الرئيسية / سياسة / الشرق الأوسط: لبنان الرسمي ينطلق بخطوة إعادة النازحين برعاية روسية ـ ‏أميركية.. الحريري شكَّل لجنة لوجيستية.. وحراك على خط مفوضية اللاجئين
ملف النازح

الشرق الأوسط: لبنان الرسمي ينطلق بخطوة إعادة النازحين برعاية روسية ـ ‏أميركية.. الحريري شكَّل لجنة لوجيستية.. وحراك على خط مفوضية اللاجئين

كتبت صحيفة “الشرق الأوسط ” تقول : بدأت الحكومة اللبنانية الخطوة الرسمية والعملية الأولى لإعادة النازحين ‏السوريين، اعتماداً على رعاية روسية وأميركية تكفل أمن النازحين في بلادهم، ‏خلافاً للمسارات السابقة التي كانت الحكومة بعيدة عنها، تمهيداً لحل شامل ‏للأزمة المتفاقمة، تحظى بإجماع سياسي لبناني، وتُحاط بضمانات دولية، في ‏وقت كشف وزير شؤون النازحين، أن دور المفوضية أساسي “ونحن بانتظار ‏موقفها الذي سيصدر هذا الأسبوع‎”.

وبعد الإعلان عن المبادرة الروسية القائمة على تشكيل لجنة روسية – لبنانية ‏تعمل بالتنسيق مع الأمم المتحدة لحل ملف النزوح السوري، يعقد وزير الخارجية ‏في حكومة تصريف الأعمال جبران باسيل، لقاءات مع المسؤولين الأميركيين ‏على هامش مشاركته في مؤتمر “تعزيز الحرية الدينية”، في واشنطن، ويبحث ‏ملف اللجوء السوري ضمن ملفات أخرى ستُطرح خلال اللقاءات، في مسعى ‏يبدو أنه مكمِّل لمسار رئيس الحكومة‎.

وأكد مصدر رسمي لبناني لـ”الشرق الأوسط”، أن لبنان لا يزال على موقفه ‏الداعي لحل شامل لأزمة النازحين، يتمثل في عودتهم، مشدداً على أنه “لا حل ‏مستداماً إلا بالعودة الطوعية والكاملة والشاملة والكريمة والآمنة للنازحين ‏السوريين”، داعياً إلى تشجيعها، ومتعهداً بأن لبنان “سيوفر كل السبل لتحقيق ‏العودة الكاملة والكريمة والآمنة، وتوفير كل السبل لإنجاحها‎”.

وتحظى الخطوة اللبنانية بإجماع لبناني على تأييدها، إذ لفت ما أكّده رئيس حزب ‏‏”القوات اللبنانية” سمير جعجع أمس، أن “هناك ترتيباً يعدّ بين الروس ‏والأميركيين لإعادة نحو مليوني نازح سوري إلى أراضيهم بضمانة روسية – ‏أميركية وترتيبات روسية عملية على الأرض في سوريا”. وأشار إلى أن “هذا ‏خبر سارّ بالنسبة إلينا كلبنانيين، ومن المهم جداً أن تستفيد الدولة اللبنانية من هذه ‏الفرصة من أجل أن يستفيد لبنان بأقصى ما يمكن من هذا الاتفاق‎”.

وأشار جعجع، في تصريح له، إلى أن “الظروف والصدف شاءت أن يكون ‏لوزير الخارجية جبران باسيل زيارة مطلع الأسبوع المقبل لواشنطن، حيث ‏ستكون لديه فرصة كبيرة للتفاهم مع المسؤولين الأميركيين ومن ثم الروس بشأن ‏طلب لبنان إعطاء الأولوية لإعادة النازحين السوريين الموجودين على ‏أراضيه”. وقال: “من المهم جداً ألا نفوِّت هذه الفرصة على أنفسنا، وأن تقوم ‏وزارة الخارجية اللبنانية بكل الاتصالات اللازمة من أجل تحقيق الهدف ‏المنشود”. وأعلن تأييده لـ”جهود الوزير جبران باسيل لتحقيق الخرق المطلوب ‏في لحظة مواتية وفي ملف بات يشكل أولوية ضمن الأولويات اللبنانية‎”.

لكن الزيارة التي يقوم بها باسيل، ليست ثنائية أو مخصصة لبحث هذا الملف، ‏بالنظر إلى أن أولوياته يتصدرها عنوان المؤتمر الذي يناقش الحريات الدينية. ‏وستعقد على هامش المؤتمر لقاءات مع مسؤولين أميركيين تتطرق إلى عدة ‏ملفات، وفي مقدمها قضية عودة النازحين‎.

ويطالب لبنان بضمانات إضافية من الدول الكبرى تتعلق بأمن النازحين العائدين، ‏وهو مسعى يكرس المطلب اللبناني الذي تطالب حكومته منذ وقت طويل بأن تتم ‏العودة عبر الأمم المتحدة. وقال وزير الدولة لشؤون النازحين، معين ،المرعبي ‏لـ”الشرق الأوسط” أن جميع الأطراف اللبنانية “تتفق على عودة النازحين إلى ‏منازلهم بشكل طوعي وآمن وكريم، ولا اعتراض على هذا الأمر”، مشدداً على ‏أنه “يُسجّل للرئيس المكلف تشكيل الحكومة سعد الحريري الجهد الذي قام به” ‏على خط التواصل مع روسيا لإعادة النازحين‎.

وأشار المرعبي إلى أن الحكومة “تكرر منذ وقت طويل دعواتها لبحث ملف ‏العودة مع المجتمع الدولي والدول العظمى التي تستطيع أن تؤمن ضمانة ‏للاجئين مثل روسيا وأميركا، ويبدو أن أفكاراً جديدة تبلورت أخيراً”، لافتاً إلى ‏أن التوقيت يشير إلى تفاهم بين الرئيسين الأميركي والروسي بعد قمتهما الثنائية ‏في هلسنكي‎.

وقال المرعبي: “بعد هلسنكي، انطلقت فكرة التنسيق بين الروس والأميركيين ‏ولبنان والمفوضية العليا لشؤون اللاجئين، ويبدو أن المطروح انضمام أطراف ‏أخرى من أجل تنسيق الجهود ومناقشة كيفية تأمين العودة الطوعية والكريمة ‏للاجئين‎”.

وأكد أنه بعد عودة الحريري من زيارته الخارجية وخلال اليومين المقبلين، ‏‏”سيبحث في تشكيل لجنة فنية”، وهي لجنة روسية – لبنانية تعمل بالتنسيق مع ‏الأمم المتحدة لإعادة النازحين. وقال: “اللجنة لن تكون سياسية، بل أمنية، بالنظر ‏إلى أن الحكومة اللبنانية ترفض التعاطي مع النظام السوري بالشكل المباشر، ‏وتفوض هذا الموضوع كما تجري الأمور حالياً للأجهزة المعنية” في إشارة إلى ‏المديرية العامة للأمن العام التي تتابع الأمور مع الجهات المختصة لتأمين ‏متطلبات العودة‎.

وقال: “اليوم بات واضحاً أمام الحكومة اللبنانية أن هناك جهة ضامنة، قوية، ‏تستطيع توفير الحماية للعائدين، فلا مانع من العودة”، مشدداً على أن دور ‏المفوضية السامية لشؤون اللاجئين “أساسي، ونحن بانتظار موقف منها ‏بالموضوع”. وكشف أن مسؤولة المفوضية في لبنان “تقوم بالمباحثات الآن مع ‏المفوضية العليا في جنيف وسوف تصدر موقفاً حول هذا التوجه خلال اليومين ‏المقبلين”، مشدداً على “أننا نعتمد على المفوضية العليا ورأيها وإمكانيات تأمين ‏ضمانة لهؤلاء النازحين”، معرباً عن أمله توفير الحماية “ما دام الروس ‏والأميركيون لهم دور في الحماية وردع أي جهة تحاول الاعتداء على ‏العائدين‎”.

وقال المرعبي إن المسار الحالي الرسمي، وهو الأول من نوعه لإعادة ‏النازحين إلى بعض المناطق الآمنة في سوريا وليس كلها، “يُعوَّل عليه، كون ‏التعاطي يتم مع دول كبرى، ولا يتم التعاطي مع النظام السوري أو الميليشيات ‏الموالية له”، لافتاً إلى أن المسارات السابقة، مثل مبادرة “حزب الله” لإعادة ‏النازحين، أو المبادرات الفردية السورية لإعادتهم إلى مناطقهم أنشئت لتقويض ‏دور الدولة وتعزيز دورٍ لتغيير وجهها الحقيقي”، مشدداً على أن تدخلهم ‏‏”زعزع الثقة بموضوع العودة، تثبيتاً للتهجير القسري الذي اتّبعوه في سوريا‎”.

وكانت روسيا قد اقترحت على الولايات المتحدة التعاون لضمان عودة اللاجئين ‏إلى سوريا، بعد أيام على قمة بين فلاديمير بوتين ودونالد ترمب، كما ذكرت ‏وزارة الدفاع الروسية، الجمعة. وأكد وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، ‏أنه “من المهم بالنسبة إلى العالم أنه في الوقت المناسب، ومن خلال آلية ‏طوعية، أن يتمكن هؤلاء اللاجئون من العودة إلى بلدهم‎”.
‎‎
‎- ‎باسيل يبحث ملف اللاجئين والحدود الجنوبية على هامش زيارته لواشنطن‎

قال هادي الهاشم، مدير مكتب وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال ‏اللبنانية جبران باسيل، إن هدف زيارة باسيل لواشنطن هي المشاركة في مؤتمر ‏يناقش تعزيز الحرية الدينية، وعلى هامشها ستُعقد لقاءات مع مسؤولين في ‏الخارجية الأميركية، مشيراً إلى أن موضوع المؤتمر “يقع في أولويات باسيل ‏كونه يسعى للحفاظ على الأقليات والتنوع في الشرق، بعد قرار الكنيست ‏الإسرائيلي، وهو ما يجعل لبنان آخر معقل للتعددية في الشرق الأوسط بالنظر ‏إلى أنه لا طابع دينياً أو طائفياً للبنان‎”.

وقال الهاشم لـ”الشرق الأوسط”: “همنا الأول أن نبرز لبنان كحاضنة للثقافات ‏والتعددية والتنوع، وهو مثال يعزز السلام ويثبت القدرة على التعايش، في مقابل ‏الأحادية التي تنشئ مكاناً للتطرف والإرهاب”. وقال إن التعددية، بعد قرار ‏الكنيست الإسرائيلي الأخير، سيكون خط الدفاع الأول في وجه التطرف وأول ‏سد بوجه الإرهاب، ويمنع التقاتل على أساس ديني، بهدف إحلال السلام‎”.

ومع أن هذا الملف يتصدر الأولوية، سيبحث باسيل في لقاءاته قضية النازحين، ‏إضافة إلى قضايا لبنانية أخرى مثل حماية الحدود، والمبادرة الأميركية لترسيم ‏الحدود الجنوبية، وعدم المس بولاية قوات حفظ السلام العاملة في الجنوب ‏‏”يونيفيل”، وعدم تخفيض المساعدات الأميركية للجيش اللبناني، و”هي هواجس ‏سيطرحها الوزير باسيل مع المسؤولين الأميركيين”، حسبما قال الهاشم‎.

ويناقش وزير الخارجية الأميركي مايكل بومبيو، مع 80 من نظرائه في العالم ‏كيفية تعزيز الحرية الدينية، ومع ممثلي المنظمات الدولية والزعماء الدينيين ‏وممثلي المجتمع المدني، وذلك في مقر وزارة الخارجية الأميركية بين 24 و26 ‏من الشهر الجاري، ويمثل باسيل لبنان في المؤتمر‎

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *