الرئيسية / الخارطة الإعلامية / مديرية الدراسات والمنشورات / دراسة: الدول الحارة بحاجة إلى اقتصاديات أكبر من البلدان الباردة، حتى تتحمل درجات حرارة عالية
حار

دراسة: الدول الحارة بحاجة إلى اقتصاديات أكبر من البلدان الباردة، حتى تتحمل درجات حرارة عالية

صرحت لجنة برلمانية بريطانية إن موجة ارتفاع درجات الحرارة الحالية قد تكون هي الطبيعية خلال فترات الصيف في البلاد بحلول 2040 بسبب التغير المناخي.

وحذرت لجنة التدقيق البيئي من وفاة 7000 شخص كل عام في بريطانيا بحلول 2050 إن لم تتخذ الحكومة الإجراءات اللازمة بسرعة.

وقد تفضي درجات الحرارة المرتفعة ببعض الناس إلى مواجهة خطر الموت من أمراض القلب والكلى والجهاز التنفسي.

وقال أعضاء اللجنة إن على الوزراء التصرف لحماية الناس، خاصة مع تزايد أعداد كبار السن في بريطانيا.

ويختلف العلماء إن كان ارتفاع درجات الحرارة الحالي عالميا هو بالفعل نتيجة التغير المناخي.

لكنهم جميعا يتفقون على أن موجات الحرارة في المستقبل ستكون أشد، وأكثر تكرارا بسبب انبعاث الكربون.

وأشار أعضاء اللجنة إلى تحذير مكتب الأرصاد في بريطانيا من أن درجات حرارة الصيف في بريطانيا قد تبلغ بانتظام 38 درجة بحلول 2040 وما يليها.

وقالت الحكومة إنها ملتزمة بتخفيض انبعاثات الكربون، وإن كانت لا تسير في المسار الصحيح لتحقيق هذا الهدف.

كما وقال أعضاء البرلمان إن الخطط الحالية لن توقف زيادة ارتفاع درجات الحرارة، وإن على الوزراء أن يكونوا أكثر حنكة بشأن الوقاية من درجات الحرارة في بريطانيا.

وأضافوا أن هناك حاجة إلى قواعد أشد صرامة للتعامل في المنازل وشبكات المواصلات مع الحرارة الزائدة.

 

وأن على المجالس البلدية المحلية زرع الأشجار والحفاظ على المناطق الخضراء لتبريد الهواء.

وخلال موجة ارتفاع الحرارة في 2003 ارتفعت نسبة الوفيات في دور الرعاية في أجزاء من بريطانيا بنسبة 42 في المئة.

ويريد أعضاء البرلمان فحص المستشفيات ودور الرعاية للتأكد من أنها تستطيع مواكبة الدرجات المرتفعة من الحرارة.

وقالت رئيسة اللجنة، ماري كريه: “تهدد موجات الحرارة الصحة، ورفاهية الأفراد وإنتاجهم. ويجب على الحكومة أن تطور استراتيجية مع المجالس المحلية وهيئة التأمين الصحي لحماية كبار السن من هذه الزيادة الخطرة“.

وذكرت اللجنة إن حالة تأهب الحكومة بالنسبة إلى موجة الحرارة تطبق فقط من يونيو/حزيران إلى سبتمبر/أيلول، ولذلك لا يحذر الأشخاص الضعفاء من موجات الحرارة في غير تلك الأوقات.

وقال أعضاء اللجنة إن حالة التأهب لا يعمل بها إلا إذا بلغت الحرارة 30 درجة مئوية، وإن كان مكتب الصحة العامة في انجلترا يقول إن حالات الوفاة المرتبطة بدرجات الحرارة تبدأ من 25 درجة مئوية.

وفي بريطانيا تحدث حالات وفاة كثيرة يمكن منعها، بسبب الطقس البارد أكثر من الطقس الحار، لكن الحكومة لم تحقق أهدافها فيما يتعلق بتركيب عوازل في المنازل.

وإذا أصبح الشتاء في بريطانيا أكثر دفئا، كما يتوقع، فقد تنخفض نسبة الوفيات بسبب البرد. ولكن في عام مثل عامنا هذا عانت بريطانيا من درجات شديدة البرودة ودرجات شديدة الحرارة.

وسوف تزيد الأعباء الصحية المرتبطة بدرجات الحرارة الزائدة أو الباردة في المستقبل خاصة بين كبار السن من السكان.

 

وأشارت منظمات خيرية إلى أن التحديات التي تواجهها بريطانيا من موجات ارتفاع الحرارة في المستقبل تتضاءل مقابل ما ستواجهه البلدان الفقيرة، التي لم تتسبب في أزمة المناخ.

 

واشارت دراسة أجراها البروفيسور ريتشارد تول في جامعة ساسيكس إلى أن الدول الفقيرة قد تشهد – كما يحتمل – تباطؤا في نموها الاقتصادي لأنها تعتمد على الزراعة والعمل خارج المنازل.

وقالت الدراسة إن الدول ذات المناخ الحار بحاجة إلى اقتصاديات أكبر ثلاثة أضعاف من البلدان الباردة، حتى تتحمل أي زيادات كبيرة في درجات الحرارة.

وقال تول إن على متخذي القرار في تلك البلدان أن يسعوا إلى تقليص الفقر، باعتبار ذلك عاملا مهما في مواجهة المناخ.

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *