الرئيسية / سياسة / افتتاح أعمال الدورة الثامنة للجنة المرأة في الإسكوا
موتمر

افتتاح أعمال الدورة الثامنة للجنة المرأة في الإسكوا

تم افتتاح أعمال الدورة الثامنة للجنة المرأة في الإسكوا بمشاركة ووزير الدولة لشؤون المرأة في لبنان، جان أوغاسابيان ووزيرات ووزراء عرب في بيروت،الاربعاء 4 تشرين الأول.

وفي المناسبة القى الدكتور محمد علي الحكيم، وكيل الأمين العام للأمم المتحدة والأمين التنفيذي للإسكوا كلمة قال فيها: “إن كنا نستشرف خيراً في التطوراتِ الإيجابيةِ على صعيد ضمان المساواة والعدالة الاجتماعية في المجتمعات العربية والإصلاحات الخاصة بتعزيز حقوق المرأة ومشاركتها في بناء المجتمع، فلا نغضّ الطرف عن التحديات الهائلة في منطقة تتعرض دولها لشتى صنوف أعمال العنف والنزاعات التي تطيح بالسلم وتهدد ما تحقق من مكاسب على مسار تنمية المجتمعات وارتقائها.  منطقةٌ تعاني إحدى دولها، وهي فلسطين، من احتلالٍ دامَ عقوداً”.
الحكيم كان يتحدث أمام جمع من الوزيرات والوزراء وكبار المسؤولين الحكوميين والخبراء الذين تنادوا إلى مقر الإسكوا في ساحة رياض الصلح، بيروت، للمشاركة في أعمال الدورة الثامنة للجنة المرأة في الإسكوا. وزيرات ووزراء ومسؤولون معنيون بشؤون المرأة قدموا من لبنان وفلسطين والمملكة العربية السعودية وسلطنة عُمان والسودان والعراق ومصر والأردن ومملكة البحرين وقطر والكويت وتونس وسوريا وموريتانيا والمغرب لعرض إنجازات دولهم ومناقشة التحديات ومحاولة وضع خريطة طريق لكيفية المحافظة على المكتسبات ومواجهة المعضلات في آن. وتستمر أعمال الدورة إلى يوم  الخميس 5 تشرين الأول/أكتوبر 2017.
وبالإضافة إلى كلمة الحكيم شهدت الجلسة الافتتاحية كلمتين لكلٍ من الدكتور يحيى بن بدر المِعولي، وكيل وزارة التنمية الاجتماعية في سلطنة عُمان بصفته ممثل الدولة التي تولت رئاسة الدورة السابعة للجنة المرأة في الإسكوا، ووزير الدولة لشؤون المرأة في لبنان، جان أوغاسابيان.
وفي كلمته قال الحكيم أيضاً: “في خضمّ الصعوبات التي تواجهُ منطقتَنا، سواء في الأمن أم السياسة أم التنمية، يجب أن تكون المبادرات الدولية الهامة لنا بمثابة المسار الذي يوجهُ جهودَنا في الارتقاء بأوضاع المرأة.  فالأمينُ العام للأمم المتحدة جعل ضمانَ العدالة بين الجنسين في الدول الأعضاء وفي منظمة الأمم المتحدة ضمن أولوياتِه.  وخطة التنمية المستدامة لعام 2030 كرّست أحدَ أهدافِها لتمكين المرأة وتعزيز حقها في المساواة. ونحن، في الإسكوا، نعمل مع الدول الأعضاء على تنفيذ هذه الالتزامات الدولية ورصد ما يتحقق من إنجازات في إطارها”.
وختم قائلا: “يوماً بعد يوم، تتعمقُ قناعتنا بأن المشاركة والمساواة بين الجنسين ركيزةٌ من ركائز التنمية، وتقدّم المجتمع والاقتصاد.  وأيُّ رؤيةٍ اقتصاديةٍ واجتماعيةٍ وبيئية، لا تكون شاملةً ومستدامةً ما لم تشارك في وضعها وتنفيذها وامتلاكها جميع مكونات المجتمع. هذه هي قناعتي، وقناعتُنا في الإسكوا، وعلى أساس هذه القناعة، أودّ أن أؤكدَ عزمَنا على دعم عمل لجنتِكم الموقرة للنهوضِ بواقعِ المرأة وتمكينِها سبيلاً لتمكين المجتمع”.


و في كلمته قال الدكتور يحيى بن بدر المِعولي إن هذا الاجتماع الذي يعقد في بيروت يعتبر ضمن السلسلة المتواصلة التي تحرص الإسكوا على تنفيذها كما تحرص كافة الدول الأعضاء على المشاركة فيها، وهي فرصة لمناقشة عدد من المواضيع ذات الصلة بتمكين المرأة وتعزيز دور المؤسسات المعنية بها في تحقيق المساواة بين الجنسين، و هي فرصة لمناقشة عدد من المواضيع ذات الصلة بتمكين المرأة و تعزيز دور المؤسسات المعنية بها في تحقيق الإنصاف والمساواة.  وأضاف إن سلطنة عمان اولت اهتماماً كبيرا لتمكين المرأة كشريك أساسي في التنمية و خصصت يوما للمرأة العمانية السابع عشر من تشرين الأول/أكتوبر من كل عام بهدف التأكيد المستمر من خلال مؤسساتها الحكومية و الآليات الوطنية المعنية بقضايا المرأة على دورها الريادي في التنمية وتلتزم  بتنفيذ  التوصيات التي اعتمدت في الدورة السابعة للجنة و كل الاتفاقيات الدولية والعربية الداعمة لحقوق المرأة.

وقال المعولي إن السلطنة تسعى إلى تعزيز دور الجمعيات الأهلية وذلك في إطار الشراكة المجتمعية وتشجيع مؤسسات القطاع الخاص للمساهمة في برامج وزارة التنمية الاجتماعية من واقع المسؤولية الاجتماعية و تعمل على توسيع قاعدة العمل الاجتماعي التطوعي وتوجيهه كشريك في التنمية الشاملة وتفعيل التواصل مع مؤسسات المجتمع المدني لاسيما الجمعيات المهنية والجمعيات الخيرية وجمعيات المرأة العمانية البالغ عددها (62) جمعية موزعة على معظم محافظات السلطنة. وذلك من أجل المساهمة والمشاركة في تخطيط وتنفيذ البرامج الاجتماعية والتنموية.

وفي الختام ألقى الوزير اوغاسابيان كلمة اعتبر فيها ان المرأة اللبنانية و المرأة العربية قدمتا تضحيات هائلة ليس فقط على الصعيد العائلي والمجتمعي بل على مستوى الدفاع عن الحريات في العالم العربي، فالسيدات الفلسطينيات لم يتوقفن عن النضال و التضحية مما يجعلهن يستحققن كل التقدير.

وقال إن لبنان مساحة من الحريات والتلاقي بين الحضارات والثقافات والإتنيات والقوميات وقد تم دفع الأثمان الغالية للحفاظ على هذه الميزة التي تؤكد أن بإمكان الإنسان العيش مع الآخر أيا كانت الفروقات بينهما وذلك بعد إلغاء الحواجز التي تحول دون التلاقي. وفي هذا الإطار، يشكل هذا اللقاء الجامع في الإسكوا مناسبة للتلاقي وتبادل الخبرات والاستفادة من التجارب المشتركة بما يسهم، ليس فقط في تفعيل تطور المرأة، بل في تطوير المجتمعات.

وقال إن اعتلاءه منبر الإسكوا مناسبة ليجدد التأكيد والتشديد على أهمية المرأة في بناء الإنسان والمجتمعات. وانطلاقًا من هذه القناعة ضمت حكومة الرئيس سعد الحريري في عهد رئيس الجمهورية ميشال عون وزارة الدولة لشؤون المرأة للمرة الأولى ما شكل إنجازًا كبيرًا أدت إليه نضالات طويلة خاضها المجتمع الأهلي في لبنان والهيئة الوطنية لشؤون المرأة.

وبعد الجلسة الافتتاحية اقر جدول اعمال الدورة وتولت مندوبة فلسطين رئاسة الدورة الثامنة للجنة المرأة في الإسكوا فيما تولى مندوب عُمان نيابة الرئاسة الأولى ومندوب قطر نيابة الرئاسة الثانية ومندوبة الكويت مهام المقرر.

تجدر الإشارة إلى أن لجنة المرأة في الإسكوا قد أُنشئت في عام 2003 وذلك بهدف متابعة المؤتمرات العالمية والإقليمية المتعلقة بالمرأة ومشاركة الدول الأعضاء فيها، وتنسيق الجهود التي تبذلها الدول الأعضاء والمنظمات الإقليمية على صعيد تنفيذ القرارات والتوصيات الصادرة عنها. وقد نجحت هذه اللجنة في السنتين الماضيتين في تأطير ومتابعة جهود الإسكوا التي أدت إلى تطوير مجموعة من الدراسات النظرية والعملية من أجل ترجمة نتائجها إلى مشاريع تنموية تستفيد منها كافة الدول الأعضاء في تطوير سياساتها في مجال الارتقاء بأوضاع المرأة وتمكينها وتعزيز مكانتها الاجتماعية. هذا بالإضافة الى المشورة والمساندة اللازمة التي تُقدم لصناع القرار لصياغة خطوات وآليات لتطوير خطط وطنية للنهوض بالمرأة في عدد من الدول العربية.

الإسكوا هي إحدى اللجان الإقليمية الخمس التابعة للأمم المتحدة. وتشكل جزءاً من الأمانة العامة للأمم المتحدة وتعمل تحت إشراف المجلس الاقتصادي والاجتماعي. وهي توفر إطاراً لصياغة السياسات القطاعية للبلدان الأعضاء ومواءمتها، ومنبراً للالتقاء والتنسيق، وبيتاً للخبرات والمعرفة، ومرصداً للمعلومات. وتهدف الإسكوا إلى دعم التعاون الاقتصادي والاجتماعي بين بلدان المنطقة وتحفيز عملية التنمية فيها من أجل تحقيق التكامل الإقليمي.

وقد انضمّت إلى عضوية الإسكوا كلّ من الجمهورية الإسلامية الموريتانية (تشرين الأول/أكتوبر 2015) والجمهورية التونسية وليبيا والمملكة المغربية (أيلول/سبتمبر 2012) فأصبح عدد أعضاء اللجنة 18 بالإضافة إلى المملكة الأردنية الهاشمية، والإمارات العربية المتحدة، ومملكة البحرين، والجمهورية العربية السورية، وجمهورية السودان، وجمهورية العراق، وسلطنة عُمان، وفلسطين، ودولة قطر، ودولة الكويت، والجمهورية اللبنانية، وجمهورية مصر العربية، والمملكة العربية السعودية، والجمهورية اليمنية.

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *