الرئيسية / صحف ومقالات / “المستقبل”: الأونروا تطلب الغوث، وبلجيكا تتعهد دفع 19 مليون يورو على ثلاث سنوات للاونروا
flag-big

“المستقبل”: الأونروا تطلب الغوث، وبلجيكا تتعهد دفع 19 مليون يورو على ثلاث سنوات للاونروا

حذر الفلسطينيون، أمس، من أن قرار الولايات المتحدة تجميد عشرات ملايين الدولارات المخصصة لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، سيؤثر سلباً على مصير مئات آلاف الأشخاص الذين يعتمدون على المساعدات الدولية، فيما حذرت الوكالة نفسها من أن هذا القرار سيؤدي إلى أسوأ أزمة تمويل لها منذ تأسيسها 1948، وأبدت خشيتها من تداعيات “شاملة وعميقة وغير متوقعة وكارثية” داعية إلى إطلاق حملة تبرعات.
وأعرب مسؤولون فلسطينيون عن غضبهم مما وصفوه بخطوة إضافية ضدهم من إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب بعد إعلانه الشهر الماضي اعترافه بالقدس عاصمة لإسرائيل.
وكانت الإدارة الأميركية أرسلت خطاباً إلى الأونروا تعهدت فيه بالمساهمة بـ60 مليون دولار للوكالة خلال عام 2018، وأعلنت أنها “ستجمد” 65 مليون دولار حتى إشعار آخر. وكانت المساهمة الأميركية العام الماضي تقدر بأكثر من 350 مليون دولار.
وقالت عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حنان عشراوي إن قرار التجميد يرقى إلى معاملة “قاسية” بحق “سكان أبرياء وضعفاء”.

وأكد رئيس المفوضية العامة لمنظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن حسام زملط أن “اللاجئين الفلسطينيين وحصول الأطفال على خدمات إنسانية أساسية مثل الطعام والرعاية الطبية والتعليم، ليس ورقة مساومة بل التزام أميركي ودولي”.
واتهم الفلسطينيون ترامب أيضاً بالتخلي عن قضايا الحل النهائي التي يجب التفاوض عليها في إطار الحل النهائي للصراع الفلسطيني – الإسرائيلي، بما في ذلك وضع القدس ومعاناة اللاجئين.
وتظاهر مئات الفلسطينيين في قطاع غزة ضد القرار الأميركي.
ورأت حركة “حماس” أن القرار الأميركي “سياسة أميركية مرفوضة تأتي في سياق مخطط تصفية القضية الفلسطينية وعلى رأسها قضية اللاجئين وتثبيت المواقف والقرارات لصالح الكيان الإسرائيلي العنصري المتطرف”.
وتطالب الولايات المتحدة التي تواصل انتقاد الأمم المتحدة منذ تولي الرئيس الأميركي الحكم قبل عام بـ”مراجعة في العمق لطريقة عمل أونروا وتمويلها”، كما تُطالب بمساهمة أكبر من الدول الاخرى لأنها لا تريد أن تستمر في تحمل 30% من تمويل هذه الوكالة.
أما المفوض العام للأونروا بيار كرينبول فأعرب عن قلقه، داعياً الدول الأخرى في الأمم المتحدة إلى المساهمة في تمويل الوكالة.
وقال في بيان إن “تمويل أونروا أو أي وكالة إنسانية أخرى يعود إلى تقدير كل دولة عضو في الأمم المتحدة (…) لكن نظراً إلى علاقة الثقة القديمة بين الولايات المتحدة وأونروا فإن هذه المساهمة المخفضة تهدد أحد التزاماتنا على صعيد التنمية”.
وحذر كرينبول من أن “حصول 525000 طالب وطالبة في 700 مدرسة للأونروا على التعليم ومستقبلهم يواجه خطراً. ويدخل في دائرة الخطر أيضاً كرامة وأمان الملايين من لاجئي فلسطين والذين هم بحاجةٍ للمساعدات الغذائية الطارئة وأشكال الدعم الأخرى في الأردن ولبنان وسوريا والضفة الغربية وقطاع غزة، إضافة إلى المخاطر المتعلقة بحصول اللاجئين على الرعاية الصحية الأولية بما في ذلك الرعاية لما قبل الولادة والخدمات الأخرى المنقذة للحياة. إن حقوق وكرامة مجتمع بأكمله في خطر”.
وقال المفوض: “إن هذه المساهمة المُقلصة ستؤثر أيضاً على الأمن الإقليمي في وقت يشهد العديد من المخاطر والتهديدات في منطقة الشرق الأوسط وبخاصة ذلك الخطر المتمثل في إزدياد التطرف”.
وإذ أكد أن الوكالة تواجه الأزمة المالية الأكبر في تاريخها، فإن كرينبول دعا الشركاء “من الدول المضيفة والمانحين إلى الالتفاف تأييداً للوكالة والانضمام لها في مبادرات وتحالفات تمويل جديدة لضمان أن يستمر الطلاب من اللاجئين الفلسطينيين بالحصول على التعليم في مدارسنا والحفاظ على كرامة لاجئي فلسطين وأطفالهم وعائلاتهم من خلال جميع خدماتنا”.

وتابع : “أدعو جميع الأشخاص ذوي الإرادة الطيبة في كل مكان في العالم حيث تتجلى الشراكة والتضامن مع لاجئي فلسطين للانضمام لنا والاستجابة لهذه الأزمة عبرتبرع للأونروا لضمان أن يتمكن الأولاد والبنات من لاجئي فلسطين من الاستمرار أقوياء”.
وقال: “الأونروا ليست مؤسسة فلسطينية، بل مؤسسة تابعة للأمم المتحدة أنشئت في عام 1948 بقرار دولي، وتقدم الأونروا خدمات حيوية للاجئين الفلسطينيين في الأراضي المحتلة والأردن وسوريا ولبنان، هناك قلق كبير هنا إزاء ذلك، ولكن أيضاً في رأيي، الذي يشاركني فيه المراقبون الدوليون، بمن فيهم بعض الإسرائيليون، فإن هذه الخدمات تحقق استقراراً هاماً”.
ودعا المفوض إلى “إطلاق حملة تبرعات عالمية خلال الأيام القليلة القادمة لتشكل تمثيلاً وإطاراً للالتزام الشامل في الحفاظ على مدارسنا وعياداتنا مفتوحة خلال العام 2018 وما بعده”.
وطمأن إلى استمرار خدمات الوكالة إلى كل المستفيدين “في حلب ودمشق في سوريا وفي برج البراجنة والرشيدية في لبنان وفي الزرقاء وجرش في الأردن وفي جنين والخليل في الضفة الغربية وفي جباليا وخان يونس في غزة ولجميع الأولاد والبنات في مخيمات اللاجئين الفلسطينيين ومجتمعاتهم”.
وأشار المفوض الأممي إلى “المسؤولية العميقة التي يتولاها المجتمع الدولي لجميع الدول لمساعدة اللاجئين الفلسطينيين حتى يتجذر السلام وحتى حل عادل ودائم لمحنتهم ليتمكن الشرق الأوسط من وضع هذا النزاع القاسي خلفه نهائياً”.
المتحدث باسم الوكالة كريس غونيس قال إن “هذا التخفيض الكبير في المساهمة سيؤدي إلى أسوأ أزمة تمويل في تاريخ الوكالة”. ونبه إلى أن “الاستقرار في الشرق الأوسط هو ما نتحدث عنه، والآثار المُحتملة لزعزعة استقرار أونروا ستكون على الأرجح شاملة وعميقة وغير متوقعة وكارثية”.
وأعرب متحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية عن “أسفه” لهذا القرار مكرراً دعم فرنسا للأونروا.

وفي بيروت، اعتبر رئيس لجنة الحوار اللبناني – الفلسطيني التابعة لمجلس الوزراء حسن منيمنة أن قرار ترامب “سيقود إلى انفجار الأوضاع في المخيمات من جرّاء توقف التقديمات التعليمية والصحية لأبناء اللاجئين في كل من لبنان والأردن وسوريا والضفة الغربية وقطاع غزة”.
وفي رد على القرار الأميركي، تعهدت بلجيكا الأربعاء دفع 19 مليون يورو على ثلاث سنوات للأونروا وأعلنت دفع 6,3 ملايين “فوراً”.
وقالت وزارة الخارجية البلجيكية إنه تقرر “منح 19 مليون يورو للأونروا – وكالة الأمم المتحدة للمساعدة الإنسانية للاجئين الفلسطينيين – خلال السنوات الثلاث المقبلة” مشيرة إلى أنها “أحد المانحين القلائل الذين يقدمون مثل هذا التمويل لسنوات عدة”.
وأعرب الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريس قبل إعلان القرار الأميركي حول أونروا أول من أمس عن “قلقه الشديد” مشيراً إلى أن توقف الولايات المتحدة عن التمويل سيؤدي إلى “مشكلة كبيرة جداً”.
وشدد غوتيريس على أن “أونروا ليست مؤسسة فلسطينية بل مؤسسة تابعة للأمم المتحدة تؤمن خدمات حيوية للاجئين”.
ورحب سفير اسرائيل لدى الأمم المتحدة داني دانون بالقرار الأميركي معتبراً أن الأونروا “تسيء استخدام المساعدات الإنسانية التي تقدمها الأسرة الدولية لدعم الدعاية المعادية لإسرائيل” متهماً إياها بـ”الحض على الكراهية”.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي يزور الهند حالياً: “هذه المرة الأولى التي يتم فيها تحدي أونروا” بحسب ما نقلت عنه وسائل الإعلام الإسرائيلية.
ويحذر المحللون من أن إغلاق اونروا بدون بديل ملائم سيؤدي إلى مزيد من الفقر وحتى إلى أعمال عنف.
وقال نتنياهو “هناك دائماً قدر معين من المخاطر” في ما يتعلق بمثل هذه القرار.
وتزود الأونروا اللاجئين الفلسطينيين بمساعدات طبية ومدرسية منذ العام 1950.

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *