الرئيسية / أخبار مميزة / الرياشي رعى مؤتمرا عن مئوية لبنان الكبير في البترون: لبنان لا تقيمه الا الدولة وكلما لاح أمل على مصلحة تقدمت المصالحة كحل
ملحم الرياشي

الرياشي رعى مؤتمرا عن مئوية لبنان الكبير في البترون: لبنان لا تقيمه الا الدولة وكلما لاح أمل على مصلحة تقدمت المصالحة كحل

رعى وزير الإعلام ملحم الرياشي المؤتمر التمهيدي الذي نظمته “جامعة العائلة المقدسة – USF – البترون”، في إطار التحضير للمئوية الأولى لإعلان دولة لبنان الكبير، في قاعة المؤتمرات في حرم الجامعة، في حضور ممثل وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل جيلبير باسيل، ممثل وزير التربية والتعليم العالي مروان حماده البروفسور نعيم عويني، النائب بطرس حرب، ممثل رئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع مرشح الحزب في البترون الدكتور فادي سعد، ممثل النائب أنطوان زهرا بيار باز، ممثل النائب سامر سعادة رئيس إقليم البترون الكتائبي أرز فدعوس، الوزراء السابقين خالد قباني وابراهيم شمس الدين وسامي منقاره، طالب دعوى تقديس البطريرك الياس الحويك المطران حنا علوان، قائمقام البترون روجيه طوبيا، ممثل “تيار المردة” وضاح الشاعر، رئيسة جمعية راهبات العائلة المقدسة المارونيات الأم ماري أنطوانيت عطيه، رئيسة الجامعة الاخت هيلدا شلالا وممثلي جامعات ومؤسسات تربوية وفاعليات تربوية واقتصادية واجتماعية ورؤساء جمعيات وهيئات وعدد من المهتمين والمدعوين.

بعد النشيد الوطني، أدارت مديرة “الوكالة الوطنية للاعلام” السيدة لور سليمان صعب المؤتمر وقدمت له، وبعدما رحبت بالحضور ألقت كلمة قالت فيها: “الزمان: 1 أيلول 1920، المدينة: بيروت، المكان: قصر الصنوبر، المناسبة: إعلان دولة لبنان الكبير، الحضور: الجنرال الفرنسي هنري جوزيف أوجين غورو، البطريرك الماروني مار الياس بطرس الحويك، مفتي بيروت الشيخ مصطفى نجا وأعيان البلاد. في ذلك اليوم وقف الجنرال غورو وسط الأعلام الفرنسية والى يمينه البطريرك الماروني بلباسه الحبري الأرجواني والى يساره مفتي بيروت بلباسه الأسود وعمامته البيضاء. ووقف الجنرال غورو أربعة أساقفة يتميز كل منهم بلباس خاص وهم رؤساء الطوائف المسيحية وإصطفت عند جانبي مدخل القصر شخصيات لبنانية مسيحية وفرنسية وعدد من أعيان البلاد على رأسهم إميل إده وحبيب باشا السعد وحشد كبير من المدعوين وعندما اكتملت الصورة رفع الجنرال الفرنسي يده معلنا ولادة دولة لبنان الكبير وقال: “أيها اللبنانيون أمام هؤلاء الشهود جميعا، شهود آمالكم ومجهوداتنا وإنتصاراتنا وبقلب يشاطركم فرحكم وفخركم أعلن “لبنان الكبير”، وأحييه بإسم حكومة الجمهورية الفرنسية، متجلببا بالقوة والعظمة… وإني قبل تعيين حدوده إستشرت الشعب وإستنادا الى تعهدات فرنسا والى المبادىء التي أوحتها جمعية الأمم، أستطيع أن أقول إنه لم يكن يخطر لي غير أمر واحد هو تحقيق أماني الشعب الذي كان يجاهر بها، بملء الحرية، وخدمة لمصالحه المشروعة”.

أضافت: “أوصى غورو اللبنانيين بالإتحاد الذي هو مصدر قوتهم، محذرا إياهم من الخصومات العرقية والمذهبية، التي تضعفهم وقال: “إن لبنان الكبير تألف لفائدة الجميع ولم يؤلف ليكون ضد أحد، فما هو إلا إتحاد سياسي إداري”. هذا الإعلان لم يأت من فراغ بل جاء نتيجة جهود كبيرة بذلها بطريرك الموارنة البطريرك الياس الحويك خلال ترؤسه الوفود الى الخارج. في ذلك اليوم العظيم أيضا أصبح للبنان علم، بألوان علم فرنسا تتوسطه الأرزة الخضراء. صاغ البطريرك الحويك إبن منطقتنا إبن البترون، مشروعه للبنان الكبير وطن الرسالة والشهادة في العيش الواحد المشترك بين كل طوائفه وبين جميع أبنائه، وفي الحرية والكرامة وإحترام التعددية، وهو وطن ذو سيادة يليق بالإنسان، محققا بذلك أمنية جميع اللبنانيين واليوم وبعد مرور زهاء 100 سنة على إعلان دولة لبنان الكبير نقف ونتطلع الى الأرزة التي تزين علمنا اللبناني ونراها تدمع، دمعة فرح لم تكتمل بقيام الدولة ومؤسساتها، فجاءت دمعة حزن عاكست مشروع قيام هذه الدولة، أعادتنا الى الوراء ولكن يبقى الأمل في أن ينتفض لبنان كطائر الفينيق وينهض من كبوته ويأتينا بحويك ثان”.

وختمت: “لبنان الرسالة الذي تحدث عنه البابا القديس يوحنا بولس الثاني وآمن به البطريرك الحويك سيعود بفضل أبنائه الذين راهن عليهم، وبفضل بطريرك الشركة والمحبة وهو الذي يقوم اليوم بحركة مرورية محورية لإعادة لبنان الى دوره الريادي”.

شلالا
ثم افتتحت شلالا المؤتمر وألقت كلمة قالت فيها: “إنها عشية عيد الاستقلال، في هذه المناسبة الأغلى على قلب كل لبناني، لا يسعني إلا أن أوجه باسمكم جميعا أصدق مشاعر التهاني في هذا العيد الوطني طالبين من الله عز وجل أن تتبدد هذه الظروف الصعبة التي يمر بها لبنان ليبقى وطننا متماسكا ومتمسكا بميزة العيش المشترك ومتغنيا بثقافة الألفة والمحبة والحوار الهادف والبناء بين مختلف مكوناته”.

وسألت: “أين نحن اليوم من “لبنان الرسالة” ومن الشهادة الحقة على العيش الواحد المشترك بين جميع أبنائه؟ أين نحن من الهوية اللبنانية الواحدة ومن المواطنة الواضحة المعالم؟ هي أيضا وقفة وجدانية أمام رجل العناية الإلهية البطريرك العظيم الياس الحويك، لنتبين المساعي الجبارة التي قام بها آنذاك وأثمرت في أيلول 1920 نشوء دولة لبنان الكبير “الوطن الرسالة” الذي وبالرغم من كل المآسي والحروب التي عصفت به بقي العلم اللبناني يرفرف فوق كل المناطق والجرود شهادة للانتماء والعيش الواحد المشترك في كنف الدولة اللبنانية”.

وشكرت للرياشي رعايته المؤتمر “فوجودكم بيننا اليوم هو أصدق دليل على انتمائكم الوطني وعلى إيمانكم الراسخ وتمسككم الصريح بلبنان الكبير كوطن نهائي واضح المعالم والحدود لكافة أبنائه”.

الرياشي
وكانت كلمة لراعي الإحتفال قال فيها: من البترون انطلق البطريرك الكبير الياس الحويك إلى رحاب لبنان الكبير، فكانت بداية. منذ مئة عام أعلن لبنان الكبير، بإجماع لبناني وبقيادة حكيمة ممن أعطي له مجد لبنان، وبمباركة دولية، كتعبير جامع عن رفض تقزيم هذا الوطن وتصغيره، وهو الكبير بدوره ورسالته التي طوبها البابا القديس يوحنا بولس الثاني كعقيدة كيانية لوطن ليس كسائر الأوطان. حاول كثيرون أن ينزعوا عن لبنان صفة الكبر فما أستطاعوا، وباءت محاولاتهم بالفشل وسقطت مخططاتهم عند أسوار إرادة شعب رفض التقوقع والتقزيم، إلى أن تغلبت الحكمة على التهور، وحل مشروع الدولة الذي يتلمس طريقه الى النور”.

أضاف: “لبنان الكبير ليس مساحة جغرافية مضافة لبعض من سهل ومساحة من زراعة، انما هو فكرة وقيمة ذاتية مضافة الى تاريخ من تاريخ، يكتب مساحة سلام، ويزرع رسالة قيم وشجاعة محبة، نعم ايها السادة شجاعة المحبة للآخر وشجاعة القبول والاعتراف بالآخر. لبنان الكبير، هو كبير، لانه مجسم صغير لتجربة كبيرة رائدة في التاريخ، هي تجربة الحياة، الحياة معا مسلمين ومسيحيين، تجربة الاختلاط والتنوع في اتحاد وصيرورة تغلب على طابعها احلام الاجداد في وطن جامع لمتناقضات، ومتفاعل مع اختلافات، ومنفعل مع تسويات تصنع منه نموذجا يحتذى به، وهو تجربة طبعها المسالم اقوى من الانطباعات العنفية فيها، لذلك وكلما لاح امل على مصلحة تقدمت المصالحة كحل بين ابنائه، واستقدمت معها مصلحة الجميع، جميع مكوناته منعا لسقوطها ومناعة للدولة. هذه المصلحة هي الدولة، وهذه المصالحة هي روح الشرعية لهذا اللبنان الذي لا تقيمه الا الدولة، دولة البطريرك الحويك، الدولة الجامعة المقدسة والمقدسة، والدولة الرسولية، فاتحة ابوابها على المشرق وعابرة بطوائفها وتنوعها كتجربة فريدة ومنفردة نحو المغرب. هذا اللبنان ايها السادة هو الضمانة للجميع، وهو المنعطف بين قديم قدم الزمان والاجداد العتاق منذ قدموس وبنات الحروف، وبين جديد ما استجدت العولمة لتقول عبر هذه التكنولوجيا العظيمة ان الانسان واحد وقضيته واحدة في كل زمان وكل مكان”.

وختم: “ونعود إلى روحية البطريرك الحويك الكبير، مع لبنانه الكبير. هذا البطريرك الذي رفع لبنان من مستوى قائمقاميتين إلى مستوى وطن ورسالة، وطن يساهم في مؤسسة الجامعة العربية وبناية منظمة الامم المتحدة، ورسالة الى حدود عمارة الحياة وحضارة الحياة وحق اختلاف الانسان عن ومع اخيه الانسان… لاجل الانسان”.

بعد ذلك قدمت شلالا للرياشي هدية تذكارية “عربون شكر وتقدير” لرعايته المؤتمر.

تدشين
بعد ذلك جال الرياشي في المختبرات المستحدثة التي جرى تدشينها واستمع الى شرح من شلالا عن أهميتها ودورها.

المؤتمر
وبعد استراحة في الباحة الداخلية للجامعة انطلقت أعمال المؤتمر وتوزعت على محورين: الاول بعنوان “انشاء دولة لبنان الكبير” تحدثت فيه سعاده عن “لبنان الكبير في نظر البطريرك الياس الحويك” وقباني عن “مقومات النظام السياسي الكفيلة بتعزيز الحياة المشتركة بين اللبنانيين وبتفعيل رسالة لبنان في المنطقة”.

سعاده
وقالت سعاده: “كبير هو لبنان في نظر البطريرك الياس الحويك. كبير بهويته وكبير برسالته. هكذا رآه وفهمه وتمناه وناضل من أجل جغرافيا تتوافق مع الهوية والرسالة. والبطريرك الياس الحويك كان كبيرا بشخصه. عرفه معاصروه رجلا واسع الآفاق، رئيسا، راعيا وقائدا، محترما من الجميع، يحترم الجميع. رجل حكمة، صاحب فكر نير وذكاء متوقد. لا نفي البطريرك الحويك حقه ولا نحسن البحث فيما كان لبنان يمثل بالنسبة إليه إن نحن حصرنا حديثنا بمشهدية الأول من أيلول 1920 وما سبقها وأفضى إليها من وفود لبنانية إلى مؤتمر الصلح ترأسها بنفسه أو أوكل ترؤسها إلى آخرين”.

وشددت على أن “لبنان الكبير في نظر البطريرك الحويك هو الوطن الذي تربطنا به علاقة عاطفية، أدبية ووجودية وهو الطائفة التي تعلو كل الطوائف وتحتضن كل الطوائف وهو القلب الكريم المتعاطف مع مآسي البشرية والوطن الذي تعلو فيه المصلحة العامة على المصالح الخاصة وهو لبنان الحوار والتعايش وإرادة العيش معا، لبنان – الرسالة”.

قباني
واستهل قباني مداخلته بشرح عن “الخلفية التاريخية لنظامنا السياسي والمقومات التي تجعل هذا النظام محصنا وأقل اهتزازا وتعرضا للأزمات المتلاحقة”، وتناول تاريخ ولادة الميثاق الوطني “الذي هو عهد بين المسلمين والمسيحيين مؤداه أن يتخلى المسيحيون عن الحماية الأجنبية ويتنازل المسلمون عن مطالبتهم بالوحدة مع سوريا، وأن يبنوا معا دولة مستقلة وسيدة تتعاون مع سائر دول العالم على قدم المساواة، مع الإبقاء على وجه لبنان العربي، وانفتاحه في الوقت نفسه على العالم الغربي”، وقال: “لم يحل الميثاق الوطني مسألة الهوية واستمر التنازع فأتى اتفاق الطائف ليحسم الصراع بصورة واضحة عن هوية لبنان، فجاءت مقدمة الدستور لتقول: “لبنان عربي الهوية والانتماء”، ونص في البند الأول من مقدمته، على ان “لبنان وطن سيد حر مستقل، وطن نهائي لجميع أبنائه، واحد أرضا وشعبا ومؤسسات”.

وتحدث عن “قواعد العيش المشترك والمشاركة في الحكم والمناصفة في التمثيل السياسي ووحدة الهيئة الانتخابية والإنماء المتوازن واللامركزية الإدارية الموسعة وإلغاء الطائفية السياسية وإنشاء مجلس الشيوخ وقاعدة لبنان أولا”.

وختم قباني: “إن تحصين الوحدة الداخلية وتشابك المصالح الاقتصادية والاجتماعية وتحقيق الانماء المتوازن وتعزيز قيم الشفافية والديموقراطية والمحاسبة والحكم الرشيد وتعميق مفهوم المواطن والمواطنة، تشكل مداميك للوحدة الوطنية وتعزيز الوفاق الوطني والتقارب بين اللبنانيين، والاحتكام الى الدستور هو الكفيل بحل نزاعاتنا الداخلية وتحقيق دولة القانون”.

المحور الثاني
في المحور الثاني الذي حمل عنوان “تقييم دولة لبنان الكبير” تحدث عضو لجنة الحوار الإسلامي المسيحي الأمير حارث شهاب عن “الحياة المشتركة بين اللبنانيين ـ نجاحات وإخفاقات”، واعتبر أن “هوة لا تزال قائمة بين أبعاد لبنان الكبير الفكرة وواقع الممارسة على مستوى العيش المشترك، وهذه الإشكالية تتطلب بالدرجة الأولى توافر قيم حقيقية تكون مقياسا لهذه التجربة، بعدما أثبتت صحتها وأن لها معنى عند حامليها”.

وشدد على أن “لبنان الكبير الذي أعلن استقلاله سنة 1920 لم يكن كيانا مستجدا أو كما قيل هبة قدمها الفرنسيون للبطريرك الحويك والبرهان على ذلك أن إعلان إستقلال لبنان الكبير أتى نتيجة مطالبة حمل لواءها البطريرك الحويك بتكليف من اللبنانيين بمختلف مكوناتهم”، ورأى أن “العودة إلى الأصل من لبنان الكبير، فيها مصلحة للجميع. فالأمم لا تستمر ولا تتطور إلا انطلاقا من محور، يعمل أبناؤه بعد على تحسين ما يجب تحسينه فيه. نحن في لبنان نتنكر لأهمية التاريخ لنصوبه في الاتجاه الذي يؤمن مصالحنا الخاصة فقط. بهذا المعنى تحتاج التجربة إلى إعادة تصويب الخيارات لدى المكونات، إذ لا يستطيع بلد أن يتسمر ويتحجر، في حين أن أهله لا يفكرون الا في زيادة مكاسبهم على حسابه، او يفضلون خير الغير على خيره. لذا يعاني لبنان اليوم من غياب رؤية موحدة عن مستقبله. في حين أنه يحتاج إلى إعادة رسم دوره في محيطه وعلى الصعيد الدولي”.

وأشار إلى أن “لبنان بفضل وعي بنيه وقياداته التاريخية، نجح من خلال تسويات مستمرة في التغلب على العديد من الهزات، والمطلوب اليوم أن تتوقف سياسات التسوية عند حدود السيادة والاستقلال، فلا بد من تحصين الدولة بتعزيز المبادىء التي قامت عليها التجربة في ضوء الحياة المشتركة وهذا يحتم علينا العبور إلى الدولة المدنية التي تحترم حقوق الطوائف الأساسية من دون المس بحقوق الأفراد، بحيث يتم الحفاظ على التعددية”.

شمس الدين
ثم كانت مداخلة لشمس الدين عن “ممارسة الدستور والمواثيق، النظام الديموقراطي، إنتظام عمل المؤسسات” قال فيها: “نظر البطريرك الياس الحويك مع لبنانيين آخرين إلى المستقبل إلى الأمام مائة سنة، فقرروا المطالبة بوطن، وطن حقيقي، لشعب حقيقي على أرض لبنانية”.

أضاف: “لبنان وطن حقيقي، وطن نهائي ووطن ناجز. لبنان ليس خطا تاريخيا ولا مؤامرة دولية ولا صدفة جغرافية، لبنان وطن فيه دولة وله ارض وعليها شعب، شعب لبنان حقيقي وليس شعوبا مجمعة. يوجد تاريخ مشترك حقيقي حتى لو اعتبرناه يمتد مئة عام فقط. حتى التناحر الداخلي والحروب التي جرت اعتبرها أنها تاريخا مشتركا وليس محاولات عنيفة للتواصل والتوافق”.

وشدد على أن “الوطن يقوم على ثلاثية إلزامية وضرورية هي الأرض والشعب والدولة. وصيغة الوطن الحقيقي وصيغة العقد الاجتماعي بين اللبنانيين تمثله وثيقة الوفاق الوطني، اتفاق الطائف -الذي تولد منه الدستور الجديد، دستور مكتوب، مدون يعتمد تعابير دستورية وقواعد دستورية ومبادىء دستورية. بهذا المعنى لبنان وطن فريد. وطن فيه دولة تحتوي على نص مكتوب لشراكة سياسية في الحكم وفي التطوير لشعب واحد متنوع ثقافيا وإيمانيا. والبطريرك الحويك عندما كان ينظر إلى المستقبل كان يرى، كان يبصر ولم يكن ينظر فقط، لكنه بطبيعة الحال اعتمد أو راهن على بصيرتنا، الأجيال المقبلة، على بصيرتنا نحن أن ترى ما رآه وأن نحفظ ما رآه لأنفسنا”.

وقال: “ليست مشكلة لبنان في أن دستوره معيوب ولا أن قوانينه ناقصة أو منقوصة. المشكلة أن الدستور كتاب متروك أو مستهان به، والمجلس الدستوري الذي ينبغي ان يكون حارسا له جرد من قدرته على تفسيره ونصب مجلس النواب نفسه مفسرا دائما وممدا دائما حتى الآن، وبدعة الديموقراطية التوافقية التي تستولد أزمات متواصلة يجب أن تتوقف”.

وشدد على أن “لبنان لبنيه وليس للسياسيين”، وقال: “لا يقوم لبنان على ثنائية المسيحية والإسلام فيه، هذه ثنائية ناقصة، لبنان يقوم على ثلاثية المسيحية والإسلام والديموقراطية. وبكل صراحة، بدون ديموقراطية حقيقية تصبح الإسلامية استبدادية والمسيحية أقلية خائفة تبحث عن الأمان في استبداد الآخرين”.

وختم: “بعد مائة عام، لبنان ليس ملجأ ومسؤولية الدولة أن تحفظ وطنا لا أن تحفر ملجأ. لبنان الوطن فيه مواطنون وليس أقليات فالكل ينتمي إلى أكثرية واحدة كبرى هي الأكثرية اللبنانية. في هذا المكان وفي جامعة العائلة المقدسة مراسم الجامعة أنها تجتمع، وهذا مكان شريف يجتمع فيه اللبنانيون، والعائلة هي بنية اجتماعية مؤسسية جامعة. عسى أن تكون هذه المئوية أولى لمئويات آتية مجتمعين كلبنانيين في عائلة واحدة ذات دستور محترم ومقدس من الجميع”.

وتخللت المؤتمر مداخلات وحوار وأسئلة رد عليها المنتدون وتقديم دروع تذكارية. وقدمت شلالا هدايا تذكارية لكل من سعاده وقباني وشهاب وشمس الدين وسليمان عربون شكر لمشاركتهم في أعمال المؤتمر.
ختاما أولمت شلالا للمشاركين.

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *