الرئيسية / سياسة / اللواء: غبار وزاري فوق طاولة بعبدا اليوم: سجالات تتقدّم القرارات
flag-big

اللواء: غبار وزاري فوق طاولة بعبدا اليوم: سجالات تتقدّم القرارات

المشهد قبل ساعات من جلسة مجلس الوزراء اليوم يبدو متوتراً ليس كهربائياً وحسب، او على مستوى حرارة الطقس المرتفعة والتي تتراوح بين 41 درجة في البقاع الشمالي و37 درجة في طرابلس وعكار، او حتى الحرائق التي تلتهم خيم النازحين السوريين في وادي البقاع، بل سياسياً، وعلى غير مستوى:
1 – فعلى صعيد الكهرباء، توتر بين وزراء القوات اللبنانية ووزراء التيار الوطني الحر، انضم اليه النائب وليد جنبلاط، مع العلم ان وزراء «امل» منضمون سابقا، بمواجهة الرئيس سعد الحريري وحليفه التيار الوطني الحر، وبسكوت من وزيري حزب الله.
2 – وعلى صعيد الامن والقضاء: سجال عالي النبرة، وربما اتهامي بين الوزيرين نهاد المشنوق وسليم جريصاتي، دخل على خطه رئيس الكتائب النائب سامي الجميل، مستنكراً عدم استقلال السلطة القضائية.
3 – وعلى صعيد عودة النازحين السوريين، تبادل كلام غير انسجامي بين وزير الدولة لشؤون النازحين معين المرعبي، ووزراء حزب الله، مدعومين من تكتل الاصلاح والتغيير من اجل تنظيم عودة هؤلاء النازحين، عبر مفاوضات مباشرة مع النظام في سوريا.. وتأكيد الوزير المشنوق ان لا عودة للنازحين الا بوجود ضمانات.
وفي ظل هذا الغبار، توقع مصدر وزاري مطلع ان لا تحدث تعيينات في جلسة اليوم، على ان تجري في جلسات لاحقة بعد التفاهم حولها، سواء في ما خص المحافظين لا سيما في جبل لبنان والبقاع، او الشواغر في هيئة التفتيش المركزي، وهيئة اوجيرو من دون ان يسقط المصدر اثارة اي موضوع يتعلق بهذا الملف من خارج جدول الاعمال.
وفي ما خص التشكيلات او المناقلات القضائية، التي عرضت في اجتماعات مجلس القضاء الاعلى، فإن صعوبات تعترض صدورها، بسبب الخلافات القائمة حول الشمول والمداورة..
ملف النزوح السوري
في تقدير مصادر وزارية ان ملف النزوح السوري يتم «تقطيعه» في مجلس الوزراء اليوم «بالتي هي احسن»، من دون ان يؤثر الخلاف حوله على التضامن الوزاري، والوفاق السياسي القائم بين اركان الحكم، مشيرة الى قناعة راسخة عند الطرفين اللذين تتنازعهما وجهات نظر متعارضة من هذا الملف، على وجوب تفادي الاشكالات التي تؤثر على التوافق السياسي، خصوصا وان «وثيقة بعبدا» سبق ان حددت خارطة الطريق التي يسير الحكم على هديها.
ولفتت المصادر الى ان ازمة النزوح السوري والتي كشفت عملية الجيش في جرود عرسال، مدى تغلغل الارهاب، في المخيمات السورية، غير مطروحة في المبدأ في جدول اعمال الجلسة، ولكن في الامكان ان يفسح الرئيس ميشال عون لمن يريد من الوزراء ان يناقش هذا الموضوع، بعد ان يحدد الموقف الرسمي من الملف، وهو موقف مثبت في المفاوضات واوراق العمل الرسمية التي خاطب من خلالها لبنان المجتمع الدولي في العديد من المؤتمرات العربية والاقليمية والدولية، وليس من جديد يطرح سوى الوضع الامني، في ضوء ما حدث في مخيمات جرود عرسال الاسبوع الماضي، وبالتالي، ليس ثمة ما يستدعي اتخاذ اي موقف مما يجري في المخيمات وعلى الحدود اللبنانية – السورية، لا سيما وان الاجهزة العسكرية والامنية تقوم بدورها في مواجهة الارهاب على افضل ما يكون، سواء على صعيد الجماعات المسلحة التي حولت المخيمات الى بؤر لها، او على صعيد تفكيك الشبكات الارهابية في الداخل.
ومهما كان من أمر ما سيحصل داخل الحكومة اليوم، فقد استبقت كتلة المستقبل النيابية التي اجتمعت امس، برئاسة الرئيس فؤاد السنيورة، الجلسة بدعوة الحكومة الى التعاطي مع قضية عودة النازحين السوريين حصريا مع الامم المتحدة، من اجل تأمين عودة سليمة لهم وبضمانة دولية الى مناطق آمنة في سوريا، مشيرة الى ان تأمين العودة الآمنة لأولئك النازحين هي مسؤولية وطنية وعربية ودولية مشتركة، منتقدة ما اسمته «ارغامات السياسات الشعبوية او اللجوء الى استنفار العصبيات العنصرية والاهداف والغايات الانتخابية».
وفي المقابل، كان لتكتل الاصلاح والتغيير موقف مختلف، اذ اعتبر ان عودة النازحين السوريين الى بلدهم مصلحة لبنانية عليا تسمو على كل اعتبار، مشيرا الى ان لا اسباب يجب ان تعيق هذه العودة وان ان لا محرمات ولا عقد بالتواصل مع الدولة السورية المعترف بها في الامم المتحدة، والتي نتبادل معها التمثيل الديبلوماسي وايضا بعض الاتفاقيات التي ما زالت سارية المفعول».
وكشف رئيس حزب القوات اللبنانية د. سمير جعجع ان وزراء حزبه سيتقدمون بمشروع للحكومة لاعادة النازحين السوريين في ظل وجود اربع مناطق آمنة في سوريا..
وبالتزامن، توفيت طفلة سورية واصيب 7 آخرون من جراء اندلاع حريق ليل الاثنين – الثلاثاء، داخل مخيم للنازحين السوريين في شرق لبنان، في حادث هو الثاني من نوعه خلال يومين.
ورجحت مصادر محلية ان يكون الحريق ناتجا عن احتكاك كهربائي بعيد منتصف الليل.
وأتى الحريق على 22 خيمة من اصل 185 خيمة وأدى الى مغادرة 700 نازح المخيم.
الكهرباء
بعيداً، عن تغريدة النائب وليد جنبلاط، حول ما اذا كان ملف احالة مشروع البواخر الكهربائية الى ادارة المناقصات مزوراً (اللواء امس) يحضر ملف الكهرباء اليوم، على وقع اضراب دعت اليه نقابة عمال ومستخدمي مؤسسة كهرباء لبنان بانتظار ما ستؤول اليه جلسة مجلس الوزراء في 5/7/2017 ليبنى على الشيء مقتضاه لجهة التحذير من بيع القطاع وخصخصته، وتلزيم شركات مقدمي الخدمات، بالاضافة الى مطالب تتعلق ببدل الطعام والجعالة والرسوم والساعات الاضافية.
وتقوم الخطة التي من المستبعد ان تناقش بغياب وزير الطاقة سيزار ابي خليل على استئجار بواخر لـ 5 سنوات، بما يؤمن 7 ساعات تغذية اضافية يومياً، فضلاً عن انشاء معامل بقدرة 1000 ميغاوات، ومعامل تعمل على الغاز الطبيعي، واشراك القطاع الخاص في انتاج الكهرباء ورفع التعرفة على فاتورة الكهرباء الصادرة عن الشركة.
ووفقا لمطالعة ادارة المناقصات في التفتيش المركزي، سيعود مجلس الادارة لبحث التقرير واتخاذ القرار المناسب.
لكن مصادر سياسية رأت ان استبعاد اثارة الموضوع لا يعني ان لا مشكلة حول هذا الملف، وهي ان الملف قد يفجر ازمة سياسية، خاصة وان هناك من يسعى لاستعماله من اجل مصالح معينة ويتعاطى مع الموضوع من منطلق سياسي، فيما هناك وزراء آخرون يتحدثون بلغة علمية داخل مجلس الوزراء لحل الملف، ولذلك لا بد من ان يناقش بشكل منطقي وعلمي وجدي بعيداً عن اي كيديات او مواقف سياسية، سيما وان الكهرباء لا تطال شريحة معينة من المواطنين، بل تطال جميع الناس دون استثناء، رافضة ان يتم استعمال الملف وتمريره ضمن كباش سياسي.
وللتدليل على ما تطرحه هذه المصادر، لفتت النظر، الى شكوك باتت تتجمع لدى وزراء ولدى دوائر معينة حول اسباب افتعال الاعطال الكهربائية في بيروت الادارية، وزيادة ساعات التقنين مع فوضى في التغذية، من اجل الضغط على المعنيين لتمرير ملف البواخر في ادارة المناقصات، علما ان هذا الموضوع بالذات، سيكون مثلما اشارت اليه «اللواء» قبل يومين عرضة للتساؤل في مجلس الوزراء اليوم من قبل وزراء القوات اللبنانية عن التلاعب الذي حصل في قرار مجلس الوزراء بهذا الخصوص.
وفي معلومات «اللواء» ان نص بيان جلسة مجلس الوزراء بتاريخ 21/6/2017، تضمن الآتي:
«احالة كامل الملف المتعلق باستقدام معامل توليد الكهرباء الى ادارة المناقصات لفض العروض المالية واعداد تقرير كامل عن استدراج العروض واحالته الى الوزير لاعداد تقرير مفصل ورفعه لمجلس الوزراء بأسرع وقت ممكن»، فيما نص قرار مجلس الوزراء رقم 64 وبالتاريخ نفسه على الآتي:
قرر المجلس الموافقة على: «إحالة كامل الملف () الى إدارة المناقصات لفض العروض المالية واعداد تقرير كامل عن استدراج العروض المالة المتعلقة باستقدام معامل توليد الكهرباء العائمة واحالته الى الوزير المختص تمهيدا لإعداد تقرير مفصل ورفعه الى مجلس الوزراء للبت به بأسرع وقت ممكن». مما يؤكد وجهة نظر «القوات» بأنه جرى تحوير قرار الحكومة، لحصر مهمة ادارة المناقصات في العروض المالية فقط، من دون سائر ما يتضمنه ملف البواخر وعدم وجود مناقصات اصلاً.
سجال النار.. والقضاء
وعشية جلسة الحكومة، حيث يحضر الملف الامني من كل جوانبه على الطاولة، لا سيما الشق المتعلق باطلاق النار في المناسبات، حيث اندلع سجال غير مباشر بين وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق ووزير العدل سليم جريصاتي، دخل عليه رئيس الكتائب النائب سامي الجميل على خلفية اقرار الوزير المشنوق بأن تدخلات سياسية ادت الى اطلاق سراح 60 من الموقوفين في قضية اطلاق النار العشوائي، مما دفع بالوزير جريصاتي ليشير الى ان اطلاق هؤلاء تم لعدم ثبوت الدليل.
وطالب النائب الجميل بكشف اسماء هؤلاء السياسيين المتدخلين، مستنكراً غياب استقلال القضاء، ومؤكداً ان هذا الموضوع لن يمر مرور الكرام.
وعلمت «اللواء» ان الوزير المعني اسر الى احد الوزراء بكثافة المراجعات السياسية التي تلقاها لاجل اطلاق سراح موقوفي اطلاق النار..
الى ذلك، علمت «اللواء» ان زيارة الرئيس الحريري الى موسكو تحددت مبدئياً خلال شهر ايلول، تلبية لدعوة تلقاها من نظيره الروسي ديمتري مدفيديف، وسلمها اليه السفير الروسي في بيروت الكسندر زاسبكين الذي زار الحريري في السراي الحكومي، موضحا ان الحديث تناول سبل تطوير العلاقات الثنائية في المجالات كافة، والحوار السياسي والتعاون الاقتصادي والثقافي والعسكري بين البلدين.
وفي معلومات «اللواء» ان دوائر رئاسة الوزراء بدأت الاعداد لزيارة سيقوم بها الرئيس الحريري الى نيويورك في أواخر ايلول ايضاً للمشاركة في اجتماعات الجمعية العامة للامم المتحدة التي تعقد عادة كل سنة في مثل هذا الشهر.
وفي السياق نفسه، اكدت مصادر السراي ان زيارة الرئيس الحريري الى واشنطن ما تزال قائمة في النصف الثاني من شهر تموز الحالي، الا انه لم يتم تحديد اي مواعيد رسمية مع المسؤولين الاميركيين الذين يفترض ان يلتقيهم الحريري في واشنطن.
تجدر الاشارة الى ان الرئيس ميشال عون تلقى دعوة امس من رئيس جمهورية كازاخستان نور سلطان نزار باييف لحضور مؤتمر القمة الاول لمنظمة التعاون الاسلامي للعلوم والتكنولوجيا الذي سيعقد في استانا في 10 و11 ايلول، الا ان مصادر بعبدا اكدت ان لا مواعيد سفر على اجندة الرئيس عون الذي اغتنم فرصة استقباله للمبعوث الرئاسي الكازاخستاني نائب وزير الخارجية كمال الدين نوف ليتمنى نجاح جهود السلام الجارية في العاصمة الكازاخستانية استانا لاعادة الاستقرار والامان الى سوريا ووضع حد لمعاناة النازحين السوريين الذين يتأثر لبنان سلباً بوجودهم بأعداد كبيرة فاقت المليون و700 الف نازح، لافتا النظر الى ان نجاح مفاوضات استانا من شأنها تأمين عودة هؤلاء النازحين الى بلدهم.
سياسياً، تجري التحضيرات لزيارة يقوم بها النائب جنبلاط الي قصر بعبدا، للقاء الرئيس عون، وتوجيه الدعوة له لقضاء فترة من الصيف في قصر بيت الدين كتقليد رئاسي سنوي.
السلسلة: تلويح بالشارع
في هذا الوقت، لوحت هيئة التنسيق النقابية، ومعها الاتحاد العمالي العام باللجوء إلى الشارع، إذا لم تقرّ سلسلة الرتب والرواتب في 15 تموز الجاري في مجلس النواب.
وطالب رئيس رابطة أساتذة التعليم الثانوي الرسمي نزيه جباوي الكتل النيابية إقرار السلسلة في الجلسة الموعودة في تموز وعدم العودة إلى المماطلة واختلاق الحجج ذلك بعد أن اشبعت السلسلة درساً وتمحيصاً علّها تكون الفرصة الأخيرة أمامنا وأمامكم ولا حاجة للساحات لتكون الحكم بيننا، مشيراً الى ان المواقف التي قد نتخذها لن تكون بمصلحة أحد في حال لم تقر السلسلة في تمّوز وليتحمل المسؤولون مسؤولية ذلك.
التهويل بالحرب
جنوباً
وسط هذه الإشغالات اللبنانية، والسورية، يواظب الإعلام الإسرائيلي، والأميركي على التأشير إلى احتمالات حرب جديدة علی الجبهة الجنوبية، في ضوء تقارير مضخمة عن القوة الصاروخية المتزايدة لحزب الله، وإصرار إسرائيل على ضرب هذه الصواريخ ومعامل الأسلحة الإيرانية والتابعة للحزب في لبنان وسوريا.
وفي هذا الإطار، نقلت مجلة نيوزويك الأميركية عمّا أسمته قيادي في «حزب الله» في ضاحية بيروت الجنوبية تأكيده أن «حزب الله» بات يمتلك أسلحة لم يكن يحلم بها، إذ قال «عندما عم السلام سوريا، كنا عاجزين عن الوصول إلى أسلحة من هذا النوع، لا سيما باسعار زهيدة»، مضيفاً يمكننا إطلاق 4 آلاف صاروخ بساعة واحدة، ويمكننا الدخول إلى الأراضي الإسرائيلية على متن الـATV والطائرات والدراجات المسلحة، ليس لدى الإسرائيليين فكرة عن الطريقة التي نستطيع عبرها استهداف بنية الغاز الخاصة به.
وأوضحت ان «حزب الله» كبّر مستودعات أسلحته، إذ بات يقارن بجيش متوسط الحجم من حيث العديد، وقُدر عدد مقاتليه الناشطين بـ20 ألفاً فيما بلغ عدد عناصر الاحتياط 25 ألفاً في العام 2016».

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *