبت حضوره لا في وطنه فحسب، بل في البلدان العربية التي ساهم وما يزال في نهضة صحافتها وإعلامها ، والمهاجر البعيدة والقريبة التي يشغل فيها مواقع متقدمة .
ان مناخات الحرية التي يتمتع بها لبنان أوجدت بيئة ملائمة لنمو الصحافة والإعلام، وهي مناخات نصر على استمرارها وعدم المس بها تحت أي ذريعة. فقد ناضلنا كثيراً حتى عدلّنا احكاماً في المرسوم 104 كانت تكبّل الصحافة وتقيدها. ومن نتائج هذا التعديل إلغاء التوقيف الإحتياطي وعقوبة السجن للصحافي، وعدم تعطيل الصحف، وحصر المراجعة القضائية العائدة لهذا القطاع بمحكمة المطبوعات. وهذا الإنجاز لم يأت عنواً ولا أقّر عبثاً، بل كانت محصلة جهاد موصول ومتابعة دؤوب ومواقف حازمة متضامنة من قبل الأسرة الصحافية والإعلامية في قطاعيها: المكتوب والمرئي والمسموع. ونحن اليوم اكثر ما نكون تمسكاً بهذه المكاسب ولا نقبل أيّ مساس بها من قريب او من بعيد أياً تكن الحجة والدوافع والمبرّرات. فالحرية دفعنا ثمنها دماً. وليس من قبيل الصدفة ان يكون معظم شهداء الوطن الذين علقوا على عوائد المشانق في الساحة التي تحمل اسمهم، من الصحافيين والكتاب الذين قاموا بأدوار بارزة في إضرام نار الثورة على الظلم والجور والطغيان، وأوقدوا شعلة المعرفة في عتمة ليل الجهل والتجهيل. فنحن لن نفرط بهذه الأمانة ولابهذا التراث.
ان مجلة “دراسات لبنانية” التي تعود الى الصدور بعد سنوات من التوقف، ستأخذ دورها على صعيد اتحاف المكتبة الصحافية اللبنانية بابحاث ودراسات متخصصة ومعمقة تتصل بالمهنة من جميع جوانبها: القانونية، الإنشائية، التقنية والتوثيقية. وهي ستشكل من دون شك ثبتاً مرجعياً يعود اليه الباحثون والدارسون. وان عملاً كهذا يسدّ ثغرة لا بد من سدها في مهنتنا التي تحتاج الى من يواكبها ويرصد تطورها ويلفت الى ما يعتورها من نواقص.
ونحن إذ نهنيء رئيس مركز الدراسات في وزارة الإعلام الزميل خضر ماجد على استئناف صدور هذه المجلة، نعاهده بالوقوف الى جانبه لتحقيق الكثير من الأهداف التي يطمح الى تحقيقها والوصول الى ما يرتجيه ويأمل من هذه الدراسات التي ستضمها المجلة التي شاء ان يعيدها مشكورة الى دائرة الحياة .

وستبقى الصحافة والعاملون فيها علامة فارقة للبنان وطن الحرية والكلمة .

وزارة الاعلام اللبنانية
اعداد: ملحم كرم – نقيب المحررين

اضغط هنا لقراءة المزيد

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *